مصر زمان| من أجل السيطرة على الحكم "محمد علي" يذبح المماليك على الغداء
الثلاثاء 06/مارس/2018 - 03:37 ص
محمد عبد الله
طباعة
في حقيبة مصر زمان شهدت البلاد وتحديدًا في مطلع شهر مارس عام 1811 أكبر عملية اغتيال سياسي في تاريخ مصر الحديثة، حيث كانت مذبحة المماليك - أو مذبحة القلعة - التي نفذها الوالي محمد علي باشا من أجل تثبيت نفوذه وترسيخ سلطانه على الحكم.
أسباب المذبحة
كان السبب الرئيسى لمذبحة القلعة رغبة "محمد على" في الانفراد بحكم مصر فحاول أن يعقد عدة مفاوضات مع رؤساء المماليك ، ولكن دائما كان المماليك ما ينقضون العهد معه، ولذلك دبر محمد على لهم المذبحة للتخلص منهم، بكل دهاء ومكر خطط محمد علي للمذبحة في سرية تامة، لم يعرف بها مسبقًا إلا ثلاثة من المقربين لمحمد علي وهم: لاظوغلي وصالح قوش وطاهر باشا قائد الألبان.
كواليس المذبحة
لقد كان الأمر خدعة انطلت على المماليك، قام محمد علي باشا بدعوة أعيان المماليك إلى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه طوسون على رأس حملة متجهة إلى الحجاز لمحاربة الوهابيين، وقد لبّى المماليك الدعوة وركبوا جميعا في أبهى زينة وأفخم هيئة، وكان عدد المدعوين حينها يزيد على عشرة آلاف شخص من كبار القوم ومختلف الطوائف، وسار الاحتفال على ما كان عليه الحال حينها في مثل هذه المناسبات من طعام وغناء، إلى أن نادى المنادي برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول، وبعد ذلك دعى محمد على زعماء المماليك إلى السير خلف الجيش الخارج من اسوار القلعه فخرجوا فى اتجاه أحد أبواب القلعة وهو باب العزب.
سر اخيار باب العزب
تم اختيار باب العزب بعناية من قبل محمد على لان الطريق المؤدى لهذا الباب هو عبارة عن ممر صخري منحدر ممتلئ بالصخور على كلا جانبيه وبذلك يصعب على أحد الهرب من المذبحة، سار الموكب منحدرًا إلى باب العزب، ولم يكد هؤلاء الجنود يصلون إلى الباب حتى ارتج الباب الكبير وأقفل من الخارج في وجه المماليك بعد خروج الجيش من الخارج وتسلق جنود محمد على على جانبى الممر وأمطروا زعماء المماليك بالرصاص.
أخذت المفاجأة المماليك وساد بينهم الهرج والفوضى وحاولوا الفرار، ولكن كانت بنادق الجنود تحصدهم في كل مكان، ثم انهالت الطلقات مدوية من أمامهم ومن خلفهم ومن فوقهم تحصد أرواحهم جميعًا، وأن من نجا منهم من الرصاص قد تمّ ذبحه بوحشية، حتى قيل إن عدد القتلى في هذه الواقعة قارب الــ 500 شخص فقد سقط المماليك صرعى مضرّجين بدمائهم، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث والدماء، ولم ينج هذه المجزرة سوى أمين بك، الذي هرب بحصانه من فوق أسوار القلعة.
بعد وصل خبر المذبحة الى شوارع القاهرة فزع الناس وقام بعض الجنود الألبان بقتل كل من لهم علاقة بزعماء المماليك ونهب بيوتهم واستمرت الفوضى فى شوارع القاهرة على هذا النحو لمده 3 ايام حتى نزل محمد على بنفسه الى الشارع وسيطر على الاوضاع.