"ثاني خطوط سكك حديد في العالم" لقب مصري بجدارة لكنه لم يكن شفيعًا بأي حال ليمنع كوارث اعتدنا على مشاهدتها يوميًا في السكك الحديدية الأولى في قارة الإفريقية، حتى أصبحت تلك الحوادث ضمن الأخبار المعتادة منذ عقود.

تحتل السكك الحديد المصرية الصدارة على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، حيث نفذت مصر مشروع السكك الحديدية لأول مرة في عام 1834، كان مخططًا له أن تمتد الخطوط حينذاك من السويس إلى الإسكندرية، ولكن تعرقل الموضوع بسبب السياسات الفرنسية المعادية لتنفيذ الفكرة.

سيطر هذا الحال على مصر لما يقرب من 17 عامًا، ولكن لم تمت الفكرة، حتى ظهر بالمشروع مرة أخرى ودبت فيه الحيوية والنشاط، ليتم البدء في تنفيذ أول خط حديدي في الثاني عشر من الشهر السادس لعام 1851 ،مع العلم أن التشغيل الفعلي جاء بعد 3 سنوات، وأشرف المهندس الإنجليزي روبرت ستيفنسون على المشروع.

وبلغ طول يبلغ طول الشبكة الحديدية في مصر حوالي 9000 كم، بينما يبلغ عدد المحطات 705 محطة، منها 20 محطة رئيسية في عواصم المحافظات على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى أن المحطات تتصل يبعضها على مدار الخطوط الحديدية في معظم المراكز العمرانية والاقتصادية في شتى بقاع الدولة.

وفي هذا السياق تم عمل العديد من المنشآت التي تخدم حركة القطارات، فمثلَا تم عمل 885 كوبري ونفق يخدم على هذا المشروع داخل الدولة المصرية، 511 كوبري على النيل والمجاري المائية، وغير هؤلاء كثر.

وبلغ عدد الركاب بالسكك الحديدية المصرية يوميًا ما يقرب من 1.4 مليون راكب، مما يشيد بأهمية وفخامة هذا المشروع، الذي يعد من أبرز ما جاء في تاريخ مصر القديم والحديث.