محطات من الإيمان والتضحية بالذات في حياة القديسة "كاترينا"
الجمعة 09/مارس/2018 - 10:25 م
سارة منصور
طباعة
تعد الشهيدة كاترين من أبرز قصص التضحية في تاريخ المسيحية، فهي السيدة التي قدمت بروحها فداء لنصرة الدين رغم أبواب نعيم الدنيا التي مدت ذراعيها لها دون رغبة تذكر من الراحلة في المساس بزينتها الخادعة الألوان.
كانت "كاترين" فتاة لامعة الذكاء، محبة للعلم، التحقت بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، فكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس، ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية، ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد.
رؤية العذراء..
وفي إحدى الليالي ظهرت لها السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وتطلب منه أن يقبل كاترين ولكنه رفض، فقرأت الأشارة وتعمّدت.
فرض الوثنية..
انقلبت حياة "كاترين" وحياة أهل الاسكندرية جميعًا بحضور القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبدًا متكبّرًا يكره المسيحيين، يجد مسرته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تمامًا بسبب انتشار المسيحية، وأصدر مكسيميانوس منشورًا بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها، وإلا تعرّض الرافضون للعذابات والموت.
وقتها أدركت بأن الاضطهاد سيحل على المؤمنين فاتخذت قرارًا أن تتقدم لمكسيميانوس مندّدة بأصنامه وأوثانه.
عزمت كاترين على تنفيذ قرارها في يوم الاحتفال حيث دهش كل الحاضرين، إذ لاحظوا فتاة جميلة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف وتتلّمس المثول لدى الإمبراطور، الذي كان جالسًا بين رجال الدولة وكهنة الأوثان بحللِهم الأرجوانية المذهّبة.
التحدي..
وبمنتهى الجرأة وقفت الفتاة أمام الإمبراطور، تقول له: "يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك؛ لأن نتائجه خطيرة"، ثم راحت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب، وكان الإمبراطور يصغي إليها في ذهول وغضب.
أما القيصر فكان له موقف مختلفة، حيث أعجب بجمالها وشجاعتها واستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت، وبدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية.
لذا أرسل الإمبراطور إلى الفلاسفة الوثنيين ليحضروا اجتماعًا غير عادي لمناقشة هذه الشابة المغرورة، كما دعا كبار رجال البلاط والدولة للحضور، وفي الموعد المحدد دخل مكسيميانوس يحيط به كبار رجاله في عظمة وعجرفة، ثم استدعيت الفتاة ودخلت في هدوء بغير اضطراب، ثم بدأت المناقشة بينها وبين الفلاسفة الوثنيين، ثم تحدثت عن السيد المسيح والحياة الأبدية والنبوات التي تحقّقت بمجيئه.
كانت المفاجأة أن الفلاسفة طلبوا من الإمبراطور أن تواصل الفتاة حديثها، وأنهم يشعرون بأنها تعلن عن الحق وأن عبادة الأصنام باطلة، فانقلب الإمبراطور إلى وحشٍ كاسرٍ، وأصر على إيقاد أتون نار يلقى فيه العلماء والفلاسفة، وتقدم الحراس وألقوا بالعلماء والفلاسفة في أتون النار في ليلة 17 نوفمبر عام 307.
رحلة العذاب..
وهنا ثار الإمبراطور جدًا وأمر بجلد القديسة بكل عنف وتمزيق كل جسده، جُلدت لمدة ساعتين حتى تمزق جسمها، وأُرسلت إلى السجن، وتم تعذيبها بأبشع طريقة وهي أن تربط بحبال قوية ويرفعوها على آلة بها عجلات تدور بحركة عكسية مزودة بأسنان حديدية حادة.
وعندما سلمت الفتاة جسدها لربطها بالحبال ورفعها لينزلوها على الأسنان الحديدية الحادة، لكن ما أن رفعوها حتى امتدت يد خفية قطعت الحبال وتدحرجت القديسة على الأرض بعيدا عن الآلة، وإذ تقدم الجلادون محاولين رفعها ثانية خارت قواهم فسارت الآلة عليهم بأسنانها الحديدية فتقطّعت أجسامهم وماتوا.
وعندما شاهد الموجودين ما حدث أمنوا، أما زوجة الامبراطور فتقدّمت نحو زوجها ووبّخته في حضرة الجماهير على وحشيته، وأعلنت إيمانها بالرب يسوع المسيح أمام الجميع، فأمر بتعذيبها وقطع رأسيهما ومعهما مائتين من الجنود كانوا قد آمنوا بالمسيح.
الاستشهاد..
أما عن كاترين فأمر الإمبراطور بنفيها أولًا، ثم تراجع عن قراره، وأمر بقتلها بقطع رأسها بدلًا من نفيها، وقد تم ذلك في 25 نوفمبر سنة 307.
وبالفعل استشهدت القديسة كاترين في الإسكندرية، وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء، وبالفعل تم بناء دير لها في هذا المكان "دير سانت كاترين".
كانت "كاترين" فتاة لامعة الذكاء، محبة للعلم، التحقت بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، فكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس، ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية، ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد.
رؤية العذراء..
وفي إحدى الليالي ظهرت لها السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وتطلب منه أن يقبل كاترين ولكنه رفض، فقرأت الأشارة وتعمّدت.
فرض الوثنية..
انقلبت حياة "كاترين" وحياة أهل الاسكندرية جميعًا بحضور القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبدًا متكبّرًا يكره المسيحيين، يجد مسرته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تمامًا بسبب انتشار المسيحية، وأصدر مكسيميانوس منشورًا بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها، وإلا تعرّض الرافضون للعذابات والموت.
وقتها أدركت بأن الاضطهاد سيحل على المؤمنين فاتخذت قرارًا أن تتقدم لمكسيميانوس مندّدة بأصنامه وأوثانه.
عزمت كاترين على تنفيذ قرارها في يوم الاحتفال حيث دهش كل الحاضرين، إذ لاحظوا فتاة جميلة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف وتتلّمس المثول لدى الإمبراطور، الذي كان جالسًا بين رجال الدولة وكهنة الأوثان بحللِهم الأرجوانية المذهّبة.
التحدي..
وبمنتهى الجرأة وقفت الفتاة أمام الإمبراطور، تقول له: "يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك؛ لأن نتائجه خطيرة"، ثم راحت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب، وكان الإمبراطور يصغي إليها في ذهول وغضب.
أما القيصر فكان له موقف مختلفة، حيث أعجب بجمالها وشجاعتها واستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت، وبدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية.
لذا أرسل الإمبراطور إلى الفلاسفة الوثنيين ليحضروا اجتماعًا غير عادي لمناقشة هذه الشابة المغرورة، كما دعا كبار رجال البلاط والدولة للحضور، وفي الموعد المحدد دخل مكسيميانوس يحيط به كبار رجاله في عظمة وعجرفة، ثم استدعيت الفتاة ودخلت في هدوء بغير اضطراب، ثم بدأت المناقشة بينها وبين الفلاسفة الوثنيين، ثم تحدثت عن السيد المسيح والحياة الأبدية والنبوات التي تحقّقت بمجيئه.
كانت المفاجأة أن الفلاسفة طلبوا من الإمبراطور أن تواصل الفتاة حديثها، وأنهم يشعرون بأنها تعلن عن الحق وأن عبادة الأصنام باطلة، فانقلب الإمبراطور إلى وحشٍ كاسرٍ، وأصر على إيقاد أتون نار يلقى فيه العلماء والفلاسفة، وتقدم الحراس وألقوا بالعلماء والفلاسفة في أتون النار في ليلة 17 نوفمبر عام 307.
رحلة العذاب..
وهنا ثار الإمبراطور جدًا وأمر بجلد القديسة بكل عنف وتمزيق كل جسده، جُلدت لمدة ساعتين حتى تمزق جسمها، وأُرسلت إلى السجن، وتم تعذيبها بأبشع طريقة وهي أن تربط بحبال قوية ويرفعوها على آلة بها عجلات تدور بحركة عكسية مزودة بأسنان حديدية حادة.
وعندما سلمت الفتاة جسدها لربطها بالحبال ورفعها لينزلوها على الأسنان الحديدية الحادة، لكن ما أن رفعوها حتى امتدت يد خفية قطعت الحبال وتدحرجت القديسة على الأرض بعيدا عن الآلة، وإذ تقدم الجلادون محاولين رفعها ثانية خارت قواهم فسارت الآلة عليهم بأسنانها الحديدية فتقطّعت أجسامهم وماتوا.
وعندما شاهد الموجودين ما حدث أمنوا، أما زوجة الامبراطور فتقدّمت نحو زوجها ووبّخته في حضرة الجماهير على وحشيته، وأعلنت إيمانها بالرب يسوع المسيح أمام الجميع، فأمر بتعذيبها وقطع رأسيهما ومعهما مائتين من الجنود كانوا قد آمنوا بالمسيح.
الاستشهاد..
أما عن كاترين فأمر الإمبراطور بنفيها أولًا، ثم تراجع عن قراره، وأمر بقتلها بقطع رأسها بدلًا من نفيها، وقد تم ذلك في 25 نوفمبر سنة 307.
وبالفعل استشهدت القديسة كاترين في الإسكندرية، وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء، وبالفعل تم بناء دير لها في هذا المكان "دير سانت كاترين".