أصبح انتشار المخدرات في الشوارع أمرا عاديا وخاصةً في المناطق الشعبية وفي حارتها وشوارعها، بوابة "المواطن" الإخبارية أخترقت إحدى المناطق الشهيرة بتجارة المخدرات والتي تقع في محافظة القليوبية وهي قرية أبو زعبل البلد وتعتبر من أكثر المناطق شهره بتجارة المخدرات.

في منطقة أبو زعبل البلد رصدنا بؤر بيع المخدرات وتعرفنا على طرق ترويجها بأنواعها المختلفة، كما رصدنا أراء أهالي القرية في ظاهرة انتشار المواد المخدرة ومعاناتهم الشديده من جراء هذه التجارة الحرام.

جهاز الليزر وكشافات الهواتف المحمولة
أثناء رصدنا وجدنا أن مروجي المخدرات، اتفقوا فيما بينهم على بعض المصطلحات لكل يتم التعامل بها مع زبائنهم وعملائهم، كما اتفقوا أيضًا على أماكن بيع كل صنف من أصناف المواد المخدرة فمنهم من يقوم ببيع الحشيش والبرشام والبانجو، وهناك من يقوم ببيع البودرة "الهيروين"، وكثيرًا ما تحدث بينهم خلافات ومشاجرات بالأسلحة على البيع وينتج عنها إصابات بالغة، كما يحرص مروجي المواد المخدرة أيضًا على تكليف مجموعة منهم بالوقوف على مداخل الشوارع الرئيسية لمنطقة التوزيع ويطلق عليهم "النادورجيه" حتى إذا استشعروا بقدوم الشرطة إليهم سرعان ما يخبروا بقية أعوانهم بترك المكان وذلك يحدث عن طريق أشارت ضوئية من جهاز الليزر أو كشافات الهواتف المحمولة يكون متفق على تلك الإشارة مسبقًا، ويشترط في هذه المجموعة المكلفة بالتأمين على مداخل الشوارع أن تكون غير مسلحة بأي أسلحة نهائيًا ولا تحمل أي مواد مخدرة داخل طيات ملابسهم، وذلك حتى إذا تم القبض عليهم من رجال الشرطة لا يكون عليهم أي شبهه جنائية أو أي دليل يؤخذ ضدهم.

الأفراح الشعبية تصب في مصلحة مروجي المخدرات
كما يحرص مروجي المخدرات على التواجد في الشوارع التي تكون فيها حركة السير قليلة أو شبه معدودة حتى يتمكنوا من ترويج وبيع المواد المخدرة في حرية تامة، وإذا قاموا بتغيير مواقعهم غالبًا ما تكون داخل الأراضي الزراعية حتى لا يلاحظهم أحد ويكونوا في مأمن عن أعين رجال الشرطة، ويصل إليهم زبائنهم عن طريق تلك المجموعات المنتشرة على مداخل الشوارع، كما لاحظنا أن غالبية المترددين على تجار المواد المخدرة هم سائقي التوك توك وبعض أصحاب السيارات الملاكي، كما يتزايد عدد الزبائن والمتعاطين للمواد المخدرة في الساعات المتأخرة من الليل، وإذا أقيمت بعض الأفراح الشعبية في المنطقة يصب ذلك في مصلحة مروجي المواد المخدرة نظرا لأن تلك الأفراح تصبح أرض خصبة لهم لترويج وبيع تجارتهم السامة.

شباب غريبة عن القرية تنضم للتجارة
وقالت إحدى السيدات وهي من سكان المنطقة وتدعي "أم عبدالله" أن عدد كبير من شباب القرية يتاجرون في هذه المواد السامة، موضحة بأن عددهم في الفترة الأخيرة قد زاد حيث انضم إليهم شباب آخرون غرباء عن المنطقة، وهو الأمر الذي أصبح يمثل خطرا شديدا على الأسر ولا يمكن السكوت علية أكثر من ذلك حفاظًا على حياة الشباب التي دمرت المخدرات صحتهم.

سيبوا الشباب تأكل عيش
فيما علق أحد الأهالي رفض ذكر إسمه قائلًا: هؤلاء الشباب ليس عليهم أي لوم أو عتاب لأن البلد مفهاش شغل والظروف المعيشية الصعبة هي التي دفعتهم وأجبرتهم على الإتجار في المواد المخدرة، معللا "يعني مش كده أحسن ما يثبتوا الناس ويسرقوهم آمال ياكلوا عيش منين"، وأختتم حديثة بكلمة "سيبوا الشباب تاكل عيش".

الأطفال تتاجر في المخدرات
لم تقتصر تجارة وترويج المواد المخدرة بأبو زعبل على الشباب والكبار فقط ولكن كانت الصدمة الكبرى بوجود اطفال يروجون المواد المخدرة بعد تركوا بيوتهم ومدارسهم وأصبح الشارع هو المأوى والملاذ لهم، بدأ الطفل "محمد. س" 14 سنه حديثه قائلًا: أهلي لقوني من نافع في التعليم فخرجوني من المدرسة وقالولي اتعلم شغلانه تأكل منها عيش وتنفعك أحسن، فتعلمت سواقة "التوك توك" واشتغلت بها وهنا كانت معرفتي بمروجي المواد المخدرة.

وأضاف الطفل "محمد" بأنه تعلم تدخين السجائر ثم أصبح يدخن الحشيش والبانجو، كما يحمل بطيات ملابسه على سلاح ابيض عبارة عن "مطواه" وبسؤاله عنها قال: حتى أدافع بها عن نفسي في حالة تعرضي لأي خطر.

بيتقبض عليهم وبيخرجوا تاني
فيما أكد بعض الأهالي أن أسباب إنتشار ظاهرة المخدرات وبيعها في أبو زعبل يرجع لأنها من المناطق الشعبية المنسيه تمامًا، وهو ما يساعد تجار المخدرات على ممارسة نشاطهم بحرية تامة، وأضافوا بأن الأجهزة الأمنية تقوم بحملات لضبط مروجي المواد المخدرة ولكن سرعان ما يتم الإفراج عنهم نتيجة خطأ في إجراءات الضبط وغيرها من الأساليب الأخرى.

الأهالي تستغيث بمدير أمن القليوبية
تناشد بوابة "المواطن" الأخبارية اللواء محمد توفيق الحمزاوي، مدير امن القليوبية، وكافة الأجهزة الأمنية، بسرعة التدخل ومداهمة المنطقة للقبض على تجار المخدرات بالمنطقة لحماية الأهالي من سطوتهم.