فى ذكرى الاحتفال باليوم العالمى للغة الأم.. "العربية" بين التمسك بحروفها والواقع
الأربعاء 21/فبراير/2018 - 11:01 ص
أحمد حمدي
طباعة
تعود جذور الاحتفال باليوم العالمى للغة الأم، إلى اليوم الذى فتحت فيه الشرطة النار على الآلاف الطلاب الذين خرجوا فى تظاهرات حاشدة فى عاصمة بنجلاديش "دكا"، للمطالبة بالاعتراف بلغتهم الأم البنجالية، كواحدة من لغتى البلاد الرسمية لما كان يعرف حينئذ بباكستان.
"اللغة العربية" تعتبر من أكثر لغات المجموعة السامية انتشارا كما أنها واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم حيث يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا.
تعد ذات أهمية قصوى لدى جموع المسلمين فهي لغة مقدسة "لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. العربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
وتُدّرس تدريسا رسميا في كثير من الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي، ففضلا عن أنها اللغة الرسمية في كل دول الوطن العربي فتعد لغة رسمية في تشاد وإريتيريا وإسرائيل، كما أنها إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.
الواقع المعايش
يتحدث الناس في قضاء حوائج حياتهم اليومية، وأحاديثهم الخاصة بلغة، يستخدمها أيضا المعلمون في المدارس، والمذيعون في البرامج، والمتحدثون في الندوات، وهي اللغة التي سمعوها ونشأوا عليها في حجور أمهاتهم..لكنهم يتعلمون في دور التعليم لغة ثانية، ربما لا يسمعونها منطوقة إلا في الصلوات، ونشرات الأخبار في الإذاعة المسموعة والمرئية، وما ندر من برامج وخطب دينية، ولكنهم يقرأونها في وسائل الإعلام المكتوبة.
ويحافظ العرب على لغتهم ويعبرون فيها شعرا ونثرا عن خوالجهم وعواطفهم، وإن استنكف بعضهم وصف ذلك النتاج الأدبي، خاصة المنظوم منه مثلا بالشعر، بل يسمونه زجلا.
تعدد اللغات حول العالم
توجد في العالم العربي لغات أخرى غير عربية، تستخدم على نطاق أضيق بين بنيها، مثل النوبية في جنوب مصر والسودان، والكردية في العراق وسوريا، والأمازيغية، في دول شمال إفريقيا، وكافح أبناؤها من أجل الاعتراف بلغاتهم الأم، وتعلمها، وتعليمها لأبنائهم. ونال بعضهم حق إنشاء معاهد تعليمية تعتني بلغتهم وآدابها، كما حدث مع الأمازيغ في الجزائر.
واتسعت رقعة العامية اصبحت اللغة العربية فريضة على المحاضرات داخل جامعة الأزهر نظرا لما توافد عليها من طلاب أجانب وغير ناطقون باللغة العربية.
واقع مأمول
ورفض عدد من الأكاديميين والدارسين هذا الواقع كى تصبح اللغة العربية هى الاساس حيث يأتى من وراء ذلك الحفاظ على الترابط بين أبناء الوطن العربي وذلك بديلا عن اللغة العامية التى نعتها البعض " لغة العامة“.