بعد تصريحات ولي العهد بملاحقة المتشددين.. محللون: القيادة السعودية الشابة عازمة على خلع عباءة الوهابية
الإثنين 20/نوفمبر/2017 - 08:30 م
هبة شورى
طباعة
قبيل مطلع الألفيات كانت مسلسلات الكرتون المدبلجة بواسطة مجلس التعاون الخليجى تروج لمجتمع يطل على الخليج العربى منفتح، ليبرالى ومتحضر وكان مشهد الخليج العربى بلونه الفيروزى يرفرف فوقه أسراب طائر اللقلق المهاجرة، وتظهر الفتيات دون غطاء الرأس وهى تقود السياره وتعمل لوقت متأخر في المشفى وتحضر مباريات كرة القدم، بل ويشاركن أيضًا في المنافسات الرياضية ضمن فرق مختلطة.
هذا المشهد كان يؤسس لحلم الخليج المتحرر من الوهابية السلفية، ولحسن الحظ لم يلبث طويلًا أن تحقق بعض منه، ولم يخطر ببال أحد أن يتمخض رحم المملكة عن شاب واعد طموح هو الأمير محمد بن سلمان يصعد بسرعة البرق صوب رأس السلطة في المملكة العربية السعودية، ويعلن عن مشروعه المستقبلي "نيوم" مقترنا بإعلان حرب صريح على الوهابية.
الوهابية فكر تأسست عليه المملكة..
الوهابية لطالما كانت الفكرة التي تأسست عليها المملكة وزرعت نفوذها في الجوار وميزتها عن التباينات الحضارية والروافد الثقافية التي تعج بها المنطقة العربية، وارتبطت بها اراباطا وثيقا بل انها قادت بها غزوا ثقافيا سلفيا وهابيا إلى دول الجوار.
كلمات الأمير الطامح محمد بن سلمان، التي أعلنها صريحة لا تحتمل التأويل، "سنطاردهم ونقتلعهم من البلاد لانهم لايمثلون الاسلام".. سرعان ما حركت المياه الراكدة وأعلنت الحرب باكرا.
"المواطن" تبحث عن مستقبل الوهابية..
بوابة "المواطن" تطرح السؤال الأكثر إلحاحًا.. ما مستقبل الفكرة الوهابية في المنطقة العربية؟، وإذا كان الوهابية والسعودية توأمان سياميان، كما يروج بعض الكتاب البريطانيين والمراقبين، فما مدى جدية هذه الحرب؟، وإذا كان الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى اتخذ خطوات صارمة في الرد على الخصوم، فهل يستسلم دعاة الفكرة الوهابية ويرفعون الراية البيضاء؟.
الوهابية من أشعل الحرب في المنطقة..
الصحفي المحلل السياسى فهد العقيلي يؤكد على جدية ولى العهد في وتوعده للوهابية السلفية التي أشعلت الحرب في المنطقة وتسببت في تراجع دور المرأة وتخلفه، وكانت محصلتها عزلة سياسية ومصاعب اقتصادية، مشددا على أن تاريخ المملكة به أمثله عدة تشير إلى أن السعودية لا تتردد في مواجهة التيار الإسلامي حين يظن أن الكلمة العليا له ويستبد ويهدد كيان المملكة لكن هذه المره التيار الديني المتزمت يهدد طموح المملكة وتطلعها لتكون دولة واعدة ومتقدمة.
وأوضح العقيلي أن ولى العهد أعلن أن هدف المملكة هو مكافحة الأفكار المتشددة، وليس محاربة الوهابية كحركة طالما أنها عالجت أفكارها المتطرفة وتحولت إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان، وعلى جميع التقاليد والشعوب".
وتوقع العقيلى أن يستجيب المشايخ ودعاة الفكر الوهابي إلى الأمير، ويخلعوا تزمتهم الفكري ويوقفوا تمويل الجماعات الجهادية التي تنشر الارهاب في المنطقة.
الوهابية في دماء أبناء المملكة..
ويرى الدكتور طارق فهمى المحلل السياسى واستاذ العلوم السياسية، صعوبة أن تنفصل المملكة العربية السعودية عن الفكر الوهابى، حتى وإن أعلن ولى العهد مايبدو أنه بدايه حرب لكن يبدو جليا لكل مراقب أن المملكة السعودية والوهابية توأمان سياميان يتشابهان ويتطابقان في الأهداف والرؤية والمستقبل، وما أراده الأمير هو أن تبدل السلطة الدينية والشرعية جلدتها فقط لكنها لن تموت فمصير آل سعود مرتبط بالوهابية، لأن التحالف بين القطبين منذ لحظة التأسيس أن يملك آل سعود سطلة الحكم والادارة وينفرد أنصار محمد بن عبد الوهاب بالسلطة الدينية، لافتًا إلى وجود أطروحات تذهب إلى أن المملكة السعودية تشهد مايمكن أن يعرف بالدولة السعودية الثانية والتى ستشهد تغييرات جذرية اجتماعية وسياسية واقتصادية بدأت بالفعل بعض مظاهرها على أرض الواقع عبر قرارات اللغاء هيئات دينية وتأسيس أخرى تتصادم وتشتبك مع السلطة الدينية الوهابية.