"زواج القاصرات" بين عادات المجتمع وحلم الفتيات.. "السيسي": احنا قاسيين أوي .."خبير نفسي: تجارة رابحة
السبت 30/سبتمبر/2017 - 09:11 م
غادة نعيم
طباعة
تتوالى صرخات الفتاة القاصر التي يرغمها الجميع من حولها علي الزواج في سن يسرق منها طفولتها ويمنحها الشيب والكبر المبكر، لتتحول إلى عجوز في سن الشباب كل ما تبقى منها يصب في خدمة رجل وأبناء، "إحنا قاسيين أوي علي بناتنا" بهذه الكلمات استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يخترق صمت تلك الفتاة التي تعاني موجها حديثه إلى الآباء "انتبهوا لبناتكم ياريت ناخد بالنا".
وفي هذا السياق أشادت النائبة مارجريت عازر، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي ألقاها في مؤتمر إعداد نتائج تعداد السكان 2017.
وأكدت "عازر" أنها تطالب منذ زمن بعيد برفع سن الزواج في مصر، موضحة أن سن 18 عاما لا تزال فيه الفتاة قاصر وغير قادرة علي تحمل مسئولية زوج وأبناء وتكوين أسرة تنهض بالمجتمع المصري.
وأضافت عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن الدستور المصري به مادة تؤكد أن الـ18 عاما لا يزال الفرد في سن الطفولة يعامل في المجتمع باعتباره طفلا وله حقوق يتمتع بها، مطالبة بضرورة تشديد العقوبة علي كل أب وأم يعرضون طفلتهم للزواج في سن صغير تكون فيها بمثابة القاصر التي تتعرض لضغوطات كثيرة، وتتعرض لمخاطر عدة منها الوفاة أثناء الولادة وغيرها.
وعلي الجانب الآخر قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن ظاهرة زواج القاصرات بين الفتيات في المجتمع المصري تعود إلى اختلاف الطبقات التي يتكون منها المجتمع، فهناك طبقات غنية وطبقات فقيرة وطبقات متوسطة، لكل طبقة حالة اجتماعية تعيش بها تؤثر علي توجهاتها وتفكيرها.
وأضافت "خضر" أن الوعي الديني وأيضا الوعي الثقافي يلعب دورا هاما في انتشار ظاهرة زواج القاصر، إلى جانب الفقر الشديد فهنالك بعض الآباء يتعاملون مع الفتيات باعتباراها سلع تباع مقابل المال، ففي الماضي كان التعامل مع الفتاة من خلال دفنها حية أو قتلها، أما اليوم يتم التعامل معها بالزواج في سن مبكر للتخلص منها سريعا، وهو ما ينتج عنه ازدياد عدد السكان، وكذلك انتشار الأمراض بين الفتيات اللأتي تتزوجن مبكرا لعدم تحمل جسدهن أعباء الولادة والزواج.
وأكدت أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس، أن الأرياف لازالت تحتل المرتبة الأولى في الدفع بالفتيات للزواج المبكر تحت مسمي "البنت مالهاش غير بيت زوجها"، لذا تلعب الأسرة دورا هاما في انتشار حالات الزواج القاصر دون رحمة هؤلاء الفتيات، مطالبة بحملات تتجه إلى الأرياف لتعريف الأهالي بمخاطر الزواج المبكر حتى يتم حصر تلك الظاهرة سريعا.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد المنعم، خبير الطب النفسي، أن ظاهرة انتشار زواج القاصرات في المجتمع المصري تقع علي عاتق الأسرة خاصة الآباء فهم المسؤولون عن ارتكاب تلك الجريمة، موضحا أن تلك الظاهرة لا يمكن أن توصف بالزواج، ولكن يمكن تسميتها بالتجارة الرابحة.
وأضاف "عبدالمنعم" أن زواج القاصرات هو عملية نقل لطفلة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج دون تهيئة نفسه أو حتى جسمانية بدلا من أن تقضي الطفلة أول مراحل عمرها بين الألعاب والقصص والكتب تنتقل فجأة وبدون مقدمات إلى أم مسئولة أسرة وعن أطفال تلك المسئولية الضخمة تخلق أسرة ضعيفة وهشة بين المجتمع لا تقوي علي مواجهة الأزمات وسريعا ما تتحول من فتاة تزوجت قاصر إلى مطلقة.
وأكد الخبير النفسي أن الفتيات في سن مبكر لا يعرفن معني مسئولية الزواج ولكن تقتصر أحلامهن علي ارتداء فستان أبيض يخفي وراؤه إهانة لكرامتها وانتهاك لطفولتها، مطالبا بضرورة معاقبة الأهالي علي ارتكاب تلك الجريمة من خلال تشريع قانوني يصدر سريعا.