"العندليب وسانت تريزا".. قصة لا يعرفها الكثيرون
الجمعة 30/مارس/2018 - 08:16 م
زهرة حسين
طباعة
تمر الأيام والسنوات حتى تصادف ذكرى رحيل الأسمر عبد الحليم حافظ، "العندليب"، الذي أسعد الملايين بصوته العذب وفنه الراقي الذي صادف وقدمه فى حقبة زمنية جديدة فى تاريخ مصر، الأمر الذي ساعدها على الإنتشار ورغبه الجمهور فى سماع هذا اللون الجديد من الموسيقى والأغانى والذي ذاع صيته فى العالم العربى وليس فى مصر فقط.
ومن هنا نفتح من خلال السطور القليلة القادمة إحدى خزائن الأسرار التي خفت عن الكثير من الجمهور المتابع من عشاق العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ومن أكثرها جدلا وهي علاقته الوطيدة وتردده على كنيسة "سانت تريزا" والكائن مقرها بحي شبرا مصر.
يرجع تاريخ كنيسة "سانت تريزا"، لعام 1930 كما تم بناؤها على "الطراز البازيليكي"، وهو نظام معماري مأخوذ عن المعابد والكنائس الرومانية فى آنذلك الوقت، وتعتبر الكنيسة تابعة لطائفة الأقباط الكاثوليك، كما شيدها الآباء الكرمليين الذين جاءوا إلى مصر خوفا من الحرب وترهبنوا فىها.
تحمل الكنيسة اسم القديسة تريزا.. أو كما عرفتها بعض الكتب الدينية باسم "ماري فرانسوا"، وهي راهبة بدير "الكرمل" بالعاصمة الفرنسية باريس وعشت بداخله مايقرب من الـ 9 سنوات، حتى توفت متأثرة بمرض ما فى الرئة ولم تتردد الراهبة إلا مرة واحدة فقط على مصر وبالرغم من ذلك يقدسها المصريين كثيرا وقاموا بتسمية تلك الكنيسة تخليدا لذكراها العطر، كما وصفها الكثير من الناس ببعض المواصفات ومنها أنها ذات الوجه الملائكى، وفتاة فى العشرين من عمرها وأنها تحمل دائما باقة من الزهور لأنها كانت عاشقة ومحبة كثيرا للزهور.
كما تسرد بعض الروايات الأخرى أن هناك صورة أخذت لها حين وفاتها وهى تحتضن بعض الزهور على صدرها، ومن باب الصدفة الطريفة أن الأرض التى شيدت عليها الكنيسة كانت في الأصل حديقة للزهور.
كما عرفت كنيسة "سانت تريزا"، انها قبلة المسلمين والمسيحيين لنيل البركة والشفاعة، ويوميا يقصدها الآلاف من المسيحيين والمسلمين أيضا للتشفع ببركتها.
والذي يثير الدهشة للكثير من المتوافدين على تلك الكنيسة أنها تحمل بين طيات جدرانها بعض لوحات من القرآن الكريم حيث يوجد فى وسط الكنيسة الآية القرآنية الكريمة "هذا من فضل ربي"، كما تتضمن أيضا الكثير من لوحات الشكر والشفاعة من كبار المشاهير سواء من المسيحين أو المسلمين، ومن بين هؤلاء لوحة الراحلة كوكب الشرق "أم كلثوم"، حيث كتبت "أتبارك بك دائما أيتها الأم الطاهرة.. أم كلثوم.. أغسطس 1960"، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والذي قال في تدوينته "شكرا للأم الطاهرة.. محمد عبد الوهاب..1958"، والفنان فريد الأطرش الذى كتب لها: "نتبارك دائما بروحك الطاهرة يا أمنا الحنون"، وكذلك شقيقته الفنانة أسمهان والتى دونت لها على إحدى اللوحات قائله: "شكرا على مساعدتى أيتها القديسة الحبيبة"، كما كانت تتردد الشحرورة صباح، والفنانة نجاة الصغيرة، لزيارتها من وقت لآخر.
وعن لوحات العندليب عبد الحليم حافظ، بداخل كنيسة القديسة "سانت تريزا"، وتضمنت ثلاثة لوحات في أوقات زمنية مختلفة فالأولى "شكرا لأمنا الحبيبة تريزا"، والثانية بعد أن اتخذ المرض معه مراحل متأخرة فذهب لها ودون لوحته الثانية قائلا: "باركينى أيتها الأم الطاهرة"، والثالثة كانت بعد أن اشتد المرض عليه المرض ووصل لآخر مرحله قبل أن يغادر البلاد ويتوجه لآخر محطاته فى رحلة العلاج الأليمة فى لندن، حيث دون رجاءا لها قائلا فيه" "كونى بجوارى أيتها القديسة الطاهرة.. عبد الحليم حافظ.. سبتمبر 1976".
كما حدثنا الأب بطرس، القائم بأعمالها أن كنيسة "سانت تريزا" تضم صرح كبير من لوحات لكبار النجوم والفنانين وكذلك الشخصيات العادية والعابرة من مسيحيين ومسلمين أيضا، يأتون لها طالبين قصد الشفاعة ونيل البركة منها للكثير من أمور حياتهم.
وفى هذا الشأن حدثنا ابن شقيق العندليب عبد الحليم حافظ، وهو الأستاذ محمد شبانه، قائلا" "أن العندليب كان يتألم كثيرا فى مرضه الذى كان وقتها من أصعب الأمراض وخاصة بعد أن تم اكتشافه للمرض فى مراحل متأخرة منه.
وتابع فى تصريحاته أنه يذكر حديث العندليب، عن ذهابه للكنيسة أكثر من مرة وأكد انه فى كل مرة كان يذهب فيها للكنيسة كان يعود وهو يشعر بالراحة الجسدية والسكينة الروحية وكان يستغرق قسطا كبيرا بعدها فى النوم دليلا على الراحة التى شعر بها.