لا شك أن كافة المجتمعات حول العالم تحظي بمجموعة من العادات والتقاليد التي صنعها اجدادها وآبائها بمرو الوقت، والكثير من تلك المجتمعات اتخذت من بعضها ثوابت بمرور الوقت دون أن تلاحظ ذلك، والحقيقة ان هذا الأمر في مختلف المجتمعات بأشكالها يعد بمثابة "ديناً جديداً" من صنع البشر، صنعت اجزاءه من مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف، وسلو العائلة، والمفروض، وكلام الناس.
كل ذلك صنع بمرور الوقت نجده يصنع مجتمعا مشوشاً ذهنيا يؤمن ظاهرياً بدين سماوي، ويطبق واقعيا عقيدة إنسانية، واعجب ما في الأمر حين تنفي تلك العقيدة ما أقره الدين السماوي، بل وتصبح أيضا من الثوابت.
ففي مصر مثلا، يطبق العديد من العادات والتقاليد التي تأثر أهلها بوجودها دون تفكير، واصبحت تتنقل من جيل الي اخر، ونجد منها الكثير الذي لا حصر له منها العادات التي فرقت في مفهوم التربية بين الأولاد والبنات، فالبنت يوضع لها الف شرط وقاعدة، والولد يفعل ما يحلو له، والمفترض أن لا يفرق بينهما قط في مفهوم التربية.
العادات التي فرضت علي العديد من المطلقات والأرامل ان تربي أولادها ولا تتزوج، رغم أن زواجها آمنا وسترا.
العادات التي ألغت من العديد من دول الصعيد ميرات المرأة، والدين الذي أقره لها في سورة قرآن كاملة.
العادات التي لخصت شروط الزواج فقط في قشور من فارق عمر وحالة إجتماعية، ووضع مادي، ومركز عائلة، ونجد ان الدين أقره في "المودة والرحمة"، وجعل الحب رزق لرسول كانت زوجته الأولي ضعف عمره، مع اختلاف ايضا الحالة الاجتماعية والمادية وقتها.
العادات التي اولت للمرأة مؤخرا المسئولية الكاملة لإدارة بيتها من كافة الاتجاهات، والدين الذي منح حق القوامة واكتمال العقل والدين للرجل.
نعم إنها العادات، التي خالطت بمرور الوقت المفاهيم، فجعلت الزواج من نظر الشباب مشروع فاشل، وبررت لبعضهم أن للخيانة أسبابها، وخالطت الادوار والمسئوليات بين الرجل والمرأة، وجعلت العقول هواء خاوية الا من مظاهر الدنيا وقشورها، فلا تتسائلوا عن أسباب فشلنا ونحن مجتمع لا يؤمن حقا بما يدعي انه يؤمن، فالعبادة أصبحت حاليا عادة، نصوم عادة، نصلي عادة، نقرأ القران عادة، أصبحنا شبه مجتمع يتأرجح بين دين سماوي وعقيدة إنسانية.