"أشجع الرجال وأنقى الرجال وأخلص الرجال" هكذا وصف الرئيس الراحل أنور السادات الزعيم جمال عبد الناصر، ويحل اليوم الذكرى الـ47 على وفاته، ولازالت خطاباته تُسمع في بيوت المصريين، وإنجازاته مخلدة أبد الدهر.

47 عامًا مضت على رحيل جمال عبدالناصر الأب الروحي لثورة 52 وإعلان جمهورية مصر العربية، وويستعرض "المواطن" أبرز الكتابات التي برزت فيها سيرة الرئيس الراحل.

عادل سعيد..
سرد الكاتب عادل سعد، رئيس تحرير جريدة الصباح، أكثر ثلاث سنوات زهوًا من وجهة نظره، في عهد عبدالناصر، حملت قرارات تاريخية، متمثلة في إسناد قيادة الجيش لخبراء القتال، ليتولى التخطيط للمعركة عبد المنعم رياض، مع جنرالات محترفين كإسماعيل والجمسي وفوزي والشاذلي، وقبل أن تجف دماء معركة الخزي والهزيمة، انطلقت عملية "رأس العش" وتدمير المدمرة إيلات، وعمليات الضفادع البشرية، وأفاق العالم على جيش يقف من خلفه شعب يرفض الهزيمة.

وذكر سعيد، مناشدة الشعب بتطبيق مطالب الثورة كاتبا "يومها أيضًا صحا عبدالناصر على زلزال ثورة الطلاب، ومطالب الديمقراطية، ومحاسبة المسئولين عن الهزيمة فلم يغضب، بعد أن واجهوه بأنه نسى طوال الـ13 عامًا أن أحد مطالب الثورة الست إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وأصدر بعد أقل من عام على النكسة بيان 30 مارس لتصحيح أخطاء المسار".

سامي شريف..
وفيما كشف سامي شريف مدير مكتب الرئيس الراحل، عن شخصية الزعيم وكيف كان لها تأثيرًا حيًا في الشارع المصري والسياسي، قائلًا: "إن الزعيم خلق الصورة الإيجابية لرجل السياسة تتعدى التفاصيل الشكلية من تعبيرات الوجه أو الملابس التي يرتديها السياسي أو الرئيس وحركات يديه في أثناء الحديث إلى ما هو أعمق، أى إن المهم ليس فقط شخصية الزعيم كما يذهب البعض، وإنما أيضًا محتوى تلك الشخصية".

وأضاف شريف، "إن ما أحبه في ناصر أنه يتعلم دائمًا، فضلًا عن تميزه بالصدق المطلق ونهمه متصل للمعرفة، وشجاعته حاضرة، وهذا ما جعله رجل الفكر والعقل والفعل المؤهل لقيادة أمة في حقبة حاسمة.."

أنيس صايغ..
وجاء الزعيم في كلمات وصفها به الكاتب والباحث والمفكر العربي، أنيس صايغ، قائلًا: "في مفهوم الزعامة السياسية من فيصل الأول إلى جمال عبد الناصر: " استطاع عبد الناصر أن يمثل أغلبية الشعب تمثيلًا صادقًا، وأن يدافع عن الأماني القومية دفاعًا حقيقيًا، واستطاع بواسطة ذلك أن يتحول إلى رمز للحركة الوطنية المعاصرة".

إن زعامة عبدالناصر تختلف من حيث المادة التي تتركب منها، إنها تنبثق عن الشعب، عن مجموع طبقاته وفئاته وأفكاره، وهى تنبثق عن أماني الشعب، عن مطالبه التي نادي بها منذ قرن على الأقل، وعن شعاراته التي رفعها منذ أن عرف العمل السياسي الحديث، وعن أحلامه التي أخذت تتراءى له منذ أن أقلقت باله كوابيس التخلف والاستعمار والتفرقة والفاقة، وعن تراثه وكيانه القومي ومصالحه العامة، إنها باختصار، تمثل أغلبية العرب.

سعيد الشحات..
وسرد الكاتب سعيد الشحات، اللحظات الأخيرة في حياة عبدالناصر، على لسان الطبيب الخاص به منصور فايز،: «دخلت حجرة الرئيس فوجدته راقدًا على سريره مرتديًا البيجامة، كان يبدو عليه الإرهاق الشديد، ومتعبًا من ضربات القلب، ولكن كان رابط الجأش لا تبدو عليه أية أعراض للقلق، بادرني مبتسمًا حين رآني: "إزاي عرفوا يجيبوك دلوقت؟"، ثم استطرد عن الأسبوع الذي قضاه فى مؤتمر القمة بفندق الهيلتون: «تعبوني جدًا في الأيام اللي فاتت»، كان يشير إلى مؤتمر القمة العربية الطارئ الذي دعا إليه، لإنهاء القتال بين الجيش الأردني والمقاتلين الفلسطينيين الذي نشب منذ 17 سبتمبر 1970.

وبعد حالة من الاضطراب التي شهدتها الحالة الصحية للرئيس جمال عبدالناصر، ما بين تحسن وتدهور، وصف الشحات كلمات فايز عن المشهد الأخير في حياة الزعيم قائلًا: مضيت إلى آخر الحجرة وفي داخلي شعور بالحزن والمرارة، وعلى السلم الداخلي في المنزل وجدتني أقول لمن وجدته فى الخارج من أهل المنزل: «خلاص مفيش فايدة».

وعن رد فعل السيدة تحية كاظم عن علمها بنبأ ؤحيل الزعيم، قال الشحات واصفًا تفاصيل المشهد: «وجدت الكل يخرج وينزل السلالم فدخلت مسرعة، رأيت حسين الشافعي يخرج من الحجرة يبكى ويقول: مش معقول يا ريس، وحضر خالد وعبدالحكيم فى تلك اللحظةعلى الرغم من عدم إخبارهم بشي، دخلا مسرعان، وحضرت هدى وكانت لا تعلم بما جرى بعد ذهابها لبيتها، دخلت ووقفت بجواره أقبله وأبكيه، ثم خرجت من الحجرة لألبس ملابس الحداد».