فيديو| 7 آلاف جنيه تنقذ حياة "عجوز" سوهاج.. "ربنا أرحم عليا من ذل الناس"
الأحد 04/مارس/2018 - 09:01 ص
أيمن الجرادى
طباعة
ضاعت الرحمة من بين الناس، سيدة لا تجد ثمن عملية جراحية لتركيب شريحة ومسمارين، بعد انزلاقها وانكسار ساقها اليمنى، وتعيش بقدمها مكسورة لا تقدر على الحركة، ينقلها اثنان لقضاء حاجتها بـ "دلو" قريب منها.
العجوز تنهش فى لقمة ناشفة
العيون تذرف دمًا بدل الدموع، عندما تنظر إليها، بوابة المواطن الإخبارية، تجولت داخل غرفة "عدلية.م.ع" صابحة الـ 80 عام، فوجدتها تنهش في لقمة ناشفة لا غموس فيها، ولم يكن مخطط لذلك إطلاق ولكن وجدتها بطبيعتها، وتتألم تقول رأسي وجعاني وبردانة ومش قادرة أمشي، وبنأكل طقتين بس عيش حاف زي ما أنت شايف، مرة الصبح ومرة بالليل عشان مش معايا ومحتاجه أتعالج، وأكثر من ذلك كلمات تقطع القلب.
حصير ومسكن غير آدمي
تقطن "العجوز" بمنطقة الساحل التابعة للوحدة المحلية لقرية شطورة، بمركز طهطا، مطروحة على الأرض لا يفصلها إلا حصير ضعيف، ويعلوها سطح من الجريد، وتحيطها جدران من الطوب الأبيض، لا تعى ما تقول كثيرًا، وسمعها ثقيل، لا تقدر إطلاقًا على الحركة، بسبب كسر رجلها اليمين التي تحتاج عملية جراحية بالساق، وتركيب شريحة ومسمارين، حسب ما قال لها طبيب.
الذباب والناموس صديقها المقرب
عندما تنظر إليها ليس لها صديق ملازم لها إلا الذباب والناموس، لأنها تقطن بمنطقة تقترب من الزراعات، ولا ينظر إليها حتى الجيران ولا يعولها أحد سوى أبنة أخيها التي تدعى "سعاد أ" 35 عام متزوجة وتعول 3 بنات، وحالها الثانية معدم وتصعب على الجميع.
مفيش دكاترة ولا مستشفى عايزة تساعدني
تتمنى السيدة العجوز، الموت لأنه أرحم بها من الناس، على حد وصفها، مضيفة:"مفيش دكتور ولا مستشفى، قادرين يعملو العملية ببلاش، ورجعت برجلي مكسورة عشان مش معايا حق الدواء مش العملية، ومحتاجه حد يعملي العملية وأجره عند ربنا، دانا قربت اموت ومش حمل تعب، كلمات ثقيلة على القلوب الرحيمة قالتها السيدة العجوز لتجد من يساعدها في حياة كريمة، ومن يعالجها على نفقته.
لا تملك عائل إلا ابنة أخيها
وقالت "سعاد.ا": "أنا العائلة الوحيدة لها، لأنها عمتي ولم تتزوج ولا أخوة أو أخوات لها، فجميعهم ماتوا منذ فترة، ولم استطع تركها، وتعيش معي في تلك الغرفة، ولكن ما باليد حيلة معنديش انا وجوزي ولا هيا تمن العملية اللي تكلف زي ما قالوا 7 ألاف جنيه".
تتقاضي 320 لا تكفي علاج السكر ومسكنات
وأضافت "سعاد": "أن عمتها لا تتقاضي سوى 320 جنيه من الشئون الاجتماعية ومريضة، بالإضافة إلى ذلك بالسكر وتشتري كل شهر 2 علبة برشام لمرض السكر بواقع 100 جنيه، ويتبقى لها 220 جنيه لا تكفي لعلاج الصداع أو غيره أو مسكنات لقدمها المكسورة او المأكل والمشرب، وبالإضافة إلى أن زوج سعاد أرزاقي يوم يشتغل وعشرة لا ويتقاضي 420 جنيه من برنامج تكافل وكرامة، وعليه ديون من البنك الأهلي وجمعية التنمية للقروض ويقوم بسداد 1030 جنية شهريًا، ولديه 3 بنات، منار 5 سنوات، وحنين 4 سنوات، ورودى سنة، والبنتان الكبيرتان مصابين بحروق، بمعنى أنه معندوش مكان يعملها العملية عشان كده، أتوا بها من عيادة الطبيب ونايمة فى البيت تتألم".
إجراء العملية على نفقة الدولة
طالبت سعاد، الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج، بصفته طبيبًا أولا صاحب قلب رحيم، أن يتولى حالة عمتها العجوز الفقيرة ويرحمها من الألم الذي تصرخ منه ليلًا ونهارًا وتتمنى أن تتحرك حتى تقضي حاجتها فقط، لا تريد إلا أن تركب شريحة ومسمارين، قائلة: "والله ما عندنا المواصلات اللي تنقلنا للطبيب، وبنستلف من أهل الخير يساعدونا بس مفيش مساعدات تعمل عملية زى دي تكلفتها 7 آلاف جنيه".
