بعد استقالة الحريري.. هل تواجه لبنان المصير القطري من العزلة العربية؟

الإثنين 13/نوفمبر/2017 - 03:15 م

سيد مصطفى

لا يزال المشهد اللبناني يكتفه الغموض، بعدما حركته الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بعد ما وصفه بالتدخل الإيراني في شؤون لبنان، والتي جاءت بعد سيطرة رموز تيار 18 آذار المدعوم من حزب الله على مقاليد المشهد السياسي، ومحاولات التطبيع التي أجراها بعد الوزراء مع النظام السوري، ليطل الحريري من جديد على المشهد عبر حوار مع قناة المستقبل أكد فيه أنه سيعود إلى بلاده "خلال أيام" لتقديم استقالته رسميا.

ولم يستبعد الحريري إمكانية العودة عن استقالته إذا احترم حزب الله سياسة لبنان بعدم التدخل في النزاعات الإقليمية، مبينًا أن المشكلة الأساسية في المنطقة هي "تدخل إيران في شؤون الدول العربية"، مشيرا إلى الصاروخ الذي أطلق على الرياض من اليمن، والذي جاء ردًا على كل من حسن نصر الله والذي اعتبر الحريري معتقلًا بالسعودية، والرئيس ميشال عون الذي وصف مصيره بأنه "غامض".

قال سراج بهجت السياسي اللبناني اليساري المعروف بـ"العقيد سراج" أن الرئيس الحريري كان وما زال يعبر عن الأغلبية العظمى من الشعب اللبناني الذي اثقلته الحروب من أجل الغير، والحريري وصل إلى نقطة اللاعودة في خياراته، فلبنان لم يعد قادرًا على تحمل فاتورة الحرب ودفع العديد من الضحايا للدفاع عن المشروع الإيراني الذي يستهدف المنطقة العربية،وكان كلامه واضحًا بهذا الشأن.

وأكد بهجت أن الحريري لا يرضى أن يشكل مظلة لحزب الله في حروبه في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أنه كان قبل الإستقالة ليس ما بعدها، فهناك أمور لا تستقيم ان لم يعدل حزب الله في سياسته في المنطقة العربية، والكف عن محاربة الشعوب العربية وتدمير منده، فما كان يقبله الحريري قبل الإستقالة لم يعد يقبله بعد الإستقالة، خاصة وأن لبنان يدفع الثمن الأغلى نتيجة تدخل حزب الله في الصراع السعودي الإيراني.

وأضاف بهجت أن دول مجلس التعاون الخليجي منعت مواطنيها من السفر للبنان، فمنذ فترة تم اختطاف مواطن سعودي وقتله في البقاع، وهذا ما حدا بالدول العربية من الطلب من مواطنيها مغادرة لبنان، بالإضافة إلى تجميد عمل الحكومة، مما يعتبر بداية مرحلة جديدة من التعاطي العربي مع القضية اللبنانية.

وأشار سراج إلى مخاوف حدوث محاصرة لبنان ماليا واقتصاديا ووقف دعم الليرة اللبنانية من قبل الكفيل السعودي، وقف تحويلات اللبنانيين المقيمين في الخليج، وإلغاء التبادل التجاري، وإلغاء العقود لشراء الخضار والفاكهة اللبنانية، وعلى الأرجح سيكون لبنان كما قطر، وهذه الامور لا يستطيع لبنان النظام ولبنان الكيان تحملها

وبين سراج أن التيار السني في لبنان هو يتبع السياسة السعودية، وملتزم بما يقوله الرئيس الحريري، أما مبادرة ميقاتي التي طرحها منذ أيام للخروج من الأزمة، ما هي الا ذر الرماد في العيون، خصوصا اذا ادركنا ان الرئيس ميقاتي من اتباع 8 آذار وليس محايدا

ودائما في ادبيات السياسة صاحب المبادرة يكون حياديا، وليس طرف في الصراع او الازمة، فلا يمكن ان يستقيم الوضع في البلد إلا إذا تخلى حزب الله التلاعب بمصير اللبنانيين.

واوضح السراج، أن اليوم اي زعيم سني يقدم نفسه بديلًا للرئيس الحريري يتهم بالخيانة ويحترق سياسيا، والجميع في لبنان مدرك خطورة العداء للسعودية وما قد ينتج عنه، ولبنان اليوم أمام منعطف خطير جدا قد يؤدي الى حرب اهلية طاحنة، ولا يمكن لأي لبناني سوى الإختيار ما بين المشروع العربي للكيان اللبناني أو المشروع الإلحاقي بالمشروع الفارسي

قال محمد برجاوي، القيادي بحركة الناصريين المرابطين اللبنانية، أن إستقالة الحريري تؤكد أن "حزب الله" يسيطر على مفاصل الدولة، وعبرها تم اسقاط غطاء السلطة التنفيذية عن "حزب الله"، مبينًا أن "استقالة الرئيس سعد الحريري خطوة مهمة، وهذه الحكومة سقطت، ويجب العمل على تقليص صلاحيات هيمنة "حزب الله" على الدولة".

وأكد برجاوي في تصريحات خاصة لـ"المواطن" "حزب الله" يجب تحجيمه أن يكون فصيلًٍا سياسيًا، وألا يستمر باشهار سلاحه الغير شرعي لا في لبنان ولا في سوريا والعراق واليمن يهدد الامة العربية.

وقال حسين الديراني، الكاتب والسياسي اللبناني، المقرب من تيار 18 آذار، لوضع جدا مستقر والسيد نصرالله، الأمين العام لحزب الله، كانت كلمته متعاطفة ومشفقة على الحريري،ولن يحدث اي شيء في لبنان

وأكد الديراني تصريحات خاصة لـ"المواطن" أن رئاسة الوزراء في لبنان ستبقى شاغرة الى حين جلاء الصورة والافراج عن الحريري او تعيين شخص اخر، مبينًا أن هناك الكثير من الشخصيات يمكن أن يطرحوا كبديل للحريري،لكن لحد الان رئيس الجمهورية لم يقبل استقالته قبل التشاور معه

وأضاف الديراني أنه دستوريا حتى يقدم رئيس الوزراء استقالته يجب التشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، لهذا الرئيس يعتقد ان استقالة الحريري من الرياض يشوبها الغموض وغير دستورية، موضحًا أن الحوار الأخير للحريري يؤكد أن الأوضاع تسير الى لملمة الفضيحة السعودية امام الضغوطات الدولية، فالسعودية لا تستطيع الإبقاء على احتجاز الحريري.

قال إسماعيل أبو صخر، عضو تيار المستقبل، الذي يتزعمه، الرئيس سعد الحريري، أن الاستقالة كانت بالتوقيت المناسب للوضع الراهن، لتضع حد للهيمنةالإيرانية، فالحكومة غير راضية عن النظام السوري الحالي و ليس لها مصلحة بالتطبيع.

ويرى أبو صخر، أن الجميع يضخم موضوع وجود الحريري في لبنان وهو ليس كما يقال عنه بأنه يتعرض للضغط و الإجبار، مبينًا ستفرض السعودية رئيس أقوى وأعنف إن لم يتوصلو إلى نتيجة مع حزب المقاومة.

وأضاف أبو صخر أن بعض الوزراء اللبنانيين المحسوبين على تيار حزب الله و18 آذار، مثل وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل تصرف على هواه عندما قابل وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالأمم المتحدة، وقدم المصلحة الشخصية عن مصلحة الدولة و الشعب اللبناني.

وأوضح إسماعيل أن التيار سيبقى مستمر بنشطاته من خلال وزرائه و نوابه و لا أستبعد بأن الرئيس المقبل سيكون من آل الحريري، أي من تيار المستقبل.