حين ساهمت المطرية و عين شمس في صناعة تاريخ العالم
الخميس 03/مايو/2018 - 02:44 م
وسيم عفيفي
طباعة
جذور نهضة العالم بدأت من المطرية و عين شمس ، لا شيء غريباً في هذه الحقيقة، حيث أن أي حضارة في العالم حتى تتأسس يجب أن يكون العلم هو قاعدتها الرئيسية وقائدها أيضاً.
حتى الآن لا أحد يعرف الجذور التاريخية الأولى لمدينة "أون الفرعونية" والتي هي حالياً مدينتي المطرية وعين شمس، فمنذ آلاف السنين بدأت تأسيس مدينة أون الشمالية بسبب ارتفاع منسوب النيل من طمي الفيضانات، وصار تاريخها لاحقاً من أكثر المسائل الغامضة في التاريخ المصري القديم.
مدينة أون القديمة
أخذت المنطقة أسماءاً متعددة، فالأقباط سموها "أونو"، بينما اليونان أطلقوا عليها اسم "هليوبوليس"، وكلها تنصب في معنىً واحدٍ وهو عاصمة الشمس.
مرت المنطقة بسلسلة من التغيرات الدينية والسياسية على مدار التاريخ الفرعوني، لكن هذا لم يغير حقيقة وحيدة وثابتة في تاريخها، وهي أن بلدة أون شهدت أقدم جامعة في التاريخ الإنساني وكانت هي النواة لكافة العلوم الحضارية.
يرسم ويل ديورانت في كتابه قصة الحضارة، أن الشهرة الدينية لمدينة أون ساهمت في تأسيس جامعة فلسفية لها، وسرعان ما تطورت علومها حتى وصلت لدراسة الفلك.
تذكر منشورات "مصر كيمت" أن جامعة أون ساهمت في ابتكار التقويم الشمسي الذي تميز به ملوك مصر الكبيرة، لكنها لاقت شهرةً في الفلسفة ويدلل على ذلك أنها كانت مقصد كل الفلاسفة وعلماء الرياضيات وعلى رأسهم فيثاغورس والذي قامت على نظرياته علوم الرياضيات المختلفة.
فيثاغورس - رسمة
فشل كبير لاقاه "فيثاغورس" حين قرر الالتحاق بجامعة أون بسبب رسوبه في الاختبارات التي كانت تعقدها الجامعة، ويلاحظ أيضاً مدى احترام ملوك مصر القديمة للعلم، حيث فشل في أن يحصل على وساطة من الملك لتمريره دون اختبار نظراً لاستقلال الجامعة عن سلطات الملك.
طاليس
كان طاليس المعروف في التاريخ بـ "أبي الفلاسفة" عالم فلسفة تعلم في جامعة أون، وهو الذي نصح فيثاغورس أن يسافر إلى مصر ويتعلم في جامعة أون، ولكنه بعد فشله في الالتحاق بها، انضم إلى جامعة منف المصرية ونجح فيها لدرجة جعلت سقراط يقول عنه "إن فيثاغورس فى زيارته لمصر كان أول من جلب الفلسفة إلى اليونان".
أفلاطون يساراً - أرسطو يميناً
لم يكن لـ " فيثاغورس" وحده قصة مع جامعة أون، فقد كان أفلاطون مثله، حيث سافر إلى مصر وتعلم فيها سنة 309 قبل الميلاد، وساهم بقاءه فيها أن يعطيه تفوقاً في الفلسفة، ولعل كارل ماركس يشير إلى ذلك بقوله " جمهورية أفلاطون ليست إلا تصور أثيني (يوناني) خيالي لنظام الطبقات المصري".