هو موسيقار مصري وأحد أعلام الموسيقى العربية، لقّب بموسيقار الأجيال، وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية، عمل بالتلحين والتأليف الموسيقي، ولحن أغاني عديدة لأمير الشعراء، غنى معظمها بصوته، ولحن للعديد من المغنيين في مصر والبلاد العربية، منهم فيروز وأم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وصباح وطلال مداح وأسمهان، كما كان أول مكتشف للفنان إيهاب توفيق في أواخر الثمانينات.
لقاء السحاب بين أم كلثوم وعبد الوهاب:بدأت المنافسة بين عبد الوهاب وأم كلثوم في ثلاثينيات القرن الماضي، وانقسم الرأي العام إلى حزبين، حزب يمجد أم كلثوم، والآخر يشيد بفن عبد الوهاب، ومن الطريف
أنه نشر في أحد المجلات في عام 1933 أن محمد عبد الوهاب سيقوم بتمثيل فيلم "الوردة البيضاء"، وعلى الفور خرجت شائعة توكد عزم أم كلثوم على تمثيل فيلم اقترحت له اسم "الوردة الحمراء".
طلعت حرب يفشل:
كانت هناك مجالات عديدة تهدف إلى جمع القمتين في عمل فني واحد، والمعروف أن طلعت حرب باشا بذل جهدا كبيرا للجمع بينهما، حيث دعاهما والشاعر أحمد رامي لتناول الغداء بمنزله، وصارحهما بالغرض من هذه الدعوة، وهو جمعهما معا في فيلم واحد يتولى استوديو مصر جميع نفقاته، وترك لكل منهما تحديد الأجر الذي يطلبه، وأكد الطرفان أن الأجر لا يشكل أزمة، على أن يتساوي الأجر بالنسبه للغناء والتمثيل، أما ألحان عبد الوهاب فيكون لها أجر خاص.
طالب عبد الوهاب بتلحين أغاني الفيلم كلها، ولكن اعترضت الست أم كلثوم على ذلك، وطالبت أن يعهد إلى ملحنيها القصبجي وزكريا والسنباطي تلحين أغانيها مع احترمها لألحان عبد الوهاب، وظن طلعت حرب أن مهمته كللت بالنجاح، لكن أحمد رامي تنبه لوجود الغناء الذي يجمع بين البطل والبطله في فيلم، وتساءل من الذي سيقوم بتلحين هذا الديالوج؟
وبروح ودود قالت أم كلثوم إن كان ديالوج واحد بالطبع سيكون بألحان عبد الوهاب، أما في حالة احتياج الفيلم لأكثر من ديالوج فيعهد إلى أحد الأقطاب الثلاثة "القصبجي - زكريا - السنباطي"، بتلحين الديالوج الثاني ثم عاد عبد الوهاب يعترض من جديد، وتأزمت الأمور، ورأى المضيف تأجيل الحديث في هذا المشروع للقاء آخر، وتوقف المشروع وخسرنا تحفة فنية ضخمة كانت ستدخل التاريخ، وبقى الجمهور يحلم بلقاء يجمع بين أم كلثوم وعبد الوهاب.
عبد الناصر ينجح:
كانت أكبر معركة بين القمتين بسبب تنافسهما على منصب نقيب الموسيقيين في بداية الخمسينيات، مما أدى إلى غضب أم كلثوم، وتهديدها باعتزال الغناء، لولا تدخل عبد الناصر بنفسه لتسوية الخلاف بينهما، وبلباقه وأسلوب عبدالناصر الدبلوماسي في تعامله مع الأشخاص، استطاع عند اختياره وأم كلثوم عضوين بالمجلس الأعلى للفنون والآداب أن يذيب ما بينهما من جليد، فاستطاع الرئيس جمال تحقيق رغبة الشعب وجمع القمتين في لحن واحد، وهو "انت عمري"، ففي احتفالات أعياد الثورة طلب جمال عبد الناصر منهما تقديم عمل مشترك.
في نادي الضباط، وبينما يجلس الرئيس عبدالناصر إلى جوار المشير عبد الحكيم عامر، قال عبد الناصر موجها الكلام لعبدالوهاب ولأم كلثوم: "لن أغفر لكما عدم اشتراككما في عمل فني واحد حتى الآن"، وقال عامر: "مهم أي عمل فني تشتركان فيه"، فردت أم كلثوم بأنه لا مانع، وغنت أم كلثوم "انت عمري" في أول خميس من شهر فبراير عام 1964، وكانت الجماهير تترقب هذا الحدث باهتمام شديد.