عفريت الترام.. صناعة مصري أم الأجنبي
السبت 24/مارس/2018 - 12:26 ص
محمد عماد الدين
طباعة
في عصر كان ينتشر فيه "الحناطير" كوسيلة مواصلات تنقل المواطنين من أماكنهم إلى وجهتهم في القاهرة و المدن الكبرى. و"عربات الكارو" في الأقاليم والنجوع البعيدة.
ظهر الترام كأول وسيلة نقل تعمل بالطاقة بعد ظهور السيارات في المواكب والاحتفالات الكبرى.. لم يكن هذا أمرا يستوعبه المصريين بباسطة فهم لم يروا أبدا مثل هذا الاختراع من قبل.. فكان هذا الترام بالنسبة لهم مثله مثل "المركبة الفضائية" لدينا.. مما تسبب في حدوث صدمة حضارية لديهم فأطلقوا عليه "عفريت الترام".
إنشائه:
كانت البداية عندما عاد الخديوي عباس حلمي من إحدى زيارته إلى أوروبا حاملا معه فكرة إنشاء خطوط ترام في مصر بعد أن شاهدها هناك وأعجب بها.. وذلك لتسهيل حركة المواصلات على المواطنين اعتقادا منه أن مثل هذه الوسيلة السريعة ستتسبب في إنعاش مستوى الإنتاج لدى المواطنين حيث أنها ستمكنهم من الوصول إلى محل عملهم بسرعة ودون عناء كبير، مما يفسح لهم الطريق كي يسخروا كل مجهوداتهم أو جزء كبير في العمل مما سيؤدي إلى انتعاش حركة العمل ومن ثم الاقتصاد والتجارة .
الاستعانة بالخارج لعمل شبكة ترام:
وبالفعل في عام 1894 اتجه الخديوي عباس حلمي إلى إحدى الشركات البلجيكية مستعينا بها لتصميم عربات الترام وخطوط السير الخاصة بها.
وكلف الخديوي عباس حلمي وزير الأشغال العامة حسين فخري باشا بالأشراف على أعمال الإنشاء، وبالفعل وفي عام 1898 وبعد أربع سنوات من ظهور الفكرة تم الإنتهاء منه، مما توجب عمل احتفال كبير في شوارع مصر فرحا بهذا الإنجاز الذي سيمكن الناس من الانتقال بين أحياء القاهرة، وأول رحلة له كانت عبارة عن تجربة له قام بها وزير الأشغال العامة ومجموعة من الصحفيين ومهندسين الشركة البلجيكية، مما أثار الذهول على وجوه المصريين الذي شاهدوه وقالوا عليه "عفريت الترام".