فيديو وصور.. مأساة مسن الإسكندرية اغتاله الفقر ويحلم ببطاقة "رقم قومي"
الإثنين 29/يناير/2018 - 01:07 م
أحمد سعيد
طباعة
في غرفة صغيرة لا تتجاوز مترين، داخل منزل متهالك بأحد شوارع منطقة كرموز بالإسكندرية، يعيش "السيد جاد عطية" في مأساة حقيقية، وحيدا دون أسرة أو أقارب، سلبه الفقر ريعان شبابه ولم يتركه حتي بعد بلوغه الستين من عمره، لتظل كلمة "الحمدلله" هي الجارية دائما علي لسانه مُسَلّما بما قدره الله له، بعد أن قضي الفقر علي أحلامه منذ صغره، وأصبح أسمي أمانيه أن يحمل "بطاقة رقم قومي" ليشعر أنه حقا مازال علي قيد الحياة ويتمتع ولو بمجرد اسم علي قطعة ورقية يثبت من خلالها أنه "إنسان" ويتساوي في الحقوق والواجبات مع أي مواطن آخر بالدولة.
رصدت "بوابة المواطن" المأساة والتقت بالمواطن السكندري، الذي يسكن بشارع الأمراء باب عمر باشا بمنطقة كرموز، داخل غرفته التي تشبه "الخرابة" الذي تسببت ظروفه المعيشية الصعبة في عدم استطاعته الزواج، حيث لا يملك سوي تلك الغرفة التي لا الصغيرة المتهدمة، ومحل خضار صغير ورثه عن أبيه، إلا أنه بعد وفاته قرر أن يحوله إلي محل للنجارة ليستطيع العيش من خلاله و"تلْقيت رزقه" الذي لا يتعدي أحيانا الـ 5 جنيهات فقط طوال اليوم، أو الـ 50 جنيه.
وتسبب عدم تمكنه من استخراج بطاقة رقم قومي رغم سعيه كثيرا لاستخراجها، في حرمانه من التمتع بأي خدمات مثل التموين أو معاش أو غيره مما يعينه علي التغلب علي صعوبة الحياة المعيشية في ظل ارتفاع الأسعار.
"أنا لو دخلي 50 جنيه في اليوم هبقي باشا.. أنا أوقات ربنا بيرزقني بـ 15 جنيه وأيام بـ 5 جنيه وأيام مفيش خالص.. ولو ربنا رزقني بالـ 5 جنيه في اليوم بتبقي بالنسبة ليا 5 آلاف جنيه"، بهذه الكلمات بدأ يروي "عطية" تفاصيل مأساته، وعلامات الرضا تكسو وجهه، قائلا: "الأسعار تطلع تنزل ما تفرقش معايا أنا في الحالتين باكل وبشرب لو رغيف عيش بس بالنسبة ليا زي اللحمة والفراخ أو غيره.. المهم إن بطني امتلأت وخلاص ومفيش حد شايفها.. وعلي رأي المثل تعزها تذلك تذلها تعزك.. وأهي ماشية والحمد لله".
ويضيف عطية، بنبرة يملئها الحزن وعينان تملأهما الدموع: "أنا نجار بسيط على باب الله ووضعي صعب من كل ناحية ومش عارف أنا عايش ليه.. لا بطاقة ولا شهادة ميلاد ولا سكن غير أوضة مكركبة والمحل اللي أملكه بتاع والدي وأنا عملته محل نجارة ولا أملك غيره.. والرزق أهو يوم في ويوم مفيش.. والحمد لله ماشية".
وحول معاناته في استخراج بطاقة الرقم القومي، أوضح أنه عانى أشد المعاناة لمحاولة استخراجها، ولم يستطع استخراجها بالرغم من توافر جميع الأوراق المطلوبة لاستخراجها، مضيفا أنه ذهب عدة مرات إلى مكتب السجل المدني بمنطقة كامب شيزار قام أمناء الشرطة بـ"مطوحته" -على حد وصفه- فذهب إلى مدير الأمن عدة مرات كما ذهب إلي منطقة الجمرك وأيضا لمنطقة المسلة ولكن دون جدوى، قائلا: "كل واحد يبعتني للثاني.. وفي مرة واحد فتحلي درج مكتبه مرتين علشان أفهم وأدفعله رشوة فمدفعتش فبعتوني لكذا مكان.. وفكرت إني أدفعله 20 جنيه لإنهاء أوراقي لكن خشيت من أن يتهمني بالرشوة وأنا عمري ما عملت كده قبل كده.. وربنا اللي عالم لو هدفعله الـ20 جنيه هجيبها إزاي ومنين فأنا أحيانا لا أملك فلوس المواصلات لأذهب لاستخراج البطاقة".
وأشار الرجل المسن إلى أنه لم يستطع الزواج حتى الآن بسبب ظروفه المعيشية الصعبة، قائلا: "كيف أظلم بنت ناس معايا وأنا مش قادر أصرف على نفسي"، مضيفا أنه حُرم من أبسط حقوقه في الحياة وهي الحصول على تموين أو معاش أو أي خدمات مثل باقي الناس بسبب عدم امتلاكه لبطاقة الرقم القومي.
وتابع عطية، أنه أثناء محاولته استخراج البطاقة طلبوا منه أن يحضر لهم أحد ذويه لضمانه، ولا يوجد على قيد الحياة سوي شقيقته من والدته فذهبت معه، إلا أنهم رفضوا ذلك وطلبوا منه أن يأتي بشخصين من سكان نفس العقار الذي يقطنه، وعندما أحضر معه شخصين رفضوا أيضا استخراج البطاقة له، دون أن يعرف السبب.
واستكمل أن الأرض ضاقت عليه ذرعا ولا يعلم ماذا يفعل، فبسبب عدم حمله للبطاقة لا يستطيع التحرك إلى أي مكان خشية من أن يستوقفه أحد رجال الأمن ويطلب منه بطاقته وهو لا يحملها فيتعرض للمسائلة القانونية، مستغيثا بالمسؤولين بسرعة إنهاء تمكنه من استخراج بطاقته الشخصية حيث أن جميع الأوراق المطلوبة متوفرة، وكذلك تغيير رخصة المحل من محل للخضار إلى محل نجارة حتى يسلم من رجال الحي.
واختتم حديثه قائلا: "أنا لما بلاقي حد من موظفي الحي بالقرب من المحل بأغلقه خشية منهم وأذهب للانتظار على أي قهوة وأنا لا أملك ثمن كوب الشاي الذي أشربه خوفا من موظفي الحي.. فأنا لا أملك سوى هذا المحل ولا يوجد مصدر دخل غيره".
وناشد المسؤولين بالدولة بتوفير سكن نظيف يقضي فيه ما تبقي له في الحياة بعد رحلة العذاب الذي قضاها طيلة حياته بسبب ضيق المعيشة.
رصدت "بوابة المواطن" المأساة والتقت بالمواطن السكندري، الذي يسكن بشارع الأمراء باب عمر باشا بمنطقة كرموز، داخل غرفته التي تشبه "الخرابة" الذي تسببت ظروفه المعيشية الصعبة في عدم استطاعته الزواج، حيث لا يملك سوي تلك الغرفة التي لا الصغيرة المتهدمة، ومحل خضار صغير ورثه عن أبيه، إلا أنه بعد وفاته قرر أن يحوله إلي محل للنجارة ليستطيع العيش من خلاله و"تلْقيت رزقه" الذي لا يتعدي أحيانا الـ 5 جنيهات فقط طوال اليوم، أو الـ 50 جنيه.
وتسبب عدم تمكنه من استخراج بطاقة رقم قومي رغم سعيه كثيرا لاستخراجها، في حرمانه من التمتع بأي خدمات مثل التموين أو معاش أو غيره مما يعينه علي التغلب علي صعوبة الحياة المعيشية في ظل ارتفاع الأسعار.
"أنا لو دخلي 50 جنيه في اليوم هبقي باشا.. أنا أوقات ربنا بيرزقني بـ 15 جنيه وأيام بـ 5 جنيه وأيام مفيش خالص.. ولو ربنا رزقني بالـ 5 جنيه في اليوم بتبقي بالنسبة ليا 5 آلاف جنيه"، بهذه الكلمات بدأ يروي "عطية" تفاصيل مأساته، وعلامات الرضا تكسو وجهه، قائلا: "الأسعار تطلع تنزل ما تفرقش معايا أنا في الحالتين باكل وبشرب لو رغيف عيش بس بالنسبة ليا زي اللحمة والفراخ أو غيره.. المهم إن بطني امتلأت وخلاص ومفيش حد شايفها.. وعلي رأي المثل تعزها تذلك تذلها تعزك.. وأهي ماشية والحمد لله".
ويضيف عطية، بنبرة يملئها الحزن وعينان تملأهما الدموع: "أنا نجار بسيط على باب الله ووضعي صعب من كل ناحية ومش عارف أنا عايش ليه.. لا بطاقة ولا شهادة ميلاد ولا سكن غير أوضة مكركبة والمحل اللي أملكه بتاع والدي وأنا عملته محل نجارة ولا أملك غيره.. والرزق أهو يوم في ويوم مفيش.. والحمد لله ماشية".
وحول معاناته في استخراج بطاقة الرقم القومي، أوضح أنه عانى أشد المعاناة لمحاولة استخراجها، ولم يستطع استخراجها بالرغم من توافر جميع الأوراق المطلوبة لاستخراجها، مضيفا أنه ذهب عدة مرات إلى مكتب السجل المدني بمنطقة كامب شيزار قام أمناء الشرطة بـ"مطوحته" -على حد وصفه- فذهب إلى مدير الأمن عدة مرات كما ذهب إلي منطقة الجمرك وأيضا لمنطقة المسلة ولكن دون جدوى، قائلا: "كل واحد يبعتني للثاني.. وفي مرة واحد فتحلي درج مكتبه مرتين علشان أفهم وأدفعله رشوة فمدفعتش فبعتوني لكذا مكان.. وفكرت إني أدفعله 20 جنيه لإنهاء أوراقي لكن خشيت من أن يتهمني بالرشوة وأنا عمري ما عملت كده قبل كده.. وربنا اللي عالم لو هدفعله الـ20 جنيه هجيبها إزاي ومنين فأنا أحيانا لا أملك فلوس المواصلات لأذهب لاستخراج البطاقة".
وأشار الرجل المسن إلى أنه لم يستطع الزواج حتى الآن بسبب ظروفه المعيشية الصعبة، قائلا: "كيف أظلم بنت ناس معايا وأنا مش قادر أصرف على نفسي"، مضيفا أنه حُرم من أبسط حقوقه في الحياة وهي الحصول على تموين أو معاش أو أي خدمات مثل باقي الناس بسبب عدم امتلاكه لبطاقة الرقم القومي.
وتابع عطية، أنه أثناء محاولته استخراج البطاقة طلبوا منه أن يحضر لهم أحد ذويه لضمانه، ولا يوجد على قيد الحياة سوي شقيقته من والدته فذهبت معه، إلا أنهم رفضوا ذلك وطلبوا منه أن يأتي بشخصين من سكان نفس العقار الذي يقطنه، وعندما أحضر معه شخصين رفضوا أيضا استخراج البطاقة له، دون أن يعرف السبب.
واستكمل أن الأرض ضاقت عليه ذرعا ولا يعلم ماذا يفعل، فبسبب عدم حمله للبطاقة لا يستطيع التحرك إلى أي مكان خشية من أن يستوقفه أحد رجال الأمن ويطلب منه بطاقته وهو لا يحملها فيتعرض للمسائلة القانونية، مستغيثا بالمسؤولين بسرعة إنهاء تمكنه من استخراج بطاقته الشخصية حيث أن جميع الأوراق المطلوبة متوفرة، وكذلك تغيير رخصة المحل من محل للخضار إلى محل نجارة حتى يسلم من رجال الحي.
واختتم حديثه قائلا: "أنا لما بلاقي حد من موظفي الحي بالقرب من المحل بأغلقه خشية منهم وأذهب للانتظار على أي قهوة وأنا لا أملك ثمن كوب الشاي الذي أشربه خوفا من موظفي الحي.. فأنا لا أملك سوى هذا المحل ولا يوجد مصدر دخل غيره".
وناشد المسؤولين بالدولة بتوفير سكن نظيف يقضي فيه ما تبقي له في الحياة بعد رحلة العذاب الذي قضاها طيلة حياته بسبب ضيق المعيشة.