أثار قرار مجلس الشيوخ الإيطالي، بالموافقة على اقتراح الاتحاد الأوروبي بوقف إمداد مصر بقطع غيار طائرات "إف 16" الحربية، جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية المصرية، حيث أنه جاء بشكل مفاجئ، واعتبره البعض أنه تصعيد غير صائب ويؤثر على العلاقات بين البلدين، فيما وضع البعض الآخر حلولًا للرد على القرار الإيطالي، إضافةً إلى توجيه مطالب للبرلمان المصري بالتحرك السريع لحل أزمة "ريجيني".


وقف إمداد مصر بقطع غيار طائرات "إف 16"
وافق مجلس الشيوخ الإيطالي، على قرار بوقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات (إف-16) الحربية؛ احتجاجًا على مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في وقت سابق هذا العام.
واشتكت إيطاليا مرارًا من عدم تعاون السلطات المصرية في الكشف عن هوية قاتل ريجيني وملابسات قتله، وسحبت روما في أبريل الماضي سفيرها لدى مصر للتشاور.
ويُعد هذا القرار هو أول رد فعلي ضد القاهرة، وصدر القرار بعد مناقشة حامية انتهت بتصويت 159 نائبًا لصالح ما يعرف باسم "تعديل ريجيني" مقابل رفض 55.


الضغط على إيطاليا
أكد عمرو الهلالي، المحلل السياسي، أن القرار الصادر عن مجلس النواب الإيطالي بتأييد قرار مجلس الشيوخ، بتعليق تزويد مصر بقطع غيار لطائرات حربية اتصالًا بحادث مقتل الطالب الإيطالي ريجيني، دليل على قوة الرأي العام في إيطاليا، وقدرته على إحداث الفرق حتى على السياسة الخارجية للدولة.

وأضاف الهلالي، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أنه دليل في نفس الوقت على فشل الرأي العام المصري في التعامل بالند مع الإيطاليين في موضوع مشابه لشاب مصري قتل هناك، وأننا لم نستطع أن نسوق قضيته لا هنا ولا هناك، لافتا إلى أن مصر يجب أن تتعامل مع الموقف على أنه حدث بالفعل وعليها أن تلعب بقضايا أخرى مهمة لإيطاليا للضغط عليهم للتراجع عن التصعيد الذي لن يتوقف عند حاجز قطع غيار الطائرات، ومنها موضوع منع الهجرة غير الشرعية جنوب المتوسط والذي تضر كثيرًا إيطاليا على الخصوص والتي تعتبر روما القاهرة عنصرًا رئيسيًا في منع نزوح المهاجرين لها.

وأوضح المحلل السياسي، إلى أنه من الممكن أيضا الضغط بملف منح تراخيص التنقيب الجديد لآبار الغاز بالمنطقة الاقتصادية المصرية في شمال المتوسط، والذي تمنح لشركات إيطالية وهو ما يمكن أن يمثل أحد وسائل الضغط لإجبار روما على التعامل بواقعية مع التجاوب المصري في قضية ريجيني، وعدم الانسياق لضغوط الرأي العام الإيطالي الموجهات توازنات السياسة الإيطالية الداخلية والتي استغلت فيها قوى المعارضة هناك قضية الشاب الإيطالي كناية في الحزب الحاكم هناك والحصول على مكاسب سياسي عبر استغلال هذا الموضوع.


التعاون بين الجهات القضائية للبلدين
أكد سعيد صادق، خبير العلاقات الدولية، أن قرار إيطاليا بتعليق تزويد مصر بقطع غيار الطائرات على خلفية مقتل الشاب الإيطالي ريجيني، غير صائب وله تأثير خطير على العلاقات الثنائية بين البلدين على مستوى الدولة والشعب.

وأضاف صادق، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أنه لا يجد أي سبب مقنع لهذا التصعيد المفاجئ من قبل السلطات الإيطالية ضد الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين اكبر من أن يتم تشويهه بسبب قضية "ريجيني"، مطالبًا بالفصل ببن العلاقة بين البلدين وأزمة "ريجيني".

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن التصعيد لن يكون الحل لازمة ريجيني، وأنه يجب التعاون بين الجهات القضائية المصرية والإيطالية للكشف عن غموض هذا الحادث، مناشدا الجانب الإيطالي بعدم التسرع وعدم اتخاذ أي قرارات حتى يتم الانتهاء من التحقيق ومعرفة أسباب الحادث.


رد حاسم
قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قرار مجلس النواب الإيطالي بتأييد قرار مجلس الشيوخ بحظر تصدير قطع غيار طائرات "إف 16" إلى مصر، جراء مقتل الطالب الإيطالي "ريجيني"، متسرع ومفاجئ بالإضافة إلى أن تصعيد خطير من قبل الجانب الإيطالي.

وأضاف نافعة في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن الجانب الإيطالي يستخدم قضية مقتل "ريجيني"، بطرق استفزازية وملتوية لابتزاز الجانب المصري.

وطالب نافعة، القيادة السياسية بالبلاد ووزارة الخارجية المصرية، برد حاسم على الجانب الإيطالي في قضية مقتل "ريجيني"، عن طريق التخلي عن الدبلوماسية التي لم تحقق أي شيء حتى الآن.


مطالب للبرلمان بالتحرك
قال الباحث السياسي دياب إلهمامي، أن قرار تأييد مجلس النواب الإيطالي لمجلس الشيوخ الإيطالي بوقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات إف 16 الحربية يأتي تنفيذًا لقرار البرلمان الأوروبي الذي طالب الدول الأعضاء فيه بوقف إمداد مصر بالسلاح فى الشهر الماضي.

وأكد الهمامي، على وجود لوبي متربص بمصر فى البرلمان الأوروبي يحاول استغلال قضية اغتيال الشاب ريجيني للإضرار بها، مطالبًا البرلمان المصري بالتحرك وعدم الاكتفاء بالفرجة والوقوف الصامت إزاء هذا الموقف الإيطالي التصعيدي.