حضر رئيس جمهورية السودان، عمر البشير لإجراء زيارة رسمية إلى بلده الأخر مصر، وأجرى لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تناول كل منهما العديد من الملفات والقضايا المشتركة بين البلدين، ولعل من أهمها المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفاً واحداً ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات دولنا وتحصينها من أي محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومي لدول وادي النيل كل لا يتجزأ، وقد اتفق الرئيسان في هذا الإطار على تعزيز العلاقات الأمنية من خلال اللجنة الأمنية التي تم تشكيلها بين البلدين.


نظرة مختلفة:
ربما يعرف الكثيرون أهم ما ورد، بين الطرفين وأهم القضايا التي تناولها كل منهما، لكن ما رأيك عزيزي القاريء أن نتناول الموضوع بنظرة مختلفة بعض الشيء، وتحديدا كيف تناولت الصحف العالمية على مستوى المنطقة، طبيعة اللقاء بين الطرفين، وتحديدا رؤيتهم حيال الحدث.


الشرق الأوسط
تناولت صحيفة الشرق الأوسط السعودية اللقاء بين الطرفين، وحرصت على إلقاء الضوء، لأهم القضايا والموضوعات التي تناولها كل منهما، والطريقة التي حلل بها كليهما هذه القضايا، لكن ما يهمنا هو نظرة الصحيفة ذات التوجه السعودي، حيث أن هذا اللقاء بمثابة خارطة طريق، تساعد على تعزيز الاستراتيجية العسكرية في المنطقة، مؤكدة أن التعاون بين كل من مصر والسودان في مجالي الملاحة والكهرباء، سيعود بالنفع على المنطقة ككل.

نظرة إماراتية
حللت صحيفة البيان الإماراتية، اللقاء الثنائي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والبشير، وبعد أن قدمت لمحة عامة عن أهم القضايا، والموضوعات التي تناولها كلا الطرفين، حيث أعتبرت الصحيفة أن هذا اللقاء وهذا التعاون سيعمل على تعزيز والترابط الأمني بين البلدين، وهو ما سيعود بالنفع على كافة الدول المجاورة لهما.


الصحافة السودانية
من الصعب أن لا ننتبه للصحافة السودانية، وكيف حلل إعلاميو البلاد، زيارة رئيسهم لمصر، حيث تصدت العناوين على مختلف الصحف السودانية، أن لقاء عمر البشير مع الرئيس السيسي، سيكون بداية لحل جذري لكافة المشكلات سواء بين البلدين، أو على مستوى المنطقة.

تحليل الصحافة التركية
من جانبها كان للصحافة التركية، موقفا ولكي نكون أكثر تحديدا فإنها الصحافة التركية المعارضة، وتمثلت في صحيفة "زمان التركية"، التي أشادت بهذه الزيارة، وأعتبرت أنها ذات فوائد ستعود على المنطقة ككل، والشيء بالشيء يذكر، فقد قدمت "زمان التركية" المعارضة، كلمة شكر لمصر، كونها رفضت دخول القوات التركية لمنطقة عفرين في سوريا، وأعتبرته إحتلال، ولأنها قررت الوقوف بجانب الأكراد هناك، مما يدل على أن المعارضة التركية، تنظر لممثلي السلطة التركية كونهم "مجرمون"، يتعمدون إرتكاب المجازر ضد الأبرياء، وفي نفس الوقت يقدرون موقف مصر وقيمتها في المنطقة.

نقطة نظام
طبيعي أن يقول الكثيرون أن، اللقاء الثنائي بين الرئيس السيسي، والبشير أمر عادي، فكلاهما زعيمان وسيحاولان مناقشة الكثير من الأمور، لكن لابد من الانتباه، أن مصر الآن تمر بمنعطف محوري، وتمكنت من استعادة مكانتها في المنطقة، وعرف الكثيرون مدى أهميتها، وأن تدخلها أمر أساسي، لحل المشكلات، وربما يكون لقاء الرئيس السيسي، بالبشير بداية لفجر جديد أكثر إشراقا.