قال الدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام ، إن خطة الوزارة لتطوير وتحسين أداء الشركات التابعة بدأت بالجوانب غير الملموسة ومنها الإصلاحات الهيكلية والإدارية ونظم الإفصاح والإعلان بشكل دوري عن أداء ونتائج أعمال الشركات، فضلا عن ضخ دماء جديدة في القطاع وتعيين مستشارين في الشركات وكذلك التركيز على استغلال الأصول غير المستغلة بالشكل الذي يعود بالنفع على الشركة والعاملين بها.

جاء ذلك في تصريحات للوزير على هامش زيارته إلى محافظة قنا لافتتاح خطوط الإنتاج الجديدة بمصنع غزل قنا التابع لشركة الوجه القبلي للغزل والنسيج، بحضور اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا والدكتور أحمد مصطفى رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس وعدد من أعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية بالمحافظة.

وأضاف الشرقاوي أن قرارات تغيير مجالس الإدارات وإعادة الهيكلة الفنية والتكنولوحية للشركات التابعة تستغرق جهدا ووقتا طويلا، لاسيما وأن هذه الشركات متروكة منذ زمن طويل دون تطوير وتعاني من الإهمال، مؤكدا أن شركات قطاع الأعمال وصلت حاليا إلى مرحلة غير مسبوقة سواء من حيث تطوير وتحسين الأداء وزيادة الإنتاج وكذلك نتائج الأعمال التي تشير إلى حدوث طفرة في أرباح بعض الشركات وتحول أخرى من الخسارة إلى الربح.

وأوضح أن هذا الأداء الجيد للشركات لا يعني أنه ليس هناك مشكلات، ولكن توجد ملفات عديدة تحتاج إلى الإصلاح ولكن يتم ذلك على مراحل وليس مرة واحدة، وهو ما ترتكز عليه خطة التطوير التي تتبعها الوزارة، وقال "إن قطاع الأعمال يتطور ويتحسن ونواصل ضخ استثمارات جديدة بالشركات واستغلال الأصول غير المستغلة وإضافة أنشطة جديدة وتطوير وتحسين الأنشطة القائمة بالفعل".
ولفت الشرقاوي إلى أن مرحلة التطوير التكنولوجي لقطاع الأعمال شملت العديد من الشركات التابعة ومنها على سبيل المثال "الحديد والصلب"، "الدلتا للصلب" و"النصر للسيارات"، وذلك من خلال طرح مناقصات للتطوير على الشركات العالمية وتم بالفعل ترسية مناقصات تطوير بعض الشركات.

وبالنسبة لشركة "النصر للسيارات"، قال الشرقاوي "إننا في المراحل النهائية بشأن تطوير وتحديث خطوط إنتاج الشركة حيث تم بالفعل ترسية ملف التطوير إلى شركة أسيوية ولكن لازلنا في مرحلة التفاوض فيما يخص الجانب المالي حتى يتم الوصول إلى شروط مربحة ومرضية للطرفين وحتى لا يتحمل أي طرف أية خسائر".

وأوضح أن شروط التفاوض مع الشركة العالمية لتطوير وإنتاج السيارة تتضمن التزامها بالتسويق والاستفادة من الفرص التصديرية المتواجدة بالأسواق الخارجية نظرا لعدم توافر الخبرة لدى شركة "النصر للسيارات" بشأن التسويق بالخارج، مشيرا إلى أن السيارة المصرية ستكون "١٥٠٠ سي سي" لتناسب الأسرة المصرية وذات سعر تنافسي في السوق ليكون لها ميزة وذات جودة عالية وكذلك توافر قطع الغيار بأسعار مناسبة.

وفيما يخص "الشركة الهندسية لصناعة السيارات"، قال وزير قطاع الأعمال إنه تم الاتفاق مع شركة مجرية لتطويرها وإدخال خطوط إنتاج جديدة لإنتاج الجنوط والشاسيهات، فضلا عن الاتفاق مع شركة بيلاروسية بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي لإنشاء خطوط إنتاج وتجميع أتوبيسات وسيارات النقل والمحاريث الهندسية.

وحول أداء شركة "القومية للأسمنت"، قال الشرقاوي إن الوضع الحالي للشركة يمثل "كارثة" نظرا لتراكم أخطاء الماضي وما تم اتخاذه من إجراءات في السابق دون دراسات جدوى واضحة، وهو ما كبدها خسائر كبيرة، فضلا عن استمرار اعتماد الشركة على الغاز الطبيعي لتكون هى الشركة الوحيدة لإنتاج الأسمنت التي تستخدم الغاز الطبيعي في مصر.

وأشار وزير قطاع الأعمال إلى أنه تم وضع خطة لوقف نزيف خسائر "القومية للأسمنت" وطلبت الوزارة من عدد من المكاتب الاستشارية إعداد دراسة لإعادة هيكلة الشركة، فضلا عن تلقي عروض شراء طاحونة الفحم نظرا لارتفاع تكاليف الغاز وذلك بهدف العودة إلى الربحية ومنح الشركة فرصة تنافسية كبيرة في السوق.

وبالنسبة لشركة "الحديد والصلب"، قال الشرقاوي إنه تم تشكيل لجنة فنية من الخبراء لفحص العروض المقدمة لتطوير الشركة والبالغ عددها ٩ عروض لاختيار الأفضل والأنسب منها، وتم بالفعل الانتهاء من فحص دراسات الجدوى والتقييم الفني وسيتم الترسية خلال شهر يناير المقبل، مشيرا إلى أن الأفضلية للعرض الذي يوفر تمويلات وتسهيلات في السداد على فترة أطول.

وأكد أنه تم الانتهاء من ترسية تطوير شركة "الدلتا للصلب" مع شركة صينية، ولكن وجدت الوزارة أن سعر العرض رخيص مقارنة بالعروض الأخرى، فطالبت الوزارة الشركة بخطاب ضمان وتم اتخاذ الإجراءات الاحتياطية التي تضمن التزام الشركة بصيانة الأعطال بعد التطوير.

وحول تطوير "الشركة القابضة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية"، قال وزير قطاع الأعمال إنه تم الاتفاق مع شركة سعودية بالاشتراك مع صندوق تحيا مصر للتعاون مع شركة "النصر للكيماويات الدوائية" في نشاط صناعة الخامات الدوائية داخل مصر، وهو ما يفتح أسواقا جديدة للشركة في الخارج وبخاصة في دول الخليج، وكذلك التشجيع على ضخ استثمارات جديدة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن الاتفاق مع الشركة السعودية لا يشمل فقط تصميم خط إنتاج جديد للمادة الفعالة ولكن أيضا تسويق المادة الخام في دول الخليج، والاستفادة من مقومات شركة النصر من بنية أساسية وعمالة مدربة وخطوط إنتاج قائمة.