علي هامش زيارة البشير لمصر.. العلاقات المصرية - السودانية.. جسور من التعاون.. ولحظات من التوتر
الإثنين 19/مارس/2018 - 12:24 م
سارة منصور
طباعة
هى محطات من الترابط إلي التوتر والاضطرابات شهدتها العلاقات المصرية السودانية علي مدار الفترة الماضية، فالبلدان اللذان كانت لا تفصلهما حدود في الماضي، يعانيان اليوم من الاضطرابات الدخيلة التى أدت إلي الانقطاع ومن ثم العودة مرة أخرى.
اليوم مصر علي موعد من إعادة العلاقات مرة أخرى عقب فترات الجمود التي شهدتها العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات الماضية، في ظل الزيارة التي سيقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير إلي القاهرة اليوم الإثنين، والتى تأتي في إطار مواصلة التشاور بين الرئيسين السيسي والبشير، وبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين في كافة المجالات، وبما يسهم في تحقيق مصالح الشعبين.
ولعل العلاقات المصرية السودانية، تحتل أولوية لدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسياسة مصر الخارجية، بسبب بعض القضايا الإقليمية التى تشغل الطرفان، فضلًا عن كونها تبث رسالة الي الخارج عن عمق الترابط بين الطرفان.
زيارات سابقة
وتأتى زيارة البشير تلك المرة عقب أخر لقاء جمع بين الطرفان أوائل أكتوبر 2016 في أديس أبابا نهاية يناير الماضي علي هامش اجتماعات القمة الإفريقية بإثيوبيا، ثم لقاء القمة الثلاثي بمشاركة رئيس وزراء إثيوبيا، وما ترتب علي ذلك خطوات عملية متعاقبة تمثلت فى اجتماع القاهرة الرباعي الذي ضم وزراء خارجية ورؤساء أجهزة مخابرات البلدين الشقيقين والذى أنعقد مطلع فبراير الماضي، وتبع ذلك إعلان عودة السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم إلي القاهرة فى نهاية فبراير قبل أن تتم العودة الفعلية فى مطلع مارس الجاري.
وبعدها جاءت الزيارة الرسمية للواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية بالإنابة إلى الخرطوم الأسبوع الماضي، والتي التقى خلالها رئيس المخابرات السودانية الفريق صلاح قوش ووزير الخارجية السودانية إبراهيم الغندور، ووزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض عوف وإختتمها بلقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير.
علاقة الدوحة والخرطوم
وربما تكون زيارة الرئيس عمر البشير الي مصر اليوم تطرح العديد من الأسئلة، حول إذا ما كان البشير اليوم سيعود الي العباءة المصرية، عقب التوترات الماضية التى شهدها الطرفان في ظل تنامي العلاقات بين الدوحة والخرطوم من جهة، ووجود اتهامات من الجيش الليبي للسودان، بأنها ممر للأسلحة والعناصر التي تدعمها الدوحة لزعزعة الاستقرار في ليبيا، ما يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري من جهة أخرى.
هذا فضلا عن الاتفاقيات التي أبرمت بين الخرطوم وأنقرة خلال زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى السودان ومنها اتفاقية تتعلق بجزيرة "سواكن”، الواقعة في البحر الأحمر.
قضايا إقليمية مشتركة
ويشار الي ان السودان تشترك مع مصر في عدد من الملفات الإقليمية، وعلي رأسها مواجهة خطر الإرهاب وملف حوض النيل، فكلا البلدين يجمعها المصير المشترك الذي يجمع شعبي وادى النيل.
كما نمثل السودان العمق الإستراتيجى الجنوبى لمصر حيث تمتد الحدود المصرية السودانية نحو 1273 كم، وبالتالي تعتبر مصر العلاقات مع السودان حتمية وكذلك السودان تنظر إلي العلاقات مع مصر بذات النظرة، كما أن أمن السودان واستقراره يمثلان جزءًا من الأمن القومى المصرى.
ويأتى التحدى الإقليمي الأهم، وهو وحدة الحدود وما سينعكس علي مصر في ملف مكافحة الإرهاب، ومن هنا تأتي أهمية التنسيق الأمني بين البلدين، خاصة في ضوء العملية الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية ضد معاقل الإرهاب، في ضوء التعاون الذي تم تحديده خلال زيارة وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين للقاهرة في فبراير 2014، والتي التقي وقتها وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي وتم الإتفاق علي إنشاء قوة مشتركة لتأمين الحدود بين البلدين، وعقد دورات تدريبية مشتركة، بجانب التعاون في مجالات التسليح، وتبادل الخبرات العسكرية ودعم التعاون الأمني.
قضايا مصيرية معلقة
وفي إطار ملف سد النهضة وما يعنيه لمصر من توتر، تدخل السودان طرفا ثالثا مع إثيوبيا في ملف مفاوضات سد النهضة الإثيوبي لبحث أثاره علي دولتي المصب مصر والسودان، والتي ينتظر أن تشهد المفاوضات إنطلاقة جديدة بإجتماع سداسي لوزارء الخارجية والري للدول الثلاثة في الخرطوم 6 إبريل المقبل.
ملفات اقتصادية
وبطبيعة الحال تربط كلا من مصر والسودان علاقات اقتصادية تجارية في ضوء الموانئ البرية المشتركة بين البلدين في الجنوب فضلا عن حجم الاستثمارات المصرية في السودان إلى نحو 2.3 مليار دولار، بعدد مشروعات يصل إلى 273 مشروعا، كما تحتل السودان المرتبة الأولى للصادرات المصرية إلى دول حوض النيل خلال عام 2016 بقيمة 5.6 مليار جنيه مقابل 4.2 مليار جنيه عام 2015 بزيادة قدرها 33.9٪، بحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء.