سكك حديد الخانكة.. أسواق وتكاتك على القضبان دون رادع
الثلاثاء 13/فبراير/2018 - 11:41 م
سارة منصور
طباعة
علي طول الخطان الممتدان اللذان لا يلتقيا أبدا توجد كوارث ومآسي لا تحصي.. كوارث شاهدناها طوال الأعوام الماضية وأضاعت جرائها المئات من الضحايا ممن نزفوا دمائهم على القضبان وبكى عليهم الآلاف.. ثم رحلوا ورحلت سيرتهم والرحلة كما هى.. لا تكف عن أخذ أرواح المزيد في طريقها إلى ما لا نهاية.
وإذا كانت أوضاع السكك الحديدية مزرية، وقطارات الغلابة ذات الرحلات ذات الجنيهات القليلة هى كارثة بشرية سجلتها الطرق الحديدية للعالم الثالث.. فالواقع هنا علي أرض الخانكة مختلف، والرحلة التى تبدأ من المرج وتنتهى في شبين هى قصة فكاهية ربما يقدمونها للفكاهة والصمك في الغرب لرؤية ما تعانيه القليوبية من آلام.
وما لا يعرفونه عن السكك الحديدية يقبع هنا.. فإن من الوهلة الأولي تشعر أنك عدت لسنوات إلى الوراء، فإذا كنت من سكان المدينة فلتسمع وتسمتع معا.. من أول القطارات المتهالكة ذات الفتحات المتقاربة، والتى تسمى أبواب بلا أبواب طبعا.، الي الرحلة التى تشعر فيها بكل خطوة من أهتزازات وانحناءات القطار نفسه علي القضبان.
وعن القضبان نفسها لم تسلم من مخلفات أهل المنطقة لترى أطنان من أكياس القمامة علي قضيب القطار، والبائس يمر من وسطها دون أنة تذكر، في مشهد لن تراه كثيرا في خطوط السكك الحديدية.
وفي صورة أخرى التقطت عدسة "بوابة المواطن" أسواق كاملة موجودة علي القضبان، حيث أفترش الباعة القضبان من الناحتين دون اهتمام بالقطار المار، يتركون له فقط مكان يمر به وهم في مهمتهم كما هم ينادون علي بضاعتهم ويوقفون زبائنهم دون هيبة من المجسمات الحديدية التي تمر كل ساعة علي القضبان في رحلتها الأبدية.
وأينما يتواجد الناس هنا تتواجد التكاتك "رئيسة جمهورية المواصلات في العشوائيات"، فالتكاتك نفسها أخذت موضعها في الصورة العشوائية حيث تواجدت مواقف كاملة علي القضبان للتكاتك لتكتمل الصورة ويقف المنطق عاجزا عن حل ذلك اللغز المعقد.
