حكاية الموسيقى عبر التاريخ.. ربطها الإنسان بخرافات الطبيعة وصولا إلى النوتة الموسيقية
الأحد 08/أبريل/2018 - 12:13 ص
سارة منصور
طباعة
"وأنين الناي يبقى.. بعد أن يفنى الوجود".. عندما غنتها فيروز بشجن مست أوتار القلب.. فالطبيعة نفسها تبعث بأنغام موسيقية.. يشعر بها مترفي الحس وحدهم ويتغنى بها كل عاشق للموسيقى.
وبالسؤال عن بداية ترجمة الإنسان لأنغام الطبيعة في نوتات موسيقية نجد الإجابة ترجع إلى إنسان ما قبل التاريخ أو الإنسان البدائي.. فكانت آلاته الموسيقية تتكون من العظام وقطع الخشب، فتمكن من لفت نظر إخوته الذين لم يعرفوا الكلام وقتها.
بل إنه تمادى في اعتقاده إلي إن الطبيعة كانت غاضبة عليه فبدأ يعزف لها على قطعة البدائية، كان عند بعض الشعوب القديمة آلات تصنع من عظام الإنسان ويعتقد هؤلاء بأنها تقي من الأمراض ومن بطش الأرواح الشريرة.
البداية
تعددت مراحل الآلات الموسيقية في البداية، فكانت أول الأمر عبارة عن العظام وقطع الخشب كما ذكرنا، وبعد ذلك اتجه الإنسان إلى الاستماع إلى الأصوات الصادرة تلك عن طريق التصفيق باليد وركل الأرض بالقدم تزامنًا مع استخدام العظام والقواقع المائية كآلة نفخ والدق على الخشب كآلة إيقاعية، كل مكونات ليتطور الأمر سريعًا إلى صنع الطبول والدفوف والمزامير بأنواعها المختلفة.
القصبة
وقد أشارت كثير من الدراسات إلي إن بداية الموسيقي، كانت عند الإنسان القديم الذي بدأ بالتعرف إلى السلم الموسيقي عن طريق القصبة "الشبَّابة"، وهي أول آلة موسيقية أوجدها الإنسان وكان اكتشافها بالصدفة ولم يكتمل سلمه الموسيقي إلا بعد أن ثقب القصبة سبعة ثقوب في مواضعها الصحيحة وظل يطور فيها حتى وصل بها إلى ما وصلت عليه اليوم.
كما أنه يشار إلي إن الآلة الأولى المصنعة من عظم الإنسان فتنسب لسكان نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية وكان لأهل التبت آلات مصنوعة من عظام الموتى من الكهنة الذين امتاز وا بالعلم والسحر، بل إن أقدم آلة هندية عثر عليها التاريخ آلة تشبه الرباب ذات وترين من شعر الماعز أو ذيل الحصان ومن أمعاء الغزلان أو الفرس.
تطور الآلات
وظل الإنسان يطور آلاته التي وجدها.. حتى كان آخر آلاته هي الآلات الوترية هي حيث آخر اهتدى له، فكان يصنعها أولا من نزع غلاف غصن قابل للالتواء مع تثبيته من الجانبين، ومن ثم وضع ذلك الغصن فوق صندوق مجوف، ليشهد الإنسان صناعة الآلات الوترية بشكلها الحالي مثل العود والجيتار.
لحن كامل
ولعل الإنسان استطاع أن يتوصل إلى لحن كامل قديما قبل اختراع العديد من الآلات.. فكانت النوتة الموسيقية المكتوبة على إحدى اللوحات المسمارية يعود تاريخها إلى نحو 5417 سنة ميلادية تحديدًا عام 3400 قبل الميلاد، وعُرفت وقتها بأنها لحن مرافق لزوجة إله القمر التي تُدعى "نيكال".. ولكن اختفى الولع بالموسيقى وقتها وعاد مرة أخرى مع اكتشاف المزيد من آلات التي وصلت إلي ما نعاصره الآن في آلات الاوركسترا الكاملة بالحفلات والتنظيمات الموسيقية.