"وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم".. 1400 عام وأكثر مرت على كلمات الله، فهل حقًا أخذنا العظة والعبرة منها، أم أننا لا نزال نرى عادات الجاهلية تحكم مجتمعاتنا حتى الآن، وتتوقف طموحاتها تحت سقف الزواج والإنجاب.
لازالت حقوق المرأة في المجتمع المصري الشرقي مسلوبة إلى حد كبير، أو بمعنى أصح "مركونة ع الرف"، يعتقد الكثير أن دورها في الحياة هو فقط "حضري الأكل.. روقي.. ربي العيال.. إمسحي.. إغسلي"، ونجد من أغفلوا أو تغافلوا عن عمد أنها ضلعًا أساسيًا في نهضة أي مجتمع، فلا يجوز لها أن تمارس أبسط حقوقها في الدراسة أو العمل، حيث تقوم بعض الأسر بمنع بناتهن عن الدراسة، أو حتى الخروج من المنزل، بعذرٍ أقبح من ذنب "عيب إنتي بنت".
من يرى ذلك معذور حين يحكم على بعض من يمثلون الرجل الشرقي ويصفونه الأكثر رجعية في التفكير، فهو من يرى أحقيته في ممارسة ما يحلو له في أي وقت ومكان، معتمدًا على مقولته المتوارثة "أنا راجل"، فعن أي رجولة يتحدث ومن أي منطق يرى.
من الممكن أن تحكم على رأيي من منطلق شخصي فتردد مثل الآخرين، أن ما نرصده ناتج عن تجارب شخصية، فدعني أصدمك بصراحة ربما لم تكن معهودة، حين أقول لك، أنت محق، فتجربتي الشخصية تقول ذلك، بل وتعلنه بكل صراحة، كفاكم تمييزًا، ليس من حقك أن تذهب حيث تشاء وتعود متى ترغب في ذلك ثم تخبرني أني ممنوعة من أبسط حقوقي، ليس من حقك منعي أو منعها، من الذهاب إلى صديقتي يوم زفافها ثم تعتذر بغير المقبول قائلًا "الناس في الشارع تقول علينا إيه"، فحينها لن تجيبك لأنها ستكون مشغولة بسؤال نفسها، هل أنت خائف عليها أم تخشى "كلام الناس".
هل أنت مدخن.. هل تقبل الارتباط بامرأة مدخنة.. لا تتعب نفسك في الإجابة عن هذا السؤال، فما أكدته دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، أن ما يزيد على 80% من الرجال ينظرون للمرأة المدخنة على أنها مجرد "شاذة"، فقدت أنوثتها، ولا تنزعج من كلماتي وواجه نفسك ستجد لسانك يردد "دي واحدة شمال".
عزيزي الذكر، واعذرني حين لم أقل "الرجل".. حقًا أنا لا أدعوك إلى التدخين أو الخروج وقتما شئت أو أي من عاداتك السيئة، إنما أدعوك فقط لتكون رجلًا حقيقيًا، رجلًا لها لا عليها، تحميها وتخاف عليها ولا تخشى من مجرد "كلام الناس"، حينها ستقولها لك بـ"الفم المليان" عزيزي الرجل.
ما أريده حقًا أنه على الرغم من حقوق المرأة التي استردتها في الآونة الأخيرة وتوليها أعلى المناصب، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، إلا أنه ما يزال يوجد هناك "ذكور" يعيشون في عصور الجاهلية، يعتقدون أن المرأة مجرد "آلة"، خلقت لتتزوج وتنجب وتعمل في المنزل فقط، بلا أي حقوق.