كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنّها تحتوي على أكبر المعاني التي تتلخص في أنها "كل شئ في الحياة"، فالأم تعتبر من أعظم نعم الله تعالي علي الإنسان، ولا يختلف إثنان علي دورها في حياتنا وأهميتها في المجتمع.
هي أساس البيت التي لا يمكن الاستغناء عنها، والمعلم الأول، ونبع الحياة والشمس التي تنيرها" تلك هي أمي، التي أدركت جيدا أن التربية لا تقتصر على توفير أحسن الطعام للأبنائها وتعليمهم في أفضل المدارس وإحضار أغلى الملابس لهم، أو أن التربية هي معاملتهم بمزيد من الحنان الذي يتحول إلى دلال في معظم الأوقات، ولكنها تدرك المعني الحقيقي للتربية وهي غرس القيم والمبادئ الإيجابية فينا التي يجب أن نتعامل مع الآخرين على أساسها، لذلك استحقت وعن جدارة أن تكون "الأم المثالية" في نظري، القادرة علي جعل أبناءها شخصيات ذو أهمية للمجتمع.
تلك هي أمي.. تعلمت من خلالها معني العطاء والخبر من دون انتظار المقابل فقط لأصالة النفس ومحبتها، بالرغم من أن حياتها لم تكن مرفهة بالقدر الكافي فقلما كانت تعرف الفرحة لها طريقا نظرا لما عانته طيلة حياتها في سبيل تربيتي وشقيقاتي الثلاثة برفقة والدي، فكان شغلها الشاغل أن تراني في أحسن صورة وأن تحنوا علينا وتأخذنا تحت كنفها، تنظر دائما للأمام وماذا يخبئ لنا المستقبل، وبمجرد أن تري البسمة علي وجوهنا تكون قد ملكت الدنيا كلها.
تلك هي أمي التي لم تكن بالمرأة المتعلمة وإنما استطاعت أن تنال أعلي الشهادات بعد أن تخرجت من مدرسة "الحياة" التي علمتها دروسا وعبرا كانت كافية لدفعها إلي مواجهة متاعبها وتخطي صعابها في توفير كل السبل وتذليل العقبات لاستكمال تعليمنا دون أن تنتظر مقابل، فضلا عن دورها في الأخذ بيد زوجها ومساندته في أحلك الظروف المعيشية ولم تشكو يوما صعوبة العَيْش، فكانت نِعم الزوجة التي المُعيْنة هي لزوجها، وكان يظهر فضلها جليا كلما ذكرها أبي في غيابها، فما تكد تُفتح سيرتها إلا ويسترسل في الحديث عن دورها وأهميتها في حياتنا التي لا يُتذوق لها طعما بدونها، فهي بالفعل الشخص الوحيد القادر على أن يقوم بجميع الأدوار بشكل مثاليّ.. فهل مثلها لا تستحق أن تتوج بلقب "الأم المثالية"!!.