صرح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري ورئيس البعثة المصرية، التي قدمت الكشف الآثري الذي أعلن عنه وزير الآثار اليوم، بأن إحدي المقبرتين المكتشفتين تحمل رقم (161 kampp)، وأن عالمة الآثار الألمانية فريدريكا كامب قامت في التسعينات من القرن الماضي بترقيمها فقط ولم يتم العمل بها مطلقا.. موضحا أن المقبرة الثانية تحمل رقم (150 kampp) وقامت كامب بترقيمها والعمل بها حتى وصلت إلى المدخل فقط، ولم يستكمل العمل بها حتى قامت البعثة الأثرية المصرية بإعادة اكتشافها مرة أخرى.

وأضاف وزيري - في تصريح اليوم السبت، خلال إعلان وزير الآثار خالد العناني عن اكتشاف مقبرتين أثريتين بمنطقة القرنة الأثرية غرب الأقصر - أن مقبرة (161 Kampp) تقع شمال المقبرة رقم (225 tt) والمقبرة رقم (157 kampp)، والتي تم الكشف عنها في أبريل الماضي وتخص قاضي المدينة.

وأشار إلي أنه من المرجح أن المقبرة يعود تاريخها لفترة عصر الملك أمنحتب الثاني وحتى الملك تحتمس الرابع، حيث تم تأريخها من خلال الأسلوب الفني المتبع في النقوش ومقارنتها بالعديد من مقابر الأفراد بجبانة طيبة التي تعود لنفس الفترة.. لافتا إلي أن اسم صاحب المقبرة غير معروف على وجه الدقة، حيث لم يتم العثور حتى الآن علي أي اسم أو لقب له بداخلها.

وأوضح وزيري أن المقبرة تبدأ بفناء دعمت جوانبه بجدران من الحجر والطوب اللبن، ويوجد بها بئر في الجانب الجنوبي يصل طوله إلى نحو 6 أمتار وينتهي بأربع حجرات جانبية، أما مدخل المقبرة فيوجد في الناحية الشرقية ويوجد به وجه من الحجر الرملى خال من النقوش، ويؤدي المدخل إلى صالة مستعرضة تنتهي "بنيشة".. مبينا أن غالبا هذا هو التخطيط الأساسي للمقبرة، وكان قد تم إعادة استخدامه في العصور اللاحقة حيث تم كسر النيشة وتم الحفر لعناصر معمارية أخرى ولم يتم الإنتهاء منها.

وتابع "جميع النقوش بالمقبرة موجودة في جانب من الجدار الغربي، وهى عبارة عن منظر للوليمة أو الحفلة يبدأ بمنظر لشخص يقدم قرابين وزهور للمتوفي وزوجته.. وعلى هذا المنظر جزء من نص ينتهي بكلمة (sn.f) بمعنى (أخوة).. لذا فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص هو شقيق صاحب المقبرة، ويلي ذلك مناظر المدعوين في 4 صفوف، منها صف به 3 رجال خلفهم 3 سيدات وأمام الرجل الأول يوجد نص يقرأ (sn.firu) بمعني (حافظ الصالة)".

كما أوضح وزيري أن معظم ما تم الكشف عنه عبارة عن أجزاء خشبية وعدد من التوابيت، أهمها قناع خشبي كبير يمثل جزءا من التابوت ذو الشكل الأوزرى وقناع خشبي صغير ملون، وجزء من قناع خشب مطلي بلون ماء الذهب في حالة سيئة من الحفظ، و4 أرجل لكراسي خشبية خاصة بالأثاث الجنائزى، وقطعة خشب تمثل الجزء السفلي لتابوت بالهيئة الوزرية عليه منظر لإيزيس رافعة يدها.

وقال وزيري "إنه بالنسبة للمقبرة (150) فهى تقع إلى الجنوب من المقبرة (157 kampp) وإلى جوار المقبرة (167 tt)، ويعود تاريخها لنهاية الأسرة الـ17 وبداية الأسرة الـ18، حيث عثر علي خرطوش يحمي جسم الملك تحتمس الأول، وعلى سقف الصالة الطولية من المقبرة".

وأشار إلى أنه لم يتم التعرف على صاحب المقبرة نظرا لعدم وجود نصوص تحدد صاحب المقبرة علي وجه الدقة، إلا أن هناك عددا من الاحتمالات، منها أنها تخص شخصا يدعي "جحوتي مس" بمعنى (صادق الصوت)، حيث أن آخر أجزاء النص المحفور على وجه مدخل الصالة الطولية من المقبرة تنتهي باسمه أو أنها تخص شخص يدعى "ماعتي"، وكان يشغل وظيفة الكاتب حيث تم العثور على أكثر من 100 ختم جنائزي في الفناء والصالة المستعرضة للمقبرة، منها حوالي 50 ختما يخص "ماعتي" وزوجته "محي".

وأوضح وزيري أن المقبرة بها 5 مداخل في الناحية الشرقية تفتح في الصالة المستعرضة مهدمة ويوجد بها بئران، الأول في الناحية الشمالية الذي لم تنته به أعمال التنقيب ، أما البئر الثاني فتم الانتهاء منه، ثم يلي ذلك صالة طولية تؤدي إلى الصالة المستعرضة الأخرى وتنتهي بنيشة، وداخل تلك الصالة يوجد بئران، أحدهما في الناحية الشمالية بعمق 10 أمتار، والآخر من الناحية الجنوبية بعمق 7 أمتار.

ولفت إلي أن البئر الجنوبي يوجد به حجارة دفن سيدة تدعى "إيزيس نفرت" من المرجح أنها أم صاحب المقبرة، حيث عثر بداخله على أجزاء لتابوت خشبي ذو خلفية سوداء مرسوم باللون الأصفر عليه مناظر وكتابات، بالإضافة إلى تمثال أوشابتي من الخشب وعليه كتابات بالهيروغليفية مجهول صاحبها، وصندوق من الخشب غير كامل وجد بداخله 36 تمثالا أو شابتي من الخشب الخالي من النقوش، وتمثال أوشابتي من الخشب لأوزوريس بالهيئة الأوزيرية يبلغ ارتفاعه نحو 60 سم بالقاعدة، وطول القاعدة 30.5 سم، و11.8سم عرض.

ونوه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بأن التماثيل عليها ألوان متعددة، وهى "الأبيض، الأحمر، الأزرق، الأخضر، الأصفر، والأسود"، وعليها كتابة بالمدد الأسود بالهيروغليفية.