عملت فى مجال جمع القمامة وفصلها ووسيلتها الوحيدة "تروسيكل" مصدر رزقها، إذ كانت تحمل عليه بعض من إخواتها الصغيرات لرعايتهم وكسب رزقها فى نفس الوقت، ولما ضاقت بها الدنيا وبالصدفة انتشلتها الأقدار وسلط الإعلام الضوء عليها وظهرت على شاشات التلفاز خمس مرات على الأقل "فتاة بمائة رجل" ووصلت لمكتب المحافظ وكانت تتصدر الصحف والقنوات لتضرب مثالا للكفاح والصبرّ ومنهم من ساعدوها لتعمل فى مجال البيع واعطائها باكية فى سوق بنها، بجانب وعود محافظ القليوبية اللواء محمود عشماوى لها بأن يتعهد رئيس مجلس مدينة كفر شكر برعايتها ودفع إيجار سنة لشقة سكن العائلة ومعاش ثابت للأسرة هذا هو الجانب الإيجابى من قصة "هايدى وائل".

أما عن الجانب المحبط لقصة "هايدى وائل" هو المتاجرة بفقرها لعمل شو إعلامى كبير إلى جانب وعود المسؤولين التى باتت وعودًا وهمية بحياة وردية توفير مسكن ومعاش ثابت وإيجار عام كامل وباكية فى سوق بنها، فضلاً عن ذلك التصريح من مسئولي القليوبية بأنه تمت رعاية هذه الفتاة رعاية كاملة، ولكن كل هذه وعودا وتصاريح عارية من الصحة تماماً، فالفتاة لم تنعم بأى من تلك الوعود، فالمصلحة الوحيدة التى عادت على هدير هو مبلغ مالي كمساعدة مالية من المحافظة لشراء بضاعة ولم يكتمل مشروع الكشك لأنها أنفقت الأموال على مرض والدتها،وفى المقابل وعود ليست فى محلها شو إعلامى كبير على مدار عام كامل.

وتقدمت "هايدي وائل" بإستغاثة عبر بوابة "المواطن" الإخبارية، قائلة: أين أنا الآن من تلك الوعود المزيفة، وكيف تمت رعايتى رعاية كاملة كما ذكر المحافظ لأحد المنابر الإعلامية، فرئيس مجلس مدينة كفر شكر تخلى عني، ولم ينفذ وعود محافظ القليوبية لي، أم أن الأمر كان مجرد شو إعلامى منذ البداية.

وأكدت "هايدي" أنها تواصلت مع محافظ القليوبية اليوم بالصدفة أثناء تواجده فى مدينة كفر شكر لإفتتاح العيادات الخارجية بمستشفى "كفر تصفا"، وسألته عن تلك الوعود الزائفة التى لم يتحقق منها شىء، وكان الرد الصادم من محافظ القليوبية للفتاة قائلاً: "إنتى معاكى فلوس مشى نفسك بيهم".

وأضافت، انصرفت وأنا محطمة متشائمة، مما قاله المحافظ، وسوء حظي، فبعد سماعي كلمات المحافظ أصبت فى حادث أثناء قيادة التروسيكل وهو مصدر رزقي الوحيد، الآن أنا طريحة الفراش.