وكيل أوقاف الإسكندرية: لا يجوز خيانة الوطن أو بيعه مهما كان الثمن
الجمعة 16/فبراير/2018 - 02:12 م
أحمد سعيد
طباعة
صرح الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الإسكندرية، بأن أئمة ودعاة الأوقاف بالإسكندرية تناولوا فى خطبة الجمعة اليوم موضوع "حماية الأوطان بين فرض العين وفرض الكفاية"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بترسيخ حب الوطن والانتماء إليه فى عقول جميع أبناء المجتمع والوقوف خلف قيادتنا وأبناء القوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب والتطرف.
وقال وكيل وزارة الأوقاف، إن من نعم الله التي امتن الله علينا بها في هذه البلاد بعد نعمة الإسلام والهداية ونعمة الصحة نعمة الأمن والأمان في الوطن، وقد ذكر الله على لسان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه دعا ربه بأن يمن عليه من فضله وأن يجعل البلد الحرام آمنا فقال في مناجاته "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
وبيّن العجمي، أنه من فرض العين الدفاع عن الوطن وحمايته من كيد الأعداء والاجتماع والائتلاف على نبذ التفرق والاختلاف لأن الاجتماع على الحق سبب لنزول الرحمات، وحلول البركات، موضحا أن الله تبارك وتعالى يريد منا أن نكون رجالا أوفياء مخلصين لأوطاننا، يريد منا أن نكون صادقين في ولائنا وفي أقوالنا وأفعالنا، يريد منا أن نكون بعيدين عن العبث واللهو، ومجالس اللغو، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ويريد ممن يحمون أوطانهم أن يكونوا مثالًا حيًا في الرجولة والشجاعة والشهامة وهضم النفس، وكمال الرحمة والشفقة.
وأكد على أنه من أعظم الوسائل الهامة في حماية الأوطان، والدفاع عن الديار تقوى الله في السر والعلن، وفي السراء والضراء وطاعة الله ورسوله، فإن التقوى سبب كل خير في الدنيا والآخرة، ومعصية الله ورسله سبب كل بلاء وشقاء في الدنيا والآخرة، ولتعلموا أن ما تمر به بعض البلاد، وما نراه صباحا ومساء في بعض الأوطان إنما حصل بسبب التفرق والاختلاف والتنازع والاحتراب الذي نهى الله عنه، وبسبب فعل الفواحش والمنكرات، وعمل الآثام، والتشدد والغلو والبعد عن الوسطية السمحاء.
كما شدد على أنه لا يجوز لأى فرد أن يخون وطنه أو يبيعه مهما كان الثمن، كما لا يجوز الاعتداء على الوطن والنيل من مقدراته والعبث بممتلكاته، مهما لقي الإنسان من ظلم وقهر، لأن الظلم يكون من إنسان مثله وليس من الوطن، فالأوطان لا تستحق من أصحابها ما نراه اليوم من عبث وتخريب وتدمير مهما رفع المعتدون من شعارات إصلاحية، فكيف يبدأ الإصلاح بالإفساد في الأرض وتدمير الأوطان.
واختتم العجمى، حديثه قائلا: "من الأمور الهامة أن يدرك الجميع أن حب مصر والإخلاص لها معتقدا وسلوكا إنما هو ليس فقط من قبيل الحماس الوطني المطلوب وانما هو من اساسيات الايمان الصحيح للانسان لأن المولي عز وجل خص مصر بخصائص مميزة لها بكتابه تعالي ويخبرنا عنها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندا كثيفا فإن بها خير أجناد الأرض ـ فقيل ولما يا رسول الله قال: لأنهم وأهليهم في رباط إلي يوم القيامة" ففي هذا الحديث الشريف نجد أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خص مصر بخصائص عظيمة ولنا أن نعلم أننا سندافع عن ترابها بكل ما نملك من مال ودماء حتى ننتصر على الإرهاب والتطرف بنصر الله والإيمان الراسخ بنصره لمصر وجيشها.