بوابة "المواطن" تكشف سر زراعة "الحشائش" على ضفاف النيل
الأحد 06/مايو/2018 - 03:36 م
أيمن الجرادى
طباعة
حاول يوما ما أن تتنزه على ضفاف النيل بقرى محافظة سوهاج بقلب صعيد مصر، ستجد عالما من الخيال الذي يُظهر جمال الطبيعة الخلابة، حيث الهدوء والسكينة وروعة المنظر وجمال النيل.
رصدت كاميرا "بوابة المواطن"، أثناء تجولها على ضفاف النيل بقرى مركز ومدينة طهطا وطما والمراغة، ومنها قرية شطورة والعتامنة الخزندارية وبنى هلال، مناظر خلابة، كان من بينها جزر مرتفعة من الحشائش على ضفاف النيل يصل طولها إلى عشرات الأمتار، واتساعها إلى كذلك، وارتفاعها إلى 3 أمتار في بعض الأحيان.
المنظر جميل يجذب الناظرين، حيث يقوم الصيادون بجلب تلك الحشائش العائمة على سطح النيل أو جلبها من الجزر ببطن النيل وترسيها بجوار بعضها البعض بالقرب من ضفافه، لتكون جزر صغيرة من الحشائش، ولكن في باطن الأمر لم يكن الهدف منها إقامة المنظر الجمالي، ولكن كان هناك هدف آخر.
التقت "بوابة المواطن" بأحد الصيادين بمركز طهطا ويدعى "عاطف أحمد" 48 عام، صاحب مركب صيد "قارب" أو "فلوكة" كما يلقبه الكثيرون، ويقوم بالاصطياد في النيل، ويمتلك بعض الجزر من الحشائش قلم بترسيتها وتكوينها على ضفاف النيل بقرية شطورة.
أكد "عاطف" أن الهدف من وراء ترسية وإقامة تلك الجزر ليس المنظر الجمالي أو الحشائش في حد ذاتها، ولكن هو تجميع الأسماك أسفل منها لعدة شهور، في فصل الصيف، وعندما يأتي فصل الشتاء يتم تقطيع أعناق تلك الحشائش، وتطويقها من جميع الاتجاهات بالشباك الطويلة والعميقة، ثم نزع تلك الحشائش مجموعات خلف بعضها البعض خارج المياه، لتترك ما فيها من أسماك في باطن تلك الشباك.
وأضاف أنه يمكن أن تنتج تلك الجزر اسماك بأعداد مهولة بأحجام كبيرة تصل إلى الكيلو والنصف كيلو، وقد تصادف بعض الأسماك كبيرة الحجم التي تصل إلى 2 أو 3 كيلو جرام من اللحوم.
وقال " فتحي محمود" 45 عام، صائد أسماك، إن تلك الجزر ينتظرونها من العام للعام، لأنها تنتج أسماك بكميات وفيرة جدا، قد تصل إلي ربع الطن، "وقد يزداد أو يقل عن ذلك حسب الأرزاق التي كتبها المولى عز وجل لنا"، بالإضافة إلى أنه يتم الاستفادة كثيرا من الحشائش التي بها ويتم تغذية الحيوانات عليها من أغنام وأبقار وجاموس وماعز وإبل وغيره، كما تستخدم في بعض الأحيان في صناعة الحصير التى يتم الجلوس عليها.