111 سنة أهلي| تاريخ حافل من المواقف الوطنية.. تعرف على دور الأهلي في ثورة 19 وحرب أكتوبر
يحتفل النادي الأهلي
اليوم، الثلاثاء بمرور 111 سنة على انشائة، ويعتبر الدور الوطني أحد أبرز أسباب نشأة
النادي.
نلقي الضوء في السطور
التالية على أبرز المواقف الوطنية في 111 سنة أهلي.
النادي الأهلي وثورة
1919
حصد النادي الأهلي أول
ألقابه في كرة القدم عام 1923 بالفوز بكأس السلطان عقب تغلبه على دراجونز الإنجليزي
بنتيجة 2-1 لتنطلق الاحتفالات الجماهيرية التي تحولت إلى مظاهرة ضد الإنجليز ومسيرة
تجوب شوارع القاهرة وتعمد المرور أمام معسكرات قصر النيل لإغاظة الإنجليز، وهو ما يعد
إيمانا من الجماهير بالدور الوطني الذي لعبه النادي الأهلي منذ اليوم الأول لتأسيسه.
كما كانت ثورة 1919
شاهدة على دور نادي الوطنية عندما كانت تنعقد الاجتماعات السياسية بمقر النادي الأهلي
في الجزيرة؛ للترتيب لفعاليات الثورة الشعبية التي قادها الزعيم سعد زغلول أول رئيس
جمعية عمومية للنادي الأهلي، وكان شباب النادي الأهلي من طلبة المدارس العليا في مقدمة
الصفوف لإشعال حماس، فلحن وغنى لهم سيد درويش:
يا عم حمزة.. إحنا
التلامذة
مايهمناش في السجن
نبات.. واللا المحافظة
واخدين ع العيش الحاف..
والنوم من غير لحاف.. والضرب ع الاكتاف
مستبيعين.. ناس وطنيين..
إحنا التلامذة..
أيضاً الكاتب الكبير
فكري أباظة أحد رجال الأهلي البارزين، والذي كان عضوا بالنادي الأهلي ثم عضوا بمجلس
إدارة النادي عدة دورات ثم وكيلا للنادي، قام بدور كبير في ثورة 1919بكتاباته الصحفية
التي ألهبت حماس شباب الثورة، فأصدرت سلطات الاحتلال حكما ضده بالإعدام قبل أن يتمكن
من الهرب، وبعد ذلك تم إسقاط الحكم قضائيا، فكري أباظة هو مؤلف نشيد الأهلي “قوم يا
أهلي”.
فلسطين والدور الوطني
للنادي الأهلي
فلسطين وقضيتها كانت
حاضرة في وجدان أعضاء وجماهير النادي الأهلي، وهو ما رصدته كتب التاريخ عن قيام النادي
الأهلي بعقد ندوات للأشقاء الفلسطينيين في النادي لشرح أبعاد الجرائم الصهيونية ومخططاتهم
الاستعمارية في الأراضي الفلسطينية وأبعاد القضية من البداية.
عام 1943 تلقى النادي
الأهلي دعوة للسفر إلى فلسطين للعب عدة مباريات مع أنديتها، في ذلك الوقت، علم رجال
المقاومة الفلسطينية بالدعوة ودارت بينهم نقاشات طويلة وفكر بعضهم في إرسال مندوب للنادي
الأهلي من أجل رفض الدعوة، لكن استقر الأمر في النهاية على ضرورة سفر الأهلي لفلسطين؛
ليلعب هناك على أن تحضر الجماهير الفلسطينية المباريات وتحويلها لمظاهرات وطنية ضد
الصهيونية.
رفض اتحاد الكرة برئاسة
محمد حيدر باشا وزير الحربية ورئيس نادي فاروق «الزمالك» في نفس الوقت ، سفر فريق النادي
الأهلي لفلسطين بإيعاز من سلطات الاحتلال البريطاني، لكن فؤاد سراج الدين باشا وزير
الداخلية ووكيل النادي الأهلي قرر سفر الفريق باسم «نجوم القاهرة»، وضموا معهم بعض
من نجوم فاروق «الزمالك» واستخرج سراج الدين للفريق تصاريح سفر مؤقتة بموافقة رئيس
الوزراء مصطفى النحاس باشا.
سافر الفريق لفلسطين،
وخاض خمس مباريات من أنديتها اليهودية والعربية، حقق الفوز في كافة المباريات، والتي
تحولت مظاهرات حاشدة ضد المخططات الصهيونية، الأمر الذي أدى لغضب الصهاينة وحلفائهم
الإنجليز، وهو ما دفع حيدر باشا لاتخاذ قرارا بشطب الذين سافروا من اتحاد الكرة.
الإيقاف كان سبب في
توقف النشاط الرياضي للنادي الأهلي لفترة طويلة، حتى تدخل كبار المسئولين فخرج اقتراح
برفع الإيقاف بشرط أن يقوم كل من سافر إلى فلسطين بالتوجه لاتحاد الكرة لتقديم اعتذار
للاتحاد.
وبالفعل طلب أحمد حسنين
باشا رئيس النادي الأهلي وقتها من اللاعبين الاعتذار حفاظاً عليهم، وليعود النشاط في
النادي، لكن مختار التتش سكرتير الفريق «مدير الكرة» رفض وأرسل برقية لحيدر باشا كتب
فيها: «لقد ذهبنا إلى فلسطين في مهمة وطنية، وهو موقف من العار الاعتذار عنه، وبناء
عليه فإنه لا يشرفني الانتماء لاتحاد كرة يترأسه أمثالك»، فاستمر إيقافه.
الدور الوطني في حرب
1948
سنة 1948 تم إعلان دولة
الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، فقرر النادي فتح باب التطوع لشبابه للسفر كفدائيين
جنبا إلى جنب مع الجيوش العربية المقاتلة هناك، فسقط منهم قتلى وجرحى، فقرر مجلس الإدارة
عمل لوحة تذكارية للأعضاء الذين استشهدوا في الحرب، كما قررت الجمعية العمومية تكريم
أبطال معركة الفالوجا.
الدور الوطني للأهلي
في عدوان 1956
عندما قرر الزعيم جمال
عبد الناصر تأميم قناة السويس قررت انجلترا وفرنسا والكيان الصهيوني شن حرب على مصر،
فقرر مجلس الإدارة في اجتماع طارئ إيقاف النشاط الرياضي وفتح باب التطوع كفدائيين لشبابه،
وحول النادي ملاعبه إلى مراكز تدريب للمقاومة الشعبية، وأقيمت مباراة بين الأهلي والزمالك
تم تخصيص إيرادها لشهداء ومصابي العدوان الثلاثي على مصر.
الأهلي ونكسة يونيو
1967
عندما اجتاح الصهاينة
أرض سيناء في الخامس من يونيو 1967 قرر مجلس إدارة النادي الأهلي في 5 أغسطس 1967 تحويل
ملاعبه لمراكز تدريب عسكري، ثم قرر في 11 أكتوبر 1967:
ـ فرض التدريب العسكري
على جميع الأعضاء الرياضيين بالنادي وضرورة تطـوعهم في أعمال المقـاومة الشعبية التي
تتولاهـا الجـهات المسـئولة في البلاد، وإن كل عضـو رياضي يتخـلف عن هذا الواجـب الوطني
يشطب اسمـه من عضوية النادي.
ـ يجب على الآنسات التطوع
في أعمال التمريض وغيرها من الأعمال التي يمكن أن يقمن بها في هذه المناسبة الوطنية
وذلك بالنسبة للعضوات الرياضيات من سن 20 سنة إلى 40 سنة .
ـ جمع تبرعات باسم النادي
من أعضاء النادي وجمهور المشجعين لصالح المجهود الحربي، والاتصال بالجهات المسئولة
لتنظيم هذه العملية.
حرب أكتوبر المجيدة
وفي حرب أكتوبر المجيدة،
واصل النادي الأهلي دوره الوطني، فطلب من أعضاءه التبرع بالدم، فتقدم الآلاف من أعضاءه،
وفي 14 أكتوبر 1973 عقد مجلس إدارة النادي الأهلي اجتماعاً قرر فيه ما يلي:
ـ إرسال برقية تأييد
للرئيس محمد أنور السادات رئيس الجمهورية، وبرقية مماثلة لوزير الحربية .
ـ جمع التبرعات من أعضاء
النادي على اختلاف أنواعهم ومن المدربين والرياضيين والعمال والموظفين، وحدد المجلس
هذه التبرعات، فكانت جنيها من العضو العامل أو المنتسب الذي في حكمه، ومن العضو الجامعي
50 قرشًا، و 25 قرشًا من العضو الرياضي درجة أولى، وجنيها من المدرب.
ـ تشكيل لجنة للإشراف
على التطوع للدفاع المدني وعلى جميع مجالات المساهمة في الدفاع وكل ما يتعلق بالمعركة
.
الدور الوطني للنادي
الأهلي قدر لا مفر منه، ويمارسه النادي وكأنه تأسس من أجله، فهو النادي الذي أنشأه
الشعور الوطني وتم بناءه في عهد الاستعمار الإنجليزي للوطن، فكانت النشأة الوطنية هي
المتحكمة في قرارات مسئوليه وأعضائه وجماهيره.