أقر واعترف أنا المواطنة آية محمد أني أصابني الضيق والغم عند سماعي خبر تولي اللواء خالد شلبي منصب مدير أمن الفيوم، بل أقر واعترف أيضًا أنني تمنيت من كل قلبي أن تحدث معجزة ويتبدل القرار في اللحظة الأخيرة، على طريقة أفلام ليلى مراد وأنور وجدي، حتى يرحل هذا الرجل عن تلك المحافظة.
ومرت الشهور ولم ينته ذلك الشعور أو يختفى، ربما كان يتضائل قليلًا أو يتوه بين زحمة المنغصات اليومية في بلاط صاحبة الجلالة، لكن أي خبر عن الفيوم كان يحيي في داخلي ذلك الشعور المقيت تجاه هذا الرجل، الذي سبقته إلى الفيوم أقاويل وأقاويل وتأكيدات حول سيرة الرجل وشخصيته ومواقفه ما يجعلني أجدد دعائي إلى الله حتى يرحل مرة أخرى.
وعلى طريقة أفلام الأبيض والأسود، أيضًا تغير الحال 180 درجة، بعد موقف بسيط قصه على مسامعي أحد الأصدقاء، حين تعرض مدير الأمن لموقف إنساني خطير، وفوجئ بسيدتين على الأرض أمام سيارته تستعطفانه ليغيثهما من تعرض أحد أقاربهما لتلفيق تهمة السرقة، فأمر على الفور بإنصافهم والتحقيق في شكواهم.
إلى هنا والأمر طبيعي للغاية، لكن خالد شلبي فاجأ الجميع بمنحنى آخر في التحقيقات واستوضح بنفسه حقيقة الأمر، ولم يخش في الله لومة لائم، ولم ينخدع بتلك الدموع البريئة، وتابع الموضوع ليصل إلى مفاجأة غريبة فالمظلوم المفترض هو سارق بالفعل، والمعتدى المزعوم هو شخص مكلوم على سرقته، وأن حادثة السيدتين مدبرة من الأصل من أحد الأمناء، فاستدعاه فورًا إلى مكتبه، وربما اتخذ فيه قرارًا، ولا تزال القضية منظورة امام النيابة.
معالي اللواء خالد شلبي أنا لست مدينة لك باعتذار عما ذكرته سابقًا، فحقيقة أنا انسقت وراء الشائعات، قبل أن أبدأ مؤخرًا بسؤال ثلاثة نماذج من الفيوم بين مواطن وفلاح ورجل شرطة، جمعتهم إجابة واحدة "خالد شلبي ضبط المحافظة بشغله فعلًا مش بمجرد تكليفات للناس اللي معاه".. هذه حقيقة أكدتها وقائع شهور من العمل الجاد على الأرض يا معالي اللواء.
كلمة أخيرة يا معالي اللواء حقيقة لم أعتذر عما ذكرته، لكن القضية لا تزال منظورة أمام النيابة وأحيطكم علمًا بأن السارق أفرج عنه لأنه ادعى أنه تعرض للخطف رغم علم أفراد داخل المركز بحقيقة السرقة ومكان تواجدها، ولكن ما يعنيني كيف علمت انت أن السيدتين تكذبان رغم ان الموقف يخدع أي شخص، وأقول لك إنها المتابعة والعمل على الأرض دون الاعتماد على المساعدين فقط.
للحديث بقية حول شخص جعلني أغير قناعاتي وأعيد ترتيب أوراقي.. شكرًا سيادة اللواء الإنسان المجتهد صاحب الفراسة.