أرسل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قواته لضرب منطقة عفرين، وتسبب في قتل المئات من المدنيين، من بينهم أطفال أبرياء، وهو الآن يعقب على مؤتمر الحوار الوطني السوري، وأكثر ما يميز تصريحاته، هو أنها تثير العجب.

أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أنّ بلاده ستواصل دعم السوريين، إلى أن ينالوا حريّتهم، موضحا أنّ وقوف بلاده مع السوريين في الجبهة هو واجب تاريخي بالنسبة إلى تركيا، تلك الكلمة التي ألقاها خلال إجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، الذي حرص ومن خلاله، توجيه سلسلة من الانتقادات لحزب الشعب الجمهوري المعارض، لأنه وصف الجيش السوري الحر بالإرهابي.

وقال أردوغان في هذا الصدد: "المعارضة التي تصف "الوحدات الكردية" بالحزب، لا نستغرب منها وصفها للجيش السوري الحر بالإرهابي، ولكن قد تُفسّر تصريحات المعارضة بشكل خاطئ من قبل البعض، الجيش السوري الحر ليس تنظيما إرهابيا، فهو جيش يدافع عن وطنه، وعبارة عن أنموذج وطني يضم عناصر من كافة المعتقدات والأعراق".

وجدّد الرئيس التركي دعم بلاده للجيش السوري الحر، قائلا: "ندعم الجيش السوري الحر، وهو يقاتل جنبا إلى جنب مع الجيش التركي، وهذا مما نفخر به، ولكن البعض في تركيا يحاول إثارة الفتنة من خلال طرح السؤال التالي "لماذا نذهب نحن الأتراك إلى هناك للقتال ولا يذهب السوريون المقيمون هنا؟" نحن كحكومة نعلم جيدا كيف يناضل السوريون بتركمانهم وعربهم وأكرادهم في بلادهم، ولكن حزب الشعب الجمهوري لا يمكنه أن يدرك ذلك".

وحاول أردوغان أنّ يبدي تفاخره أكثر بالجيش السوري الحر، وإعتزاز بلاده به، حيث نوه أن تركيا شاهدة على الكفاح الذي جسّده الجيش الحر خلال عملية درع الفرات التي بدأتها تركيا في أغسطس 2016، وخلال عملية غصن الزيتون التي تسيّرها الآن، موضحا أنّ عدد شهداء الجيش السوري الحر خلال عملية درع الفرات بلغ 614 شهيدا، فيما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد عن ألفي جريح، فيما بلغ عدد شهداء الجيش الحر خلال عملية غصن الزيتون حتى الآن 16 شهيدا، وشارف عدد الجرحى على المئة، وفقا لتقديراته.

وعلى الرغم من أن دماء أبناء سوريا لا تزال تغلى في القلوب، بسبب ضربات القوات التركية، التي وجهت هجماتها بتنسيق مع السلطة التي هو يرأسها، إلا أنه اختتم كلمته قائلا: "أذكركم أنّ مئات الشهداء السوريين من حلب وإدلب وحمص والشام سقطوا في معركة تشاناق قلعة ومعركة كوت العمارة وفي القدس أيضا، هؤلاء الأخوة اليوم بحاجة إلى دعمنا، ووقوفنا معهم في الجبهة هو واجب تاريخي".