بالصور.. أبطال أكتوبر بالمنوفية لـ"المواطن": "73 ردت كرامتنا".. "كنا داخلين نموت ونحن سعداء"
الخميس 05/أكتوبر/2017 - 07:16 م
منير والي
طباعة
قدمت محافظة المنوفية، الكثير من الأبطال في نصر السادس من أكتوبر، ونماذج مشرفة للوطن، ومن الأبطال الذين خاضوا الحرب، وعادوا رافعين راية النصر معهم.
وفي الذكرى الـ44 من انتصارات حرب أكتوبر، يسترجع لنا أبطال الحرب ذكرياتهم، بلحظات محفورة داخل وجدانهم خاصة لحظة عبور الجيش المصري لخط بارليف.
اللواء مهندس كامل عزب عتمان، ابن قرية مناوهلة، مركز الباجور بالمنوفية، واللواء فكري زوين، والعقيد مهندس وائل مصطفى عبد الحميد عثمان، والنقيب همام الشيخ، وجندي السيد أحمد عتمان، الذي أصيب على الجبهة، والجندي مجند صابر مهدي فتوح بدر، وملازم أحمد سعد جميل، النقيب همام عبد الحميد الشيخ، وجندي مجند سعيد أحمد حشيش، وعريف مجند عبدالرحمن محمد عتمان، وعريف مجند عبد الرحيم مصطفي هنداوي، والمساعد محمد أحمد عبد الهادي سليم حشيش، ورقيب مجند عبد الظاهر فتوح ناجي، وجندي عبدو محمود غراب، الذي أصيب على الجبهة، والعريف صلاح محمود مصطفي، الرائد صابر عتمان من أبناء محافظة المنوفية.
أكد المساعد محمد أحمد عبد الهادي سليم حشيش، لموقع "المواطن"، وهو من مصابي نصر 6 أكتوبر، أن صعود الساتر كان صعبا، لكنني صعدته 5 مرات وقت الحرب، وكان أسهل ما يمكن ولم أحس بتعب، بعكس عندما أعادنا تصوير العبور في 74 لم أتمكن من صعود أطلع الساتر سوى مرة واحدة، قائلا "كنا داخلين نموت، وكانت سعادتنا بالغة أننا داخلين نحارب".
وقال محمد عبد الهادي، "العدو استغل فرصة وجود فاصل بين الجيش الثاني، والجيش الثالث، واخترق منها المكان، ومكنش فيه دفاع من الضفة الغربية، وكانت القوات كلها مؤخرات الجيش، وتسليحها بسيط، ووصلوا تقريبا إلى السويس، وفيه قوات اندفعت من الاحتياط، وكان قرار السادات بوقف ضرب النار وعمل معاهدة الكيلو 101 لفض الاشتباك".
وأشار إلى أن "العبور اللى يذاع في التلفزيون ليس الأصلي، فقد قمنا بتصويره عقب العمليات سنة 1974، وكانت الكتيبة التي كنت فيها تمثل العبور في فيلم أبناء الصمت".
وصرح اللواء فكري زوين، "احنا طلعنا الساتر، وتحركنا داخل سيناء بتشكيلات معركة، ولم يخدش منا عسكري واحد في الكتيبة وعدينا وتوغلنا داخل سيناء، والخبراء الروس كانوا يقولون إن القناة هتبقا لونها برتقالي لو أتحركنا وعبرنا، ميعرفوش أننا عندنا رجالة في الصاعقة، لكن نسبة الخسائر في اليوم الأول كانت قليلة، وعملنا رؤؤس كباري، وبدأت الدبابات في الدخول وتطوير الهجوم، وكنا بنأمن الدبابات وهيا بتعدي".
وأضاف "عندما عبرنا القناة، جاءت الدبابات، وكنت متمركز أنا والفصيلة على تبة، وكان هناك ضابط أقدم منى بدفعة ويقود مدرعته، ونزل وقالي إنتو واقفين إزاي كدا في الهواء، والمدفعية بتضرب، تعالوا اركبوا معايا ولكنى التزمت بمكاني اللى مكلف بيه ورفضنا، ركب الضابط المدرعة وقفل المزاغل لأن المدفعية 155 بتاعت العدو كانت بتضرب، لم تمر دقائق ولقينا صاروخ يصطدم في المدرعة، والضابط نزل من فتحة الهروب، وأنا اللى شلته وأخذته لنقطة الإسعاف، وكان ينزف دم من كل جسمه على إيدى، ولكنه استشهد وكنت أتمنى إنى أكون زيه، وفي نفس مكانته ومنزلته".
وأشار "زوين" عن ابرز المواقف التي تعرض لها في الحرب فيقول " كانت المدافع 155، كنا أطلقنا عليها اسم "أبو جاموس" بتضرب علينا بطريقة فظيعة، وكشف الاستطلاع أنها بتضرب من خلف عروض رملية بينها وبين الوحدة كيلو تقريبا، وطلعت أنا وضابط و10 جنود بالليل علشان نحتل مكان المدافع، وبالنهار لقينا قوات جاية وبلغنا قائد الكتيبة وكانت عربات مجنزرة، وكنا عاوزين نشتبك لأننا عارفين أننا هنموت، لكن القائد قال "تتبع تقدم القوات وما تضربش"، وبلغته "احنا كدا كدا هنموت فنضرب ونموت كام واحد معانا" لكنه رفض، وفى ثوانى لقيناهم احتلوا المنطقة ووضعوا المدافع، مرة أخرى بعت إشارة مرة أخرى وقلت أننا هنضرب لإنهم ممكن يمسكونا بأيدهم، فالقائد رفض وطلب الانسحاب، وضرب 3 مدافع هاون، وانسحبنا تحت تغطيتها، وإحنا كنا ممكن نموت عساكر إسرائيل وكنا هنموت، ودا أكتر المواقف اللى حسيت إنى هموت فيها، إحنا مكانش يهمنا أكل أو شرب في الحصار كان بيوصلنا علبة تعيين قتال وجبة واحدة على 3 أيام، وكنا صابرين وروحنا المعنوية مرتفعة جدا، والطيران كان بيضرب علينا ومكانش حد فينا بجد خايف كلنا كنا عاوزين نموت".
وعن أبرز المواقف التي لا ينساها في المعركة على الضفة الشرقية فيقول "قابلتنا دبابة إسرائيلية أوقفت تقدم الكتيبة، ودفع بى قائد الكتيبة وضابط آخر يدعى محمد سعيد، ودمرنا الدبابة، ونزلنا داخل الدبابة لقينا اتنين عساكر كانوا متفحمين في حضن بعض، والبيادة بتاعتى اتقطعت فقلعتها ولبست بيادة جندى إسرائيلى ومن يومها وأنا بفتكر اللحظة دى كل يوم، كان فيه روح معنوية عالية وكان فيه هدف".
وقال أحد أبطال حرب أكتوبر المجيد أن انتصارات حرب أكتوبر، جاءت لرد اعتبار كرامتنا وشرفنا أمام اليهود من بعد نكسة 1967، وكان يوم أليم صعب علي كل المصريين، سادت حاله من الحزن والألم والمرارة في ذلك الوقت، وفي سنة 72 حضّرت مشروع حرب، وكان في أرض مشابهة لمسرح العمليات، وكان هناك ترعة وساتر ترابي وتم تدريبنا على الأسلوب إلى سيتم تنفيذه أثناء العمليات، ومن أهم عوامل نجاح الحرب هي السرية التامة، وحتى الساعة الواحدة كنا لا نعلم أننا سنحارب، ووصلّنا إشارة الساعة 10 إن المشير أحمد إسماعيل، سيتفقد التعبئة، كانت ضمن عوامل المفاجئة اللي حدثت في 73، لأن العدو كان راصد للإشارات، ولم نعلم سوى من الطيران الذي بدأ وبدأنا كسلاح مشاة في نفخ القوارب ونزول القناة، وعبرنا الضفة الشرقية، وتسلقنا الساتر الترابي.
ومن هذه القصص، نرى أن المصريين لم يطيقوا انكسار الهزيمة، فبعد ست سنوات استطاعوا استعادة الأرض المحتلة واستردادها من العدو المغتصب، مما يؤكد على استطاعت المصريين في تحقيق أهدافهم رغم المعوقات، التي تواجهه، ليس بقوة السلاح فقط بل بالعزيمة والإصرار، حيث استطاعوا أن يتحدوا الصعاب، وفكرة اغتصاب الأرض كانت تؤرقهم.