"فنانون تركوا الاستديو" واحتفلت بهم "الماسونية".. أبرزهم "فريد شوقى والمليجي"
الأربعاء 09/مايو/2018 - 09:12 م
وسيم عفيفي
طباعة
ربما لم تتعرض منظمة على مدار التاريخ إلى هذا الكم الهائل من الجدال والجدل كهذا الذي تعرضت له الماسونية باعتبارها أسوأ المنظمات السرية على مدار التاريخ، خاصة بعد حامت شبهات كثيرة حول الماسونية من ناحية مبادئها البراقة، والتي تخفي في باطنها مشاريع استعمارية تستهدف أولاً ضرب الدين ثم التوجه لإسقاط الدول.
قبل إلغاء الوجود الماسوني في مصر كان نجوم المجتمع يشاركون في تلك المحافل، وكشف خبر قديم في يونيو سنة 1953 م، أفاد بأن الدار الماسونية احتفلت بجمهور كبير من الفنانين الماسون، نذكر منهم يوسف وهبي ومحسن سرحان وفريد شوقي وأحمد كامل مرسي ومحمود المليجي وفؤاد شفيق وعبد السلام النابلسي وحلمي رفلة وحسن رياض ومحمود فريد وعيسى أحمد وعلي رشدي وأحمد سعيد.
صورة تجمع عدد من الفنانين في المحفل الماسوني
حسين رياض في المحفل الماسوني
محمود المليجي في المحفل الماسوني
في تعريف الماسونية يذكر الدكتور سيف الدين البستاني في كتابه حقيقة الماسونية وأسرارها، أن أصل التسمية باللغة الإنجليزية Free-Masanry فري ماسون، أي البنّاء الحر، وباللغة الفرنسية Franc-Maconnerie فرانك ماسون، أي البنّاء الصادق، وقد ترجمت الكلمتان إلى اللغة العربية بكلمة: الماسونية والتي تعني البناءون الأحرار الذين بنوا هيكل سليمان.
في جذور أصل هدف الماسونية وتكوينها، تشير الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، أن الماسونية هي منظمة يهودية إرهابية مغلقة غامضة محكمة التنظيم تهدف إلى سيطرة اليهود على العالم عن طريق تقويض الأديان -غير اليهودي- والأخلاق، وإشاعة الإلحاد والإباحية والفساد، واستخدام الشخصيات المرموقة في العالم، يوثقهم عهد متين بحفظ الأسرار وتنفيذ ما يُطلب منهم.
تقييم الدرجات في المحافل الماسونية
يتبنى بعض الباحثين في الماسونية رأياً تاريخياً يقول أن مؤسس الماسونية هو والي الرومان على فلسطين، هيرودوس الثاني من عام 37–44م، وهو يهودي مغالي يرى أن اليهود شعب الله المختار هم وحدهم الذين يستحقون الحياة، وأن غيرهم من الأمم والشعوب يجب أن تكون مسخرة ومستعبدة لليهود، وكان اسم هذه المنظمة في زمن هيرودوس الثاني "القوة الخفية"، وقد ساعده في تأسيسها اثنان من العاملين في بلاطه، وهما حيروم آبيود وموآب لاوى.
سعيد بن كاتب الفرغاني مهندس مسجد أحمد بن طولون
إلى الآن لا يعرف أحد الغموض الذي يكتنف بداية الحركة الماسونية في مصر، فالبعض يرى أن نشأتها جاءت بالتزامن مع البنائيين الأوروبيين الهاربين من قمع الكنيسة الأوروبية، وأتى بها سعيد بن كاتب الفرغاني المصري الذي أشرف على بناء مسجد أحمد بن طولون، بينما تتبنى المدرسة الحديثة في التاريخ نظريةً تفيد بأن المحافل الماسونية وصلت لمصر بقدوم الحملة الفرنسية واستقرارها في القاهرة، خاصةً مع تأسيس كليبر "القائد الثاني للحملة الفرنسية" بتأسيس محفل "إيزيس"، ليس من أجل الفراعنة، وإنما ليشير إلى العالم أن الماسونية لها جذور في آثار مصر الفرعونية.
أعضاء المحفل الماسوني المصري في العهد الملكي
يبين كتاب "الماسونية في مصر" للدكتور علي شلش، أن المحافل الماسونية وصلت إلى أكثر من 100 محفل خلال 8 سنوات (1830 م ـ 1838 م)، وكانت طباع هذه المحافل تتسم بالسرية الشديدة خوفاً من الملاحقة القانونية.
لم يجاهر أي ماسوني بتأسيس محفل ماسوني على العلن بل كان الدخول أيضاً فيه نوعاً من الحرص حتى بالنسبة للجاليات الاسكتلندية والفرنسية والأمريكية والإيطالية، حتى أخذت المحافل شكلاً من أشكال الشرعية حين انضم لها عدد من النبلاء والأمراء التابعين لأسرة محمد علي باشا لعل أبرزهم الأمير محمد عبد الحليم بن محمد علي باشا، ثم انضمام الخديوي توفيق لهم حتى تولى رئاسة المحفل الأكبر 1887 م.
لم يجاهر أي ماسوني بتأسيس محفل ماسوني على العلن بل كان الدخول أيضاً فيه نوعاً من الحرص حتى بالنسبة للجاليات الاسكتلندية والفرنسية والأمريكية والإيطالية، حتى أخذت المحافل شكلاً من أشكال الشرعية حين انضم لها عدد من النبلاء والأمراء التابعين لأسرة محمد علي باشا لعل أبرزهم الأمير محمد عبد الحليم بن محمد علي باشا، ثم انضمام الخديوي توفيق لهم حتى تولى رئاسة المحفل الأكبر 1887 م.
المحفل الماسوني المصري في العهد الملكي
استمرت المحافل الماسونية في نشاطها بمصر حتى بدأت نهايتها مع قيام ثورة 1952 م، وبدأ معها اختفاء الماسونية ومحافلها تدريجياً حتى اختلفت نهائياً سنة 1964 م، وذلك بعد رفض السلطات المصرية تسجيل المحفل الماسوني كهيئة تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية.