صور| في كل شارع ببلادي.. شكل القمامة بينادي
الثلاثاء 13/فبراير/2018 - 10:06 م
سارة منصور
طباعة
بعيدًا عن ضجيج الحياة بالقاهرة والطرق والكباري التي تحيط بها الأشجار، تقبع قرى وأحياء القليوبية، تنزوي خارج حدود المنطق والمعقول وألا معقول أيضا وتئن في صمت من الإهمال الذي لحق بها جراء سكانها وإهمال مسئوليها.. لتصنع فلسفتها الخاصة والتي تتلخص في الغوغائية.
فهنا العشوائية تتحدث عن نفسها في ثقة.. حيث المؤسسات الحكومية الغارقة تحت أكوام التراب، فضلا عن الأسواق نفسها، القائمة في كل مكان حتى تحت نوافذ المستشفيات، بحيث لا تجد لنفسك قدمك دون أن تطأ فيما لا يسرك، وبالطبع لا تملك حق الاعتراض.
وللقمامة هنا قصة أخرى.. لا تعرف الخجل ولا تحفي نفسها وراء أسوار، فمستودعات القمامة قائمة في الشوارع بداخل أى قطعة أرض لم ينال منها العمران، أو داخل المنازل التى لم يقطنها أصحابها بعد.. وعلي الرغم من أن عما النظافة يمرون غلي السكان بشكل دورى الا أن الصورة تزداد سوءا يوما بعد يوم.
وبطبيعة الحال فلا وجود لسلال القمامة في أي مكان، وكيف هذا والحي كله عبارة عن سلة كبيرة يلقي فيها سكانها ما يشاءون في أى مكان.. حرفيا في أي مكان.. علي قضبان القطارات وأمام المدارس والمؤسسات والمستشفيات نفسها دون خوف علي الصغار، الذين قد يكونون صغارك وأنت لا تدرى ما قد يلحق بهم مما صنعت يداك.
وعن المسئولين فحدث ولا حرج، فمسئولي المنطقة يمرون بعرباتهم علي تلك المساوئ ويرون ما يرون دون تحرك يذكر.. وإحقاقا للحق فإنهم يقومون برفع القمامة من أمام المدارس قبل موسم المدراس ومن أمام الجوامع قبل الأعياد.. وغير ذلك فإن كراسيهم تفوز بهم أكثر من سكان المنكقة من المستحقين.
ومن هنا يبقي السؤال قائما.. علي أى من الكرفان تقع المسئولية، على المسئول الذي لم يفي بدوره أم على المواطن الذي أذنب بحق نفسه بصنع تلك الصورة والسؤال الأهم هو إلى متى يعيش سكان القليوبية وخاصة الخانكة في ذلك الوضع المزري دون إنقاذ لآدميتهم المهانة تحت أطنان القمامة.