البحث العلمي يطلق استراتيجية وطنية لمواجهة التطرف فى مصر

الثلاثاء 19/ديسمبر/2017 - 12:36 م

ندى محمد

أعلن خبراء البحث العلمي خارطة طريق لمواجهة التطرف فى مصر "نحو استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف فى مصر" حيث تنطلق الاستراتيجية من مجموعة من المبادىء العامة التى تنبثق من توجهات الدولة المصرية .

جاء ذلك خلال ورشة عمل حول "آليات مواجهة التطرف في مصر" التى نظمها اليوم " الثلاثاء" مجلس بحوث العلوم الاجتماعية والانسانية والسكان التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بحضوراللواء أحمد جمال الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الأمنية ومكافحة الارهاب وحلمي النمنم وزير الثقافة وخالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورؤساء الجامعات والمراكز البحثية ونخبة من المتخصصين وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بضرورة التصدى لكافة أوجه التطرف فى مصر.

وقال اللواء أحمد جمال الدين إن التطرف هو البيئة الخصبة لنمو الإرهاب والاستراتيجيات القائمة حاليا تحتاج إلى تطوير مستمر خاصة التطرف والارهاب ولذلك حرصت على الحضور تلك الورشة للتواصل مع شباب الجامعات.

وأضاف أن الارهاب قضية معقدة مثل النفس البشرية لذلك يحب أن نتحول من استراتيجية تحصين المجتمع إلى استراتيجية الرصد والعلاج سواء كان علاجا فكريا أو ثقافيا أو ماديا حتى لاينخرط المجتمع فى براثن الإرهاب ، موضحا أن عمليات الرصد تحتاج إلى تدريب وتقييم وتطوير لاستمرار.

ودعا اساتذة الجامعات فى علم النفس والاجتماع والتربية تقدم الصفوف لمواجهة التطرف جنبا إلى جنب مع رجال الجيش والشرطة ، مؤكدا اننا نحتاج إلى خارطتين الأولى خاصة بتحديد البؤر الارهابية والثانية للمجتمع الذى يمكن أن ينضم للفكر المتطرف.

ومن جانبه أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن مسئولية الوزارة حاليا بالنسبة لمواجهة الإرهاب والتطرف هى تربية الشباب وتوعيتهم، فى الفئة العمرية 17 وحتى 21 عاما ، والذين يمثلون 3 ملايين طالب وطالبة فى الجامعات المصرية إلى جانب مساعدة الدولة من خلال البحوث العلمية الاجتماعية لمكافحة تلك الظاهرة العالمية.

وأشار إلى أن الوزارة حريصة على مواجهة تلك الظاهرة بجدية من خلال العديد من المؤتمرات والندوات إلى جانب التركيز على محور المواطنة من خلال تنظيم قوافل لطلاب الجامعات فى المصانع وقناة السويس وغيرها ، مشيرا إلى اننا نتعاون مع كافة الوزارات والجهات والعلماء لمكافحة التطرف والإرهاب فى مصر.

وأوضح حلمي النمنم أن مواجهة التطرف الدينى ضرورة لأنه يتحول إلى إرهاب و يؤدى إلى اسقاط دول ، مشيرا إلى دولة مثل يوغسلافيا تعرضت للتطرف الديني وتحولت إلى 9 دول .

وأضاف اننا لدينا فرصة حقيقة لمواجهة التطرف، مشيرا إلى أن مواجهة التطرف ضرورة وطنية.

وأعرب وزير الثقافة عن سعادته بمشاركة العلماء فى إعداد استراتيجيات لمواجهة التطرف على أسس علمية تساهم فى القضاء على تلك الظاهرة و إثبات عدم صحة ما كان يتردد عن الاسباب المتعلقة بها مثل الفقر والديمقراطية ، مؤكدا أن التطرف جرثومة تدخل النفس البشرية نحتاج إلى التعامل معها بأسلوب علمي محدد.

وقال الدكتور محمود صقر رئيس الأكاديمية إن الاكاديمية بيت الخبرة الوطني وتضم 19مجلسا فى جميع مناحى العلوم والابتكار، مشيرا إلى أن المجالس أطلقت أكثر من 70 دراسة علمية ساهمت فى تحقيق التنمية فى المجالات الحيوية بمصر مثل الزراعة والصناعة والمياه وغيرها.

وأضاف أن دراسات مجلس البحوث الاجتماعية بالاكاديمية تساهم فى القضاء على الآفات المرضية التى تعانى منها مصر ، مؤكدا أن دراسة مواجهة التطرف الفكري التى اطلقها المجلس قائمة على معايير علمية للقضاء عليه قبل أن يتحول الى أعمال إرهابية مدمرة للمجتمع .

وأكد رئيس الاكاديمية ان تلك الدراسة الاستراتيجية انتهت إلى مجموعة من التوصيات ، مشيرا إلى أن مواجهة التطرف يحتاج علم وثقافة وتكامل الحضارات .

وأكد الدكتور أحمد زايد استاذ علم الاجتماع السياسي مقرر مجلس البحوث الاجتماعية والإنسانية والسكان بالاكاديمية والباحث الرئيسى للاستراتيجية من واجب العلم الاجتماعي المساهمة فى القضاء على التطرف فى مصر وتم إعداد تلك الاستراتيجية منذ 3 سنوات وشارك فيها أعضاء المجلس بالاكاديمية ولفيف من المتخصصين والخبراء.

وتناقش الورشة عددا من المحاور منها تمكين الأسرة من المحافظة على تماسكها وتلبية الاحتياجات المتكاملة لأفرادها، واستعادة الثقة في النظام التعليمي في مصر، وتدعيم الدور التنويري والثقافي والتربوي للمدارس والجامعات، وتفعيل دور المجتمع المحلى في مواجهة ظاهرة التطرف، وتطوير المؤسسة الدينية بحيث تندمج في قضايا التنمية والتقدم، وتمكين المجتمع المدني من تحقيق دور تنموي وتوعوي فعال في المجتمع المصري، وتوظيف التقنيات الحديثة والحلول الذكية في مواجهة ومكافحة التطرف والإرهاب لتحقيق أقصى درجة ممكنة من الأمان المجتمعي.