المصريون يكتبون نهاية عهد الإخوان.. ويوجهون بأصواتهم أقوى صفعة في التاريخ
السبت 17/مارس/2018 - 05:56 م
عواطف الوصيف
طباعة
الإخوان.. جماعة لابد من الاعتراف بأنها تتمتع بالذكاء، فقد تحولت من مجرد جماعة تتفق في الأفكار والرؤى، إلى تنظيم كبير ومنتشر على مستوى العديد من الدول في المنطقة، لكن ما يحدث هذه الأيام يبلور الحال والصورة التي وصل لها هذا التنظيم، لكن وقبل الوصول إلى هذه النقطة، لابد من التوجه لأساسيات أولية.
الجماعة عند التأسيس
عند ظهور جماعة الإخوان، وعند تأسيسها كانت عبارة عن العديد من الأشخاص، الذين أتفقوا معا في الفكر والرؤى والهدف الذي يطمحون له، بات في البداية أنهم يريدون تطبيق شرع الله، ومن منا لا يريد ذلك، وكان ذلك هو المدخل، الذي ساعد على استقطاب نسبة كبيرة وغير عادية من الشباب، ويعد ذلك طبيعي لدرجة كبيرة، لأنهم وكيفما قولنا، جعلوا من الدين جسرا يصلوا عبره إلى أحلامهم.
القهر سر الإختيار
تمكن الإخوان من إقناع نسبة كبيرة، بأنهم يعانون من القهر والظلم وسلب الحقوق، لدرجة جعلت الكثيرون يتعاطفون معهم، لأنهم تمكنوا من نشر فكرة أن الدولة لا تحاول إعطاءهم الفرصة للمشاركة برأيهم ومواقفهم، وكانت صورة القهر تلك، سببا في جعل الكثيرون لا يلتفتوا لنقطة خطير، وهي ترى "هل أنتم هدفكم زيادة الوعي بالدين والشريعة، أم أن حلمكم هو المناصب والوصول للحكم، والأهم أن هذا القهر كان سبب اختيارهم فيما بعد.
ما بعد 25 يناير
كان هناك ضرورة لخروج الشعب في الخامس والعشرون من يناير عام 2011، للتصدي للعديد من الأمور والأزمات التي تمر بها مصر، وعند نجاح إرادة الشعب، تمكن القهر والتنظيم في نفس الوقت، من فرض نفسه ليختار الشعب الإخوان، ليمثلوا السلطة في مصر، فقد كان هناك نسبة كبيرة من الشعب على قناعة بأن القهر والظلم، الذي ظل يواجهه الإخوان عقود متتالية ، سيجعلهم أفضل من يصلوا للسلطة، لأن ما عانوه، سيجعلهم يشعرون بالمواطن البسيط، وسيعملون على تحقيق مبادئ الثورة، التي اندلعت من أجله، أما فئة الشباب كانوا على قناعة، بأن التنظيم الذي تتمتع به هذه الجماعة، وقدراتهم على إدارة الأمور، ستجعلهم قادرين على إدارة الأمور سياسيا بشكل جيد، لكن كانت الصدمة.
الإخوان يناقضون العهد
خرج الإخوان عن عهدهم، ولم يحاولوا إتمام أيا من الوعود التي تعهدوا بها لشباب مصر، الذين خرجوا في 25 يناير، بل وقاموا بتصرفات، تدل على أنهم لم يطمحوا إلا للحكم والسلطة وأخذوا من الدين عباءة يتسترون وراءها، لتحقيق أهدافهم، وما يقوم به المصريين الآن في الخارج، تدل كيف أصبحت مكانتهم حتى في عيون من كانوا من مؤيدينهم.
المصريين يتحدون الإخوان
خرج الإخوان يطالبون بضرورة مقاطعة الانتخابات الرئاسية المصرية، لكن وبحرص المصريين في الخارج، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وصناديق الاقتراع، واللجان الانتخابية، دليل على أن مكانتهم لم تعد كما كانت، وتحول المؤيدون لهم لمعارضون، يريدون تحديهم، وإظهار حقيقتهم أمام العالم، ولعل الدليل على ذلك، أن المصريين حرصوا على النزول للإدلاء بأصواتهم في كل من تركيا وقطر، التي تضم أكبر نسبة من الإخوان الهاربين، والأهم أنهم كانوا يهتفون، "تحيا مصر".
ثبوت ضعف الإخوان
أكثر ما يثبت أن الإخوان أصبحوا ضعفاء، ولا حيلة لهم، هو أنهم واجهوا محبي ومؤيدي الرئيس السيسي، بالضرب والاعتداء، لمنعهم من الإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات في لندن، فلم يعد أمامهم حيلة سوى الضرب والإعتداء على الآخرين، لأنهم وببساطة فقدوا قدراتهم، والآن تكتب نهايتهم.