"لقد فات الآوان"، الجملة التي نرددها عندما تغلق جميع الأبواب، ونستنفذ من حياتنا كل الطرق الممكنة، وقد يكون لهذه الجملة ضحايا كثر لا ذنب لهم سوي كونهم أطراف في قضية صاحبها القدر، والكثير مننا لا يري أمل محسوم بعد احساسه بفوات الآوان، ونتساءل هل يمكن أن نعطي فرصة أخري للآوان من أجل انقاذ ضحاياه؟ ام اننا سندفع ضحايا الي تضحية أخري أكثر وجعا؟ وتتساءل أم لـ "بوابة المواطن" من أحق بدفع الثمن؟ وجاءت رسالتها:
" أنا أم لطفلين، الأول عنده ست سنوات، والتاني سنتين ونصف، كنت زوجة منذ سنة لرجل أحببته حقا، جوازنا كان تقليدا مش بعد قصة حب، كان في اول جوازنا شئ كويس بيعاملني كويس نوعا ما، كنت بحاول بشتي الطرق اتقرب ليه، وكنت حابة اني اعيش معاه قصة حب فعلا، لكن طول الوقت كان بعيد بين شغله اللي اغلبه ماعرفش عنه حاجة، وبين اهله اللي دايما داخلين في تفاصيل كل حاجة، كان يوم عن يوم بيبعد زيادة، كل اللي يربطني بيه شوية ساعات بيقعدهم معايا وغالبا مش بيتكلم فيهم".
"مرت سنين كتير وانا متحملة فكرة سكوته وبعده، وكاني مش موجودة ولا ليه اي وجود، وزادت المشاكل بتدخل اهله بشكل كبير وخناقتهم المستمرة معايا، واللي هو ماكنش بيحاول يكون طرف فيها او يحلها، وبعد تفاصيل كتير جدا ضاقت بيه الحياة، خصوصا لما جه قالي انه نواي يتجوز تاني عليه".
"حسيت بمرور الوقت ان وجوده مش مهم، وطلبت الطلاق، كان حتي قاسي في رد فعله اللي ماحاولش يفكر او يسأل ليه، وكأنه كان منتظر اللحظة دي من زمان، وطلقني بأسرع مما كنت اتخيل، وعشت مع ولادي وكان بيصرف عليهم كويس جدا لكن ما حاولش يشوفهم او يطمن علي احوالهم".
وأضافت "خلال سنة طلاقي دي عرفت في شغلي راجل تاني راجل بكل ما تحمله الكلمة من معني، كان متزوج وانفصل عشان عقيم طبيا، بدأنا نتكلم في تفاصيل كتير بحكم شغلنا، كانت الفترة دي من اسعد فترات حياتي علي الاطلاق، اول مرة الاقي للدنيا طعم واحساس وامان، وعرض عليه الزواج وكنت اسعد واحدة بعد سنين عذاب".
"ومن اسبوعين بس ظهر ابو اولادي تاني، بشكل غير متوقع وكأني بشوف حد لأول مرة، ضاقت بيه الحياة في شغله وساب مراته، بعد ما شاف منها حاجات كتير وخلته يخسر فلوس كتير، رجعلي وهو نادم بشكل مش متوقع وبيعرض عليه الرجوع بكل شروطي اللي انا عيزاها اي كانت، عشان ولادنا وعشان نبتدي صح، انا في حيرة حقيقي الموقف ده مين اللي مفروض يدفع تمنه، هو اللي سابني عادي ومشي وساب ولاده؟ ولا الشخص اللي خلاني متزنة عقليا ونفسيا وشفت بوجوده الدنيا؟ ولا ولادي اللي ملهمش اي ذنب غير انهم طرف في علاقة سببها القدر؟ ولا أنا؟ من أحق بدفع الثمن؟
محررة الصفحة:
عزيزتي القارئة: لا أحد في العالم بأكمله أحق بدفع الثمن من الذي تسبب في الأذي، نعم يا سيدتي هذا هو حق القدر، وهذه هي كفة ميزان الحياة، دعيني أفكر معكِ بصوت المنطق، ما تحتاجينه أنتِ او أي امرأة في حياتها هو أن تنعم بالأمان والأستقرار والحب، وأن يكون أطفالها في مثل هذه البيئة من التفاهم والحب والأحترام.

زوجك السابق لم يكن علي أي قدر من هذه الأشياء، بل كان قاسيا نوعا ما كما ذكرتي، وترككِ بسهولة دون حتي أن يفكر كيف يمكن أن يتمسك بكِ، وتزوج أخري، ربما بالفعل هو الآن نادما علي ما حدث خاصة عندما عرف الفرق بينكِ وبين امرأة أخري، ولكن هذا ليس مربط الفرس.

الأهم هو الحب الذي لم يزرع في قلب زوجك السابق مطلقا نحوكِ، هو في حالة يأس وتشتت وفقدان اتزان، ولكن حينما يعاود له الأتزان سيري الأشياء مرة أخري مثلما كانت سابقا، انا لا ادعوكِ الي اختيار احد بعينه ولكني احاول ان تعرفي تفاصيل الحكاية جيدا قبل اي اختيار، الحب الذي آتاك عوضا هو اختيار القدر لما مر بكِ وما تحملتيه من أعباء، ليس هو من يستحق دفع الثمن، واولادكِ اعلم جيدا ان بيئة صالحة لهما افضل كثيرا من وجودهم بي اب وام لا يشتركون في شئ، ولا اراهم سيدفعون ثمن شئ.

اما انتِ دفعتي الثمن بالفعل سابقا، والآن هو يرده خير لك، لا احد يا سيدتي سوف يدفع الثمن في حكايتكِ فزوجك السابق ايضا سوف يعيش وسوف يعرف كيف يمر بتلك المرحلة، كل ما عليكِ ان تفكري جيدا واختاري فلا تدفعي انتِ الثمن مرتين.