دلالات تربط الماضي بالحاضر في الرموز الانتخابية
الجمعة 23/فبراير/2018 - 08:24 م
سارة منصور
طباعة
هى رسمة وراء رسمة، لا تعبر عن شيء أكثر من كونها أشارة وبصمة لصاحبها.. فتشكل كلا منها رمز قد يكون له فعل السحر ويقلب حياة صاحبه 180 درجة.
فهي عدد من الرموز حصرتها اللجنة العليا للانتخابات في 15 رمز، وهى " نجمة، شمس، أسد، حصان، نسر، ديك، ميزان، طائرة، ساعة يد، نخلة، مركب، مظلة، تليفون، نظارة، سلم"، لتكون رموز انتخابية لمرشحي رئاسة مصر 2018.. يراها المواطن في ورق الانتخابات ليختار منها ما يناسبه.
البداية
ويعود تاريخ الرمز الانتخابية إلى أول انتخابات عامة في ثورة يوليو، فلم تكن الانتخابات المصرية تعرف الرموز الانتخابية، وتم اللجوء إليها بهدف مساعدة الناخبين الأميين في الإدلاء بأصواتهم بسهولة، عبر اختيار الصورة أو الرمز الخاص بالمرشح الذي يريده.
وتظل الرموز الانتخابية عالقة في أذهان المصريين من حقبة سياسية إلى أخرى، ويرجع سبب وضعها بالأساس لمساعدة الناخبين الذين لا يجيدون القراءة، للتسهيل عليهم عند الاقتراع السري المباشر.
وتشير الدراسات البحثية إلى أنه إذا كان البرنامج الانتخابي طريق المرشح إلى عقل الناخب، فإن الرمز هو بوابته إلى قلبه، وهو ما جعله يحمل الكثير من الدلالات الاجتماعية والسياسية عبر عصور سياسية مختلفة، فتحت الباب أمام سخرية بعض الناخبين.
حدث بالفعل
ومن أشهر الوقائع التى سجلتها الانتخابات للدلالة علي أهمية الرموز الانتخابية، هي أن أثناء التصويت في الانتخابات البرلمانية عام 2011 تناقلت وسائل الإعلام خبرا عن ناخب مسن دخل إلى مركز الاقتراع بمحافظة الجيزة يبحث عن الرمز الانتخابي لمصطفى النحاس باشا (رئيس وزراء مصر قبل ثورة يوليو 1952)، حيث تأخر الناخب وراء الستار المخصص للإدلاء بصوته، وعندما استعجله مشرف اللجنة سأله الناخب عن رمز النحاس باشا! فأخبره القاضي أن النحاس باشا توفي لكن حزب الوفد موجود في ورقة قوائم (الأحزاب).
الدلالة الاجتماعية
والرمز الانتخابي لم يستحدث فقط للأميين بل أن له دلالات اجتماعية أخرى، يحمل الرمز تشكل مدخلا هاما للتفاعل مع نفسية الناخب وبيئته، فالرمز الذي يلقى قبولا في بيئة ما، قد يكون مرفوضا في بيئة أخرى، والرمز الانتخابي يشكل جسرا للتواصل بين المرشح والناخب، ويتوقف تأثيره على العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والبيئية.
ويعود الرمز إلى طبيعة كل بيئة، ففي المجتمعات العنيفة يمكن أن يكون رمز (المسدس) مقبولا، ويتفاعل الكثير من الناس مع الرموز التي تكون مستوحاة من بيئتهم، فرمز (المركب) يؤثر أكثر في المجتمعات الساحلية، و(النخلة) التي ما زالت عالقة في أذهان كبار السن كرمز لحزب الوفد القديم، كانت تؤثر في البيئة الزراعية.
أصلها فرعوني
وتشير العديد من الدراسات البحثية إلى علاقة واضحة بين الرموز الانتخابية الحالية والرموز الفرعونية في الدولة المصرية القديمة، حيث ترتبط بأقدم لغات التاريخ وهي اللغة الهيروغليفية، ويعود للعصر الفرعوني في الدولة المصرية القديمة، حيث كانت الرموز جزءا من اللغة.
فاللغة الهيروغليفية استمدت أحرفها من الطبيعة، حيث كان يشكل الرمز طريقة للتعبير عن الكثير من المعاني العميقة، وخاصة القيم الإنسانية والوجدانية، فما زال الميزان هو رمز العدل حتى وقتنا هذا، وعين حورس أيضا ما زالت ترمز للحراسة والأمن، والشمس ترمز للبهجة والأمل، وقد استخدم المصري القديم الرموز في كل شيء ومع تطور الحضارة الإنسانية تحولت الرموز إلى لغة عالمية في العصر الحديث.
فهي عدد من الرموز حصرتها اللجنة العليا للانتخابات في 15 رمز، وهى " نجمة، شمس، أسد، حصان، نسر، ديك، ميزان، طائرة، ساعة يد، نخلة، مركب، مظلة، تليفون، نظارة، سلم"، لتكون رموز انتخابية لمرشحي رئاسة مصر 2018.. يراها المواطن في ورق الانتخابات ليختار منها ما يناسبه.
البداية
ويعود تاريخ الرمز الانتخابية إلى أول انتخابات عامة في ثورة يوليو، فلم تكن الانتخابات المصرية تعرف الرموز الانتخابية، وتم اللجوء إليها بهدف مساعدة الناخبين الأميين في الإدلاء بأصواتهم بسهولة، عبر اختيار الصورة أو الرمز الخاص بالمرشح الذي يريده.
وتظل الرموز الانتخابية عالقة في أذهان المصريين من حقبة سياسية إلى أخرى، ويرجع سبب وضعها بالأساس لمساعدة الناخبين الذين لا يجيدون القراءة، للتسهيل عليهم عند الاقتراع السري المباشر.
وتشير الدراسات البحثية إلى أنه إذا كان البرنامج الانتخابي طريق المرشح إلى عقل الناخب، فإن الرمز هو بوابته إلى قلبه، وهو ما جعله يحمل الكثير من الدلالات الاجتماعية والسياسية عبر عصور سياسية مختلفة، فتحت الباب أمام سخرية بعض الناخبين.
حدث بالفعل
ومن أشهر الوقائع التى سجلتها الانتخابات للدلالة علي أهمية الرموز الانتخابية، هي أن أثناء التصويت في الانتخابات البرلمانية عام 2011 تناقلت وسائل الإعلام خبرا عن ناخب مسن دخل إلى مركز الاقتراع بمحافظة الجيزة يبحث عن الرمز الانتخابي لمصطفى النحاس باشا (رئيس وزراء مصر قبل ثورة يوليو 1952)، حيث تأخر الناخب وراء الستار المخصص للإدلاء بصوته، وعندما استعجله مشرف اللجنة سأله الناخب عن رمز النحاس باشا! فأخبره القاضي أن النحاس باشا توفي لكن حزب الوفد موجود في ورقة قوائم (الأحزاب).
الدلالة الاجتماعية
والرمز الانتخابي لم يستحدث فقط للأميين بل أن له دلالات اجتماعية أخرى، يحمل الرمز تشكل مدخلا هاما للتفاعل مع نفسية الناخب وبيئته، فالرمز الذي يلقى قبولا في بيئة ما، قد يكون مرفوضا في بيئة أخرى، والرمز الانتخابي يشكل جسرا للتواصل بين المرشح والناخب، ويتوقف تأثيره على العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والبيئية.
ويعود الرمز إلى طبيعة كل بيئة، ففي المجتمعات العنيفة يمكن أن يكون رمز (المسدس) مقبولا، ويتفاعل الكثير من الناس مع الرموز التي تكون مستوحاة من بيئتهم، فرمز (المركب) يؤثر أكثر في المجتمعات الساحلية، و(النخلة) التي ما زالت عالقة في أذهان كبار السن كرمز لحزب الوفد القديم، كانت تؤثر في البيئة الزراعية.
أصلها فرعوني
وتشير العديد من الدراسات البحثية إلى علاقة واضحة بين الرموز الانتخابية الحالية والرموز الفرعونية في الدولة المصرية القديمة، حيث ترتبط بأقدم لغات التاريخ وهي اللغة الهيروغليفية، ويعود للعصر الفرعوني في الدولة المصرية القديمة، حيث كانت الرموز جزءا من اللغة.
فاللغة الهيروغليفية استمدت أحرفها من الطبيعة، حيث كان يشكل الرمز طريقة للتعبير عن الكثير من المعاني العميقة، وخاصة القيم الإنسانية والوجدانية، فما زال الميزان هو رمز العدل حتى وقتنا هذا، وعين حورس أيضا ما زالت ترمز للحراسة والأمن، والشمس ترمز للبهجة والأمل، وقد استخدم المصري القديم الرموز في كل شيء ومع تطور الحضارة الإنسانية تحولت الرموز إلى لغة عالمية في العصر الحديث.