الصحف العالمية اليوم.. واشنطن تطالب ترامب برفع يده عن القدس.. وباريس تحذر من غضب المسلمين.. وتل أبيب: "أوقع بنا في الفخ"
الإثنين 11/ديسمبر/2017 - 05:09 م
عواطف الوصيف
طباعة
فلسطين زهرة المدائن، التي تضم أولى القبلتين وثالت الحرمين الشريفين، القدس مدينة الصلاة، وردة في قلب كل عربي، يعي الجميع أهميتها، ومكانتها في المنطقة، وكيف تؤثر طبيعة الأوضاع فيها، على مختلف الدول المجاورة لها في المنطقة، تلك الرؤية التي يتفق عليها أيضا ممثلي الحكومات الغربية.
القضية الفلسطينية في الصحف العالمية:
لسنا في حاجة إلى تأييد أو دعم غربي، لمعرفة قيمة الأقصى، أو ماهية القضية الفلسطينية، لكن وفي نفس الوقت، كان هناك اهتمام ملحوظ من قبل مختلف الحكومات الغربية والإعلام العالمي على كافة المستويات، بالقضية الفلسطينية، لكن لوحظ أن هذا الإهتمام بدأ خلال الآونة الأخيرة أن يقل بسبب التطورات الأخيرة التي طرأت على الساحة، في العراق, وسوريا, وليبيا، علاوة على الصراع الأمريكي الكوري، وما يتعلق بالإتفاق النووي الإيراني، لكن جاء خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليعلن فيه عن قرار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لنشهد تغيرا ملحوظا، في الإعلام الغربي.
القضية الفلسطينية تتصدر الصحافة العالمية:
لن يتغير موقف العرب والمسلمين، ولن يكون قرارهم هو الخضوع لما قيل، من قرارات تبيح انتهاك القدس والأقصى، لكن قد يكون من الضروري، إجراء بانوراما تجولية في مختلف الصحف العالمية، لنرصد كيف قوبل هذا القرار، وكيف تنظر له، وتدرسه كل صحيفة على حدا.
نقطة تستحق الدراسة:
متابعة الأخبار العالمية، ومعرفة أهم ما يتم رصده، وقراءة أهم ما يطرأ على الساحة، على مستوى العالم، أمر جيد لأنه متابعة لأهم المجريات، لكن ما يعد أهم من ذلك، هو معرفة ماهية الرؤية العالمية، لاهم القضايا العربية، التي تخصنا، وكيف ينظر الغرب لنا نحن العرب، وما يستلزم الإعتراف به، هو أنه وبعد الإطلاع على أهم الصحف العالمية، وتغطيتها لقرار الرئيس الأمريكي حيال القدس، لوحظ نقطة غريبة تستحق الوقوف عندها ولو للحظات.
انتقاد قرار ترامب:
أمر طبيعي أن يؤكد العرب على إحتجاجهم، ورفضهم لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ويغردون بالكلمات، ليؤكدوا رفضهم، وربما محاولة أنه قرار بني على رؤية خاطئة، لكن حينما نجد حكومات وقيادات سياسية، عالمية، ورموز ودينية وكتاب ومحللين، على مستوى العالم يعربون عن انتقادهم علنا فذلك هو ما يعد غريبا بعض الشيء، والأهم من ذلك هو أن الصحف العالمية، والأمريكية خاصة، التي يستلزم الانتباه أنها صادرة من بلد يرأسها من أصدر القرار، هي التي تلق الضوء على مثل هذه الانتقادات، وتعرب عنها بوضوح.
بانوراما صحفية عالمية:
ومن خلال جولتنا وسط العديد من الصحف العالمية، بين واشنطن وبريطانيا وألمانيا، حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية من غضب الفلسطينيين: عبر تصديرها هذا العنوان: "تفجّر غضب الفلسطينيين بعد خطوة ترامب بنقل القدس".
كما عنونت "لوموند" الفرنسية: "يوم غضبٍ في الأراضي الفلسطينية بعد القرار الأمريكي"، وكتب موقع "CBC" الكندي: "مسلمو العالم يحتجون على قرار ترامب بنقل العاصمة لإسرائيل".
وكتبت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز": تجمعات محلية تقول لترمب: أبعد يديك عن القدس. وصدّرت "واشنطن تايمز": "تظاهرات فوق الدخان" في إشارة للاحتجاجات الغاضبة.
أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فكتبت: "قرار ترامب في القدس يُخاطر بتوحيد العالم العربي بأسره ضد الولايات المتحدة". كما كتبت جارتها "ذي صن" نتنياهو يدعو الفلسطينيين لقبول الحقيقة حول قرار الاعتراف بالقدس".
وكتبت "وول ستريت جورنال": "تصاعد تظاهرات الغضب بعد قرار الولايات المتحدة نقل القدس"، أما "نيويورك تايمز" فعنونت: "الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبابا ينتقد إعلان ترامب".
كما كتبت صحيفة "USA Today" فكتبت: "تظاهرات غاضبة في الضفة وغزة والشرق الأوسط وآسيا ضد قرار ترامب.
من جانبها قالت ديلي ميل: "الفلسطينيون يحتجون على قرار ترمب بشأن السفارة".
في حين تساءلت "نيويورك بوست" الأمريكية: "لماذا لم ينفجر الشارع العربي حتى اللحظة؟ وصدّرت مجلة "تايمز" الأمريكية: "حماس تدعو لانتفاضة جديدة ضد إسرائيل عقب إعلان ترامب".
وعنونت "جارديان" البريطانية: "خطأ ترامب كارثي بالنسبة للعرب وللولايات المتحدة على السواء".
أما الصحيفة الألمانية "ديرشبيغل" فكتبت: "يفخر ترامب أنه صانع صفقة، بيد أن قراره بنقل السفارة القدس لن يولّد سوى خاسرين".
ومن الصعب إغفال ما عرضته، "تايمز أوف إسرائيل"، ذات التوجه العبري، التي أكدت أن الرئيس دونالد ترامب، وبإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، قد أوقع تل أبيب على بكرة أبيها في حساء من المتاعب، سيكون من الصعب الخروج منه.
نتيجة لما سبق:
ما يمكن أن نستخلصه، بعد الإطلاع على مختلف الصحف العالمية، هو أن هناك إتفاق على الاستنكار العالمي، وتحميل الرئيس الأمريكي، الخطأ الشديد على القرار الذي أتخذه، ويجب الانتباه إلى أن مثل هذه الصحف، تعتمد على رؤى لكبار المستشاريين والمحللين، مما بأن الرؤى الفكرية في حد ذاتها، على مستوى دول العالم، تعتبر ما حدث خطأ فادح، كما أن الإعلام الإسرائيلي، يؤكد أن حالة من الخوف تنتاب المجتمع الإسرائيلي كافة، أي أنهم على يقين من أن ما حدث من الصعب أن يمر هكذا دون رد فعل لن يدفع ثمنه سوى إسرائيل نفسها.
الخلاصة:
ستظل فلسطين قضيتنا الأهم، ولن نستسلم أو نتركها، فريسة في أيدي أعداءنا وأعداء العروبة واستعراض الرؤية العالمية، كان للتأكيد على أن ترامب في عيون وعقول الغرب أنفسهم، مرفوضة قرارته، وأفكاره.