فيديو| في ذكرى استرداد طابا من إسرائيل.. قصة آخر شبر مصري محتل عاد لأحضان الوطن
الأحد 18/مارس/2018 - 02:05 م
آية حسن
طباعة
تحتفل محافظة جنوب سيناء هذه الأيام بالذكرى 29 لاسترداد طابا وعودتها إلى أحضان الوطن التى توافق التاسع عشر من مارس من كل عام.
ولمن لا يعرف طابا، فهى ليست بمدينة تقع فى مصر فقط، ولكن موقعها الاستراتيجي جعلها مطمع الكيان الصهيوني، فهى تقع على حدود 4 دول هي مصر، السعودية، الأردن، إسرائيل، حيث تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم شرقاً، وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.
وتعد قضية طابا هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط, حيث لأول مرة يتم تسوية نزاع حدودي بين إسرائيل ودولة عربية عن طريق المحاكم الدولية، فبعد احتلال إسرائيل سيناء بالكامل خلال النكسة عام 1967، استولت على طابا أيضا، ولكن بعد هزيمتهم الساحقة فى 1973، تم توقيع معاهدة معاهدة السلام "كامب ديفيد" والتي شملت خروج إسرائيل من كل سيناء، وبالفعل خرجت يوم25 أبريل لعام 1982 وهو عيد تحرير سيناء.
و رفضت إسرائيل الخروج من طابا وأعلنت ضمها إليها بادعاء أنها في نطاق فلسطين تحت الانتداب، ومع اقتراب موعد الانسحاب بدأت منذ عام 1982 في المساومة على إتمام الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه مقابل تنازل مصر عن طابا، و رفض الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقتها أن مصر لن تفرط في سنتيمتر واحد من الأرض المصرية ولو خاضت من أجله أعتي المعارك، ورفض أي حلول وسط قائلا: "إن طابا أصبحت عاصمة مصر الأولى والأرض المقدسة، ولا يمكن لأحد أن يتنازل عن أبنائه مقابل أي شئ".
وأضطر الرئيس الأسبق الى اللجوء للتحكيم الدولى، بعد إصرار إسرائيل أن يتم حل الخلاف بالتوافق للوصول إلى حل يرضى الطرفين لتحقق أي مكتسبات ممكنة في أرض طابا، وفى 29 سبتمبر عام 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي عُقدت في جنيف بالإجماع حكمها التاريخي لصالح مصر وقضت أن طابا مصرية، وقام أعضاء الفريق الإسرائيلي بمقولة شهيرة وهى " كنا نعرف أن طابا مصرية منذ البداية، ولكننا كنا نشك في إرادة المفاوض المصري واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد".
وفى 19 مارس عام 1989 رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك العلم المصري على أرض طابا، موجهة التحية الى القوات المسلحة إلى الشعب، وإلى أهالي محافظة جنوب سيناء.