تحريف المعنى بما يتوافق مع سوء الغرض

وصارت كلمة الجهاد في عصرنا هذا من الكلمات أو المصطلحات المخيفة، بسبب استخدام الإرهاب وقوى الشر لهذه الكلمة دائما وأبدا لتبرير شين فعلهم من قتل وتشريد وخراب وتفجير وكل الأفعال التي لا تدل على السلام أو الأمن وكل ما يخالف شرع الله ورسالته في أرضه.

فتحريف المصلحات بشكل خاطئ وتغيير معانيها هو بمثابة خطر كبير يداهم البشرية، فاستخدمت قوى الشر مصطلح كالجهاد وغيره للتأثير على العقول والنفوس الضعيفة لجذبها إلى ما يخالف الله عز وجل ولا يتماشى مع قوانينه في أرضه، وهو الأمر الذي يعتبر ظلما وافتراءا على الإسلام والأمة الإسلامية والعربية.

الاستخدام الخاطئ للمصطلحات 

قام الإرهابيون وقوى الشر بالانسياق وراء كلمات حرفوا دلالاتها وحملوها ما لا تحتمل من معاني وأفكار، واستخدموها دون تدبر أو فهم، فقد صار مفهوم كلمة الجهاد في أذهان البعض سواء مسلمين أو غير مسلمين مرادفا للقتل والأسر والتخريب والتشريد والدمار، واستباحة دم المخالفين في الدين ولو كانوا على سلم. ومن هذا صار تردد كلمة جهاد بمثابة رعب يجتاح النفوس، وهو الأمر الذي جعل العديد من المسلمين يتحاشوا ذكر مثل هذه الكلمة. 

لو لم تدنس هذه الكلمة بهذه الأفكار التي ربطها بها الإرهاب وقوى الشر لباتت صفحتها ناصعة واقتربت مرادفاتها من مترادفات التسامح. وأحبها الناس وحاولوا إثباتها كمسلمين.

علاقة مصطلح كالجهاد بمصطلح "الإسلاموا فوبيا "

الإسلام فوبيا هو مصطلح ظهر قديما في دول أوروبا وأمريكا حيث نشأ وترعرع في فرنسا وانتشر من خلالها إلى باقي الدول الأوروبية. والإسلام فوبيا هو الخوف الغير مبرر من الإسلام والمسلمين. حيث ارتبط المصطلح بمفاهيم ومظاهر معينة مثل جلباب الرجال القصير والبنطال الذي يظهر من أسفل الجلباب واللحى الطويلة، أما عن المرأة المنتقبة، فنقابها الأسود يدل عليها وعلى ما يحمله عقلها من أفكار، كان غريبا على أهالي أوروبا أن يروا مثل تلك المظاهر في دولهم التي تعيش في تحرر وانفتاح كبير، حيث عشش في عقولهم أن المسلمين الذين يرتدون هذه الملابس هم مجاهدين وهم أساس الإرهاب والتفجيرات وهو ما ظلم بقية المسالمين من أهل الإسلام.

 كل هذه الأفكار باتت نقطة سوداء راسخة في عقول الأجانب. بالرغم من أنهم لو راجعوا تاريخهم قليلا لوجدوا أنهم هم أصل الإرهاب في العالم فالحروب العالمية قضت على ملايين من البشر وقادة ألمانيا وفرنسا وايطاليا وروسيا مثل هتلر وموسيليني وتالين وستالين كانوا سببا كبيرا في الخراب والدمار وتشريد الأسر والأطفال في هذا الوقت الذي تزامن مع ظهور مصطلح " كالإسلام فوبيا ".

بالرغم من كل هذا الخراب التي عاشته أوروبا قديما إلا أن العمليات الإرهابية التي قام بها بعض المتطرفين المسلمين التي لا تمت للإسلام بصلة جعلت البيئة خصبة أمام الدول الأوروبية وأمريكا أن تعتبر الإسلام دين إرهاب. 

وهو الأمر الذي يثير الغضب لدى المسلمين الذين يسيروا على تعليمات الله ورسوله ويأخذون من القران منهجا وطريقا لهم فعلا وقولا، بدافع الغيرة على إسلامهم الذي لا يدعي إلا إلى الخير والسلام والأمان كصفات ومعاني ربانية، علمها لنا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وفي أحاديثه وسيرته الطيبة العطرة، فجميع مواقفه وأفعاله مع غير المسلمين تثبت هذا.