صور| "لو إسكندراني تعالي هنا".. طقوس الإسكندرانية في الشتاء "غير".. "شاي بالنعناع والجري تحت الأمطار"
الثلاثاء 27/فبراير/2018 - 03:10 م
محمد جمعه
طباعة
تتميز محافظة الإسكندرية بأجواء شتوية ساحرة تجعلك أكثر إنسجامًا وسعادة، ونشاط، ولأهالي الإسكندرية أماكن خاصة لقضاء إجازاتهم وأوقاتهم فيها، خلال فصل الشتاء للاستمتاع بمدينتهم، بعد عناء فصل الصيف والزحام الشديد الذي يهربون منه بالسفر خارج المحافظة أو في داخل بيوتهم.
وتجولت كاميرا "بوابة المواطن" الإخبارية بمحافظة الإسكندرية، ورصدت على الكورنيش وبالقلعة الكورنيش وسحرة فى الشتاء، وقال أحمد محسن مدرس: "الكورنيش والقلعة لهم طابع خاص لدينا نحن السكندريين في كل فصول السنة وخاصة الشتاء، وتشهد الإسكندرية هذه الأيام إقبالًا ملحوظًا وترددا على أماكن معينة من السكندريين قبل السائحين، بالرغم من إنخفاض درجات الحرارة".
وأكدت سامية عبد النبي طالبة بالثانوية العامة على أن الإسكندريه في الشتاء لها طابع خاص لا يقاومه أحد سواء من أبناء الإسكندرية أو من غير أبناءها، وفي هذه الأوقات والطقس الممطر يذهب السكندريون لعدة أماكن ويتناولون فيها الحرنكش والجيلاتى والبطاطا السخنه، وأبرز الأماكن التي يذهبون إليها ممر قلعة قايتباي، فعند دخولك الممر المؤدي للقلعة تجد الأرصفة مزينة بجميع أنواع الأنتيكات المصنوعة من الصدف البحري "القواقع" التي تبدأ أسعارها من 5 جنيهات إلي 500 جنيهًا، وأبرز أنواعها جمل البحر وفك القرش ونجمة وحصان البحر، بالإضافة للتحف الفرعونية التي تبدأ أسعارها من 15 جنيهًا إلي 1200 جنيهًا.
وتٌعتبر قلعة قايتباي أفضل مكان لرؤية الإسكندرية بالكامل من جميع الإتجاهات، وتتراوح أسعار تذكرة الدخول 5 جنيهات للطلبة و10 جنيهات لغير الطلبة، وعند خروجك من القلعة تجد عدد كبير من "الحناطير"، التي تأخذك في نزهة في شوارع الإسكندرية، وتبدأ أسعار الجوالات من ٥٠ جنيهًا حول القلعة، ومن القلعة إلى المرسى أبو العباس ١٢٠ جنيهًا، وللمنشية ٢٥٠ جنيهًا للمصريين، وللجنسيات الأخرى حد أدني ٢٠٠ جنيهًا.
وأشار عم شوقي بائع حمص الشام على الكورنيش، إلى أن الزبائن يتوافدون على عربة الحمص في الشتاء أكثر من الصيف، مضيفا أن الإسكندرية ساحرة بطبيعتها، ولكن هناك عدة أمور تحاول اختطاف هذا السحر.
أما في منطقة بحري تجد عددًا من محلات الجيلاتي والرز بلبن والتي يقبل عليها السكندريون بأنواعها، حيث تشتهر منطقة بحري بقلعة قايتباي، وهي منطقة أثرية، ولها طابع ثقافي وديني، ورغم انتشار الأبراج السكنية بها، إلا أنها ما زالت تعبر عن عبق تاريخ الإسكندرية، وما زالت عدد من الأماكن تحتفظ بعراقتها، خاصة مرسى المراكب واليخوت والمقاهي الشعبية، التي تجدها بطول الكورنيش.
وتتميز المنطقة بميدان المساجد: أبو العباس المرسي، ياقوت العرش، البوصيري، كما يذهب السكندريون لحديقة قصر المنتزه حيث تتمتع بالعديد من الحدائق والأشجار النادرة وشؤاطئ مميزة وقصر المنتزه، وكذا شاطئ جليم وميامي وسيدي بشر والأنفوشي والدخيلة شرق وغرب والسلام والهانوفيل وفاميلي بيتش والمندرة وميامي وسيدي بشر وستانلي والبوريفاج والعجمي، ويحرصون على تناول الحرنكش والبطاطا السخنة من بائعيها خاصة على كورنيش محطة الرمل بالإسكندرية والذرة المشوي وحبة ترمس.
وتعد متعة السير تحت مياه الأمطار، وهو المتعة الأبرز لدى الكثير من أهالي الإسكندرية الذين ينتظرون الشتاء للسير تحت أمطاره على كورنيش الإسكندرية وفي الأماكن التاريخية بها.
يأتى هذا على الرغم من كثرة النوات، والرياح الشديدة التى تواجه المحافظة، وانهيار العقارات القديمة والآيلة للسقوط، بما يتسبب فى كوارث كثيرة، والخوف من غرق المدينة بعد تهالك البنية التحتية للصرف الصحي.
ويتفجر هذا الحب في حالة الهدوء والسيولة المرورية التي تعيش فيها المدينة في هذا الوقت، بسبب عدم تواجد المصطافين من كل محافظات مصر، والذين يتوافدون في فصل الصيف للاستمتاع بشواطئ المحافظة ويكون مع كوباية شاي بالنعناع، على لسان قلعة قايتباي، وهم يتابعون تراطم أمواج البحر مع الصخور المحيطة بأسوار القلعة، مرتدين الملابس الثقيلة التي تمكنهم من الصمود لساعات فى هذا الطقس.
والبعض الآخر من السكندريون الذين يذهبون لكوبري ستانلي وكوب حمص الشام، فعلى هذا الكوبرى، المزين بالألوان المتناسقة مع الكبائن المقامة أسفله، تخلق إضاءة جذابة على أمواج البحر، الواسع وهو المكان الوحيد الذي قد تستطيع رؤية فيه البحر لمسافات بعيدة من مكان مباشر، وهناك تحتسي كوب "حمص الشام"، لتدفئة الجسد للقدرة على الصمود هذا مع التهافت على محلات الأيس كريم المعروفة في الإسكندرية.
أما صيد السمك على الكورنيش، فتجد وقت ارتفاع الموج، وتخبطه الشديد، الشباب والرجال يجلسون ويضعون سنارتهم في مياه البحر ليخرجوا منها أجود أنواع السمك، وفي منطقة محطة الرمل، تتفاجئ بعدد من السكندرين يقفون متابعين لعملية الصيد وطيور النوارس وهى تلتف حول مركب صيد قريبة.