"حرق الكتب في التاريخ الإنساني" بدأتها "الصين" و اشتهرت بها الأندلس
السبت 05/مايو/2018 - 08:24 ص
وسيم عفيفي
طباعة
"الأفكار لها أجنحة محدش يقدر يمنعها توصل للناس"، لطالما كان فيلم المصير قائماً على هذه الجملة بعد تهديد الكتب التي ألفها بن رشيد بالحرق، وبصرف النظر عن الأخطاء التاريخية التي وقع فيها الفيلم، لكنه أعطى جانباً لمسألة حرق الكتب في العصر الأندلسي.
تاريخياً فإن إمبراطور الصين الأعظم شي هوانج تي، هو أول من اخترع ظاهرة حرق الكتب في العام 212 قبل ميلاد المسيح، على الرغم من الطفرة التي شهدتها الصين في عهده و التي ربما يكون هو مؤسسها أصلاً.
تاريخياً فإن إمبراطور الصين الأعظم شي هوانج تي، هو أول من اخترع ظاهرة حرق الكتب في العام 212 قبل ميلاد المسيح، على الرغم من الطفرة التي شهدتها الصين في عهده و التي ربما يكون هو مؤسسها أصلاً.
إمبراطور الصين - تشي هوانج
يؤرخ جوناثان كليمنتس في كتابه "الإمبراطور الأول للصين"، أن هوانج تي من مواليد 18 فبراير سنة 259 قبل الميلاد، وكان هو المؤسس لسلالة آل تشين التي حكمت الصين، وصار أول أباطرتها حين وصل إلى سن الثامنة والثلاثين عاماً حتى نجح في توحيد الصين عام 221 ق.م. واتخذ لنفسه لقب الإمبراطور.
نجح هوانج تي في إحداث طفرة جوهرية، حيث قام بتقسيم دولته إلى 36 ولاية وجعل لكل منها حاكماً مدنياً وجعل لها جيشاً، وجعل هذه المناصب بالتعيين وليست وراثية، إضافة إلى ذلك عين نفسه قائداً أو مستشاراً ليوازن بين الحاكم المدني والحاكم العسكري حتى لا يتفرد أحد بالسلطة.
نجح هوانج تي في إحداث طفرة جوهرية، حيث قام بتقسيم دولته إلى 36 ولاية وجعل لكل منها حاكماً مدنياً وجعل لها جيشاً، وجعل هذه المناصب بالتعيين وليست وراثية، إضافة إلى ذلك عين نفسه قائداً أو مستشاراً ليوازن بين الحاكم المدني والحاكم العسكري حتى لا يتفرد أحد بالسلطة.
قصر إمبراطور الصين الأول
حين استقر هوانج تي على عرش الإمبراطورية أصدر قراراً بنقل الأغنياء والطبقة الأرستقراطية إلى العاصمة ليكونوا تحت رقابته الشديدة، وأسهم بعد ذلك في البنية التحتية للصين حيث ربط المدن والعواصم بطرق واسعة طيلة.
وعلى الرغم من ذكائه في اختيار القادة وحكام الولايات لكن اتسم عهده بحرب نارية ضد الكتب التاريخية والقانونية بالإضافة إلى مطاردة الأدباء والعلماء وسجنهم.
وعلى الرغم من ذكائه في اختيار القادة وحكام الولايات لكن اتسم عهده بحرب نارية ضد الكتب التاريخية والقانونية بالإضافة إلى مطاردة الأدباء والعلماء وسجنهم.
تمثال إمبراطور الصين الأول
الفيلسوف فريدريك هيغل فسر ما فعله شي هوانج تي بأنه أراد ذلك رغبة في تقوية أسرته الحاكمة عن طريق هدم وتدمير ذكرى الأسر الحاكمة السابقة، حتى يبقى ذكره خالداً كؤسس لسور الصين العظيم وباني نهضتها القديمة.
وإلى الآن لا زال شي هوانج تي يختلف المؤرخين حول قيمته باعتباره الإمبراطور الأول للصين، فالشيوعيون يرون فيه حاكما تقدمياً ويقارنه الغرب بنابليون، ولكن من المؤكد أن هذا الإمبراطور حقق من الوحدة والانضباط والاستمرار والانضباط كثيراً، ولم يفلح أحد بعد ذلك في تغيير هذا الاستمرار أو محاولة زعزعة التي سادت الصين.
وإلى الآن لا زال شي هوانج تي يختلف المؤرخين حول قيمته باعتباره الإمبراطور الأول للصين، فالشيوعيون يرون فيه حاكما تقدمياً ويقارنه الغرب بنابليون، ولكن من المؤكد أن هذا الإمبراطور حقق من الوحدة والانضباط والاستمرار والانضباط كثيراً، ولم يفلح أحد بعد ذلك في تغيير هذا الاستمرار أو محاولة زعزعة التي سادت الصين.
كتاب من العصر العباسي
في التاريخ الإسلامي يعتبر العصر العباسي هو أول العهود التي اتسمت بظاهرة حرق الكتب وبدأ هذا حين سيطر المذهب المعتزلي على الدولة العباسية، فقام الحاجب العامري رجل الدولة الأول في عهد هشام المؤيد بحرق كتب المعتزلة وكذلك فقهاءهم ومؤرخيهم.
وخلال القرنين الخامس و السادس الهجري، بدأت ظاهرة حرق الكتب في الأندلس على يد أمراء الطوائف بحرق كتب بن حزم الظاهري، وهو الشيء نفسه الذي فعلته دولته المرابطين على يد علي بن يوسف تاشفين حين أحرق كتب أبو حامد الغزالي، وكذلك عهد دولة الموحدين بحرقها لكتب بن رشد.
سلسلة قصة الإسلام تفسر ظاهرة حرق الكتب في الأندلس لأسباب سياسية فدويلات الطوائف ورثت دولة الأمويين في الأندلس، وورثت دولة المرابطين أمراء الطوائف، واستولت دولة الموحدين على مُلك دولة المرابطين في المغرب والأندلس.
وخلال القرنين الخامس و السادس الهجري، بدأت ظاهرة حرق الكتب في الأندلس على يد أمراء الطوائف بحرق كتب بن حزم الظاهري، وهو الشيء نفسه الذي فعلته دولته المرابطين على يد علي بن يوسف تاشفين حين أحرق كتب أبو حامد الغزالي، وكذلك عهد دولة الموحدين بحرقها لكتب بن رشد.
سلسلة قصة الإسلام تفسر ظاهرة حرق الكتب في الأندلس لأسباب سياسية فدويلات الطوائف ورثت دولة الأمويين في الأندلس، وورثت دولة المرابطين أمراء الطوائف، واستولت دولة الموحدين على مُلك دولة المرابطين في المغرب والأندلس.
بن رشد أبرز مفكر إسلامي حُرِقَت كتبه
نتيجةً لتغير أنظمة الحكم في الأندلس جاءت فترة سميت باسم "مأزق العلاقة بين المثقف والسلطة"، فضلاً عن رغبة الحاكم في منع ظهور أي نجم ديني ربما ينافسه في شعبيته أو يؤثر على رجال الدين الذين اشتراها، وعليه فقدت الحضارة العربية والإسلامية ما يقرب من عشرة ملايين كتاب و أدى ذلك إلى ضياع ثمرة جهود العلماء والفلاسفة ورجال الطب والفكر والأدب والفقه واللغة، وتعددت وسائل القضاء على الكتب من خلال نهبها أو حرقها أو دفنها أو رميها في المياه.