جمال عبدالناصر لـ "سعيد فريحة وسليم اللوزي": نشنتوا يا فالحين
الثلاثاء 24/أبريل/2018 - 07:17 م
وسيم عفيفي
طباعة
ربما لم يكن يتوقع إحسان عبدالقدوس أن يحقق العدد 1459 من روز اليوسف، مبيعات تفوق كل الصحف القومية المدعومة من جمال عبدالناصر في ذلك الوقت.
لم يتميز عدد روز اليوسف في 28 مايو سنة 1956 م، بأي محتوى خبري مقارنةً ببقية الجرائد، فالكل يمجد في جمال عبدالناصر وجهوده في محاولات الحصول على تمويل للسد العالي، وربما محمد حسنين هيكل في عاموده بالأهرام يتنبأ بأن الغرب لن يسمح بالتمويل وعلى عبدالناصر أن يتخذ قرارًا لتنفيذ المشروع.
قصة واحدة في روز اليوسف هي التي لاقت الأصداء وتسببت في كثرة المبيعات، وهي حكاية إبراهيم عزت مراسل مجلة روز اليوسف والذي تمكن من خداع إسرائيل، حيث دخل إلى أراضيها بجواز سفر برازيلي، ونجح في التعرف على المجتمع الإسرائيلي عسكريًا وسياسيًا.
الصحيح في هذا الخبر هو أن فعلًا إبراهيم عزت سافر لإسرائيل، والغير صحيح هو ما حكاه إحسان عبدالقدوس، لكن الأخير لم يكن يجرؤ أن يقول شيئًا غير هذا، لأن الحقيقة لو قالها سيسبب لنفسه أزمة أشد مما تعرض لها سنة 1948 م حين كشف الأسلحة الفاسدة.
لم يتميز عدد روز اليوسف في 28 مايو سنة 1956 م، بأي محتوى خبري مقارنةً ببقية الجرائد، فالكل يمجد في جمال عبدالناصر وجهوده في محاولات الحصول على تمويل للسد العالي، وربما محمد حسنين هيكل في عاموده بالأهرام يتنبأ بأن الغرب لن يسمح بالتمويل وعلى عبدالناصر أن يتخذ قرارًا لتنفيذ المشروع.
قصة واحدة في روز اليوسف هي التي لاقت الأصداء وتسببت في كثرة المبيعات، وهي حكاية إبراهيم عزت مراسل مجلة روز اليوسف والذي تمكن من خداع إسرائيل، حيث دخل إلى أراضيها بجواز سفر برازيلي، ونجح في التعرف على المجتمع الإسرائيلي عسكريًا وسياسيًا.
الصحيح في هذا الخبر هو أن فعلًا إبراهيم عزت سافر لإسرائيل، والغير صحيح هو ما حكاه إحسان عبدالقدوس، لكن الأخير لم يكن يجرؤ أن يقول شيئًا غير هذا، لأن الحقيقة لو قالها سيسبب لنفسه أزمة أشد مما تعرض لها سنة 1948 م حين كشف الأسلحة الفاسدة.
إحسان عبدالقدوس
وكانت الحقيقة، أن صحفي روز اليوسف، سافر إلى إسرائيل بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر لمعرفة ما يدور في إسرائيل من خلال رؤية مصرية لا أجنبية، وربما كانت هناك أهداف قومية كان يريدها عبدالناصر من خلال هذه الزيارة.
صلة إبراهيم عزت بإسرائيل لم تكن وثيقة بنفس المقدار الذي تتسم به علاقته مع المخابرات المصرية، لكنه كان في لندن والتقى بالصحفي كينيث ليف، مراسل النيويورك تايمز والذي بدوره عرفه على دبلوماسيين إسرائيليين هناك.
عرض الدبلوماسيين الإسرائيليين على إبراهيم عزت، السفر إلى إسرائيل والالتقاء بقادتها الذين كانوا يريدون إيجاد حلقة اتصال مع جمال عبدالناصر بعد سقوط شبكة التجسس الإسرائيلية في مصر والمعروفة تاريخيًا باسم "فضيحة لافون".
صلة إبراهيم عزت بإسرائيل لم تكن وثيقة بنفس المقدار الذي تتسم به علاقته مع المخابرات المصرية، لكنه كان في لندن والتقى بالصحفي كينيث ليف، مراسل النيويورك تايمز والذي بدوره عرفه على دبلوماسيين إسرائيليين هناك.
عرض الدبلوماسيين الإسرائيليين على إبراهيم عزت، السفر إلى إسرائيل والالتقاء بقادتها الذين كانوا يريدون إيجاد حلقة اتصال مع جمال عبدالناصر بعد سقوط شبكة التجسس الإسرائيلية في مصر والمعروفة تاريخيًا باسم "فضيحة لافون".
المتورطين في فضيحة لافون
أجرى إبراهيم عزت اتصالاته بالقاهرة، عن طريق ثروت عكاشة الملحق العسكري المصري في باريس، وكشف له عن المقابلة، وبدوره نقل ثروت عكاشة ما دار بين إبراهيم عزت والقائم بأعمال السفير الإسرائيلي بلندن إلى جمال عبدالناصر.
ووافق جمال عبدالناصر على سفر إبراهيم عزت إلى إسرائيل، لكن بجواز سفر غير مصري، وتم ذلك، وحاز على جواز سفر برازيلي باسم "جورج إبراهيم حبيب"، وسافر إلى إسرائيل من مطار باريس ونزلت طائرته في مطار اللد ـ بن جوريون حاليًا، والتقى عددًا من المسئولين الإسرائيليين هناك والذين بدورهم رتبوا له لقاءً مع بن جوريون نفسه.
ووافق جمال عبدالناصر على سفر إبراهيم عزت إلى إسرائيل، لكن بجواز سفر غير مصري، وتم ذلك، وحاز على جواز سفر برازيلي باسم "جورج إبراهيم حبيب"، وسافر إلى إسرائيل من مطار باريس ونزلت طائرته في مطار اللد ـ بن جوريون حاليًا، والتقى عددًا من المسئولين الإسرائيليين هناك والذين بدورهم رتبوا له لقاءً مع بن جوريون نفسه.
دافيد بن جوريون
ي لقاء إبراهيم عزت بـ "دافيد بن جوريون" رئيس وزراء إسرائيل، اتسمت الجلسة بالاريحية، وقال بن جوريون "أنا مستعد للتفاهم من عبدالناصر إن طلب ذلك، ومستعد أن أقابله في الزمان والمكان الذي يحدده هو، ولن أقدم شروطًا مسبقة، ولن يتم إذاعة أي شيء عن كلامي معه، أنا مستعد للتفاهم وعقد الحل معه كما يحدد هو".
الصحفي سعيد فريحة
انتهت الجلسة بين دافيد بن جوريون وإبراهيم عزت، ولم تكد طائرة الأخير تنزل القاهرة حتى نشر الصحفي اللبناني الكبير سعيد فريحة وصديقه سليم اللوزي خبر زيارة إبراهيم عزت إلى إسرائيل بتكليف من جمال عبدالناصر.
اضطر إحسان عبدالقدوس إلى تأليف هذه القصة في روز اليوسف، بينما لم يشير إبراهيم عزت في مقاله الذي كتبه سنة 1983م، في مجلة المجلة اللندنية عن كيفية تسريب خبر سفره إلى إسرائيل للصحفيين اللبنانيين، لكنه أكد أن صحفيًا كبيرًا ومقربًا من جمال عبدالناصر هو الذي سرب الخبر، ولم يذكر اسمه.
اضطر إحسان عبدالقدوس إلى تأليف هذه القصة في روز اليوسف، بينما لم يشير إبراهيم عزت في مقاله الذي كتبه سنة 1983م، في مجلة المجلة اللندنية عن كيفية تسريب خبر سفره إلى إسرائيل للصحفيين اللبنانيين، لكنه أكد أن صحفيًا كبيرًا ومقربًا من جمال عبدالناصر هو الذي سرب الخبر، ولم يذكر اسمه.
الصحفي سليم اللوزي
تخيل شكل عبدالناصر بعد تلك الضجة ربما سهلًا، حيث كان غاضبًا وربما كان لسان حاله يقول لسعيد فريحة "نشنت يا فالح"، لكن انتهى مشروع الاتصال مع إسرائيل طيلة أسابيع، حتى التقى عبدالناصر بسعيد فريحة في منزله وعرض عليه السفر مجددًا لإسرائيل من أجل جس نبضهم تجاه مشروع جمال عبدالناصر في الشرق الأوسط.
ووافق إبراهيم عزت على السفر بعد انتهاء الضجة، وراح عبدالناصر يخطط للرد على دافيد بن جوريون، غير أن الأخير قتل أي فكرة اتصال مع جمال عبدالناصر، حيث فضل الركوب في مظلة العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر من العام 1956م.