قصة بطلين.. "محمد" و"رضا".. ومضات نور أمام كنيسة مارمينا أثناء صلاة الجمعة
الجمعة 29/ديسمبر/2017 - 10:40 م
أحمد زكي
طباعة
"المشهد نهار خارجي.. التوقيت صلاة الجمعة.. المكان أمام كنيسة مارمينا في حلوان".. "محمد السيد" يرتدي زيه العسكري، وربما مازح زميله "رضا مغاوري" أو اقترح عليه كوبًا من الشاي، أو اتفقا على كيفية آداء صلاة الجمعة قضاء، فهما يعلمان أنهما في مهمة رسمية، خلفهما الكنيسة آمنة، وحولهما أصوات المساجد يصلي فيها الناس مطمئنين.. ولا يقطع هذا الجو الروحاني في يوم الجمعة شئ.. وفجأة تتكاثف سحب الشر، ويظهر ظلام الإرهاب مشكرًا عن أنياب قذرة يسيل منها لعاب الخيانة وتفوح رائحة الكره الأعمى لمصر، فينتصب "محمد" و"رضا" متعاهدين على حماية الكنيسة، وهم يعلمون أنهما على قيد خطوات من الشهادة أو لوحة الشرف، فنال كل منهم إحدى الحسنيين..
ربما لم تتخيل حين تقرأ تلك السطور أن هذا ليس مشهدًا تخيليًا من فيلم سينمائي، ولكنه السيناريو الأقرب للواقع الذي يعيشه أفراد الشرطة كل لحظة على جبهات القتال في كل مكان، فمحمد السيد وزميله رضا مغاوري لم يكونا سوا مثالين حيين على تضحيات عيون باتت تحرس في سبيل الوطن.
أصوات الرصاص لا تتوقف، ولا يزال رقيبا الشرطة ثابتين أمام أشباح الموت التي تتراقص أمام أعينهم مع كل طلقة تمر بالقرب منهم، ولكنهم تعاهدوا على ألا يمر إرهابي واحد إلى داخل الكنيسة إلا فوق جثتيهما، فيردانه بشجاعة وسلاح الإيمان والواجب والعزيمة، حتى اختار القدر "رضا" ليرتقي شهيدًا، ولا يترك وقتًا أمام زميله "محمد" حتى يرثيه أو يحتضنه أو يودعه، فالخطر لا يزال قائم، ولا تزال الكنيسة مهددة، وأرواح أبرياء على المحك، فيواصل الرد بسلاحه على طلقات الإرهاب، حتى خذله السلاح ونفذت الطلقات.
لم يستسلم محمد السيد، أو يوهن الموت من عزيمة صدقت العهد، فاستعار سلاح زميله المسجى إلى جواره، وراح يذيق هؤلاء المارقين وابلًا من حرقة جندي مصري فقد زميله للتو، ويريهم كيف يدافع "محمد" عن كنيسة مصرية بحياته، لا يبالي من موت تتراقص أشباحه أقرب من نسمات الهواء إليه.
"المحروسة".. مصر ذكرها الله في كتابه الحكيم، وشاء ألا يخذل عبده محمد السيد الذي يدافع عن أقباط مصر، فبعث إليه نجدة من قسم شرطة حلوان وأيده بجنود يتصدون معه لهؤلاء القتلة، فدحروهم بين قتيل وأسير.
حينها فقط.. حينها فقط شعر محمد السيد، بزميله الذي ارتقى وسبقه، فانفطر قلبه، حتى شغله عن جراحه التي أثخنتها رصاصات الإرهاب، ولكنه استسلم في "رضا" تام حينما رأي واجبه مؤدى على أكمل وجه، ورأي المسيحيين في الكنيسة آمنين مطمئنين، يعلمون أن مصر لا تفرط في أبنائها.
ارتقى "رضا مغاوري" إلى الدار الحق، وسطر محمد السيد اسمه بحروف من ذهب لامع كأشعة الشمس، في منتصف النهار، ليضربا سوايًا مثالًا ولا أروع في التضحية والفداء، وأداء الواجب الذي يوكل إليه حتى لو ضحى بروحه، أو عزيز لديه، فمهما كان الغالي والنفيس، فإنه هان أمام الواجب وفي سبيل "مصر".
ربما لم تتخيل حين تقرأ تلك السطور أن هذا ليس مشهدًا تخيليًا من فيلم سينمائي، ولكنه السيناريو الأقرب للواقع الذي يعيشه أفراد الشرطة كل لحظة على جبهات القتال في كل مكان، فمحمد السيد وزميله رضا مغاوري لم يكونا سوا مثالين حيين على تضحيات عيون باتت تحرس في سبيل الوطن.
أصوات الرصاص لا تتوقف، ولا يزال رقيبا الشرطة ثابتين أمام أشباح الموت التي تتراقص أمام أعينهم مع كل طلقة تمر بالقرب منهم، ولكنهم تعاهدوا على ألا يمر إرهابي واحد إلى داخل الكنيسة إلا فوق جثتيهما، فيردانه بشجاعة وسلاح الإيمان والواجب والعزيمة، حتى اختار القدر "رضا" ليرتقي شهيدًا، ولا يترك وقتًا أمام زميله "محمد" حتى يرثيه أو يحتضنه أو يودعه، فالخطر لا يزال قائم، ولا تزال الكنيسة مهددة، وأرواح أبرياء على المحك، فيواصل الرد بسلاحه على طلقات الإرهاب، حتى خذله السلاح ونفذت الطلقات.
لم يستسلم محمد السيد، أو يوهن الموت من عزيمة صدقت العهد، فاستعار سلاح زميله المسجى إلى جواره، وراح يذيق هؤلاء المارقين وابلًا من حرقة جندي مصري فقد زميله للتو، ويريهم كيف يدافع "محمد" عن كنيسة مصرية بحياته، لا يبالي من موت تتراقص أشباحه أقرب من نسمات الهواء إليه.
"المحروسة".. مصر ذكرها الله في كتابه الحكيم، وشاء ألا يخذل عبده محمد السيد الذي يدافع عن أقباط مصر، فبعث إليه نجدة من قسم شرطة حلوان وأيده بجنود يتصدون معه لهؤلاء القتلة، فدحروهم بين قتيل وأسير.
حينها فقط.. حينها فقط شعر محمد السيد، بزميله الذي ارتقى وسبقه، فانفطر قلبه، حتى شغله عن جراحه التي أثخنتها رصاصات الإرهاب، ولكنه استسلم في "رضا" تام حينما رأي واجبه مؤدى على أكمل وجه، ورأي المسيحيين في الكنيسة آمنين مطمئنين، يعلمون أن مصر لا تفرط في أبنائها.
ارتقى "رضا مغاوري" إلى الدار الحق، وسطر محمد السيد اسمه بحروف من ذهب لامع كأشعة الشمس، في منتصف النهار، ليضربا سوايًا مثالًا ولا أروع في التضحية والفداء، وأداء الواجب الذي يوكل إليه حتى لو ضحى بروحه، أو عزيز لديه، فمهما كان الغالي والنفيس، فإنه هان أمام الواجب وفي سبيل "مصر".