"فابريقة الخرنفش" قصة أول مصنع رسمي للغزل والنسيج في مصر الحديثة
السبت 12/مايو/2018 - 12:58 م
وسيم عفيفي
طباعة
فكرة تحويل مصر لـ "قاعدة صناعية" كان السبب فيها "محمد علي باشا"، أما الوصول لمرحلة إدراك أهمية الصناعة فكان من أجل توفير احتياجات الجيش الذي بناه محمد علي باشا، ويكشف عبدالرحمن الرافعي في كتابه عن تلك الحقبة، أن الكلام عن الصناعة في عهد محمد علي يقتضي التمييز بين الصناعات الكبرى والصناعات الصغرى.
أما الصناعات الصغرى، فيمكن القول إجمالا بأنها تقهقرت في هذا العهد بسبب نظام الاحتكار الذي شمل الصناعات التي كانت قائمة وهي الصناعات الصغيرة فأضر بها وبأصحابها ضررا كبيرا، وأما النهضة الصناعية التي حدثت في ذلك العهد فهي نهضة الصناعات الكبرى التي استحدثها محمد علي بإنشاء الفابريقات ـ أي المصانع الكبيرة التي تدار بالآلات.
أما الصناعات الصغرى، فيمكن القول إجمالا بأنها تقهقرت في هذا العهد بسبب نظام الاحتكار الذي شمل الصناعات التي كانت قائمة وهي الصناعات الصغيرة فأضر بها وبأصحابها ضررا كبيرا، وأما النهضة الصناعية التي حدثت في ذلك العهد فهي نهضة الصناعات الكبرى التي استحدثها محمد علي بإنشاء الفابريقات ـ أي المصانع الكبيرة التي تدار بالآلات.
حارة مصرية قديمة
بدأ تاريخ مصانع الغزل والنسيج في عصر محمد علي باشا بإنشاء الغزل والنسيج في الخرنفش، والتي أنشئت سنة 1816، واستدعى لها عمالا فنيين من فلورانس بايطاليا، تخصصوا في غزل خيوط الحرير لصناعة القطيفة والساتان الخفيف.
ويقول كتاب "تاريخ مصر المالي"، أنه بعد قليل من الزمن نقلت الأنوال الخاصة بصناعة الحرير إلى فاريقة أخرى، ووضعت بدلها مغازل للقطن وماكينات لصنع الأقمشة القطنية، فركب بها مائة دولاب، عشرة منها للغزل السميك وتسعون دولاب للغزل الرفيع أي بنسبة دولاب للخيوط السميكة إلى تسعة للخيوط الرفيعة وهي النسبة المتبعة عادة في معامل الغزل، وتحمل الدواليب الأولى 108 مغزلا على خط واحد، والتسعون الثانية 216 مغزلا، وفي الفابريقة سبعون ماكينة، وعدد يوازيها من العدد الآخر لتجهيز القطن قبل غزله.
ويقول كتاب "تاريخ مصر المالي"، أنه بعد قليل من الزمن نقلت الأنوال الخاصة بصناعة الحرير إلى فاريقة أخرى، ووضعت بدلها مغازل للقطن وماكينات لصنع الأقمشة القطنية، فركب بها مائة دولاب، عشرة منها للغزل السميك وتسعون دولاب للغزل الرفيع أي بنسبة دولاب للخيوط السميكة إلى تسعة للخيوط الرفيعة وهي النسبة المتبعة عادة في معامل الغزل، وتحمل الدواليب الأولى 108 مغزلا على خط واحد، والتسعون الثانية 216 مغزلا، وفي الفابريقة سبعون ماكينة، وعدد يوازيها من العدد الآخر لتجهيز القطن قبل غزله.
كان يوجد بالفابريقة الموجودة في الخرنفش قسم للنسيج به ثلاثمائة نول تنسج من خيوط القطن أقمشة مختلفة أنواعها كالبافتة والموسيلين والبصمة والشاش والباتست، والأقمشة التي تنسج في هذه الفابريقة كانت ترسل لتبييضها في المبيضة التي أنشئت لهذه الغاية على شاطئ النيل بين بولاق وشبرا، ثم تعاد إلى مخازن الخرنفش لتباع لمن يطلبها، ويوجد بالفابريقة ورش للحدادين والسباكين والخراطين والنجارين لإصلاح الآلات التي يصيبها العطب.
عبدالرحمن الرافعي
ساهمت فابريقة الخرنفش في إعلان الحكومة المصرية تأسيس فابريقة أخرى سميت فابريقة مالطة وعن تاريخها يقول عبد الرحمن الرافعي، سميت بهذا الاسم نسبة إلى العدد الكبير من العمال المالطيين الذين كانوا يشتغلون فيها، وعهد بإدراتها إلى المسيو جومل، وقد أعدت لغزل القطن ثم نسجه أقمشة مختلفة الأنواع، وكان فيها من دواليب الغزل 28 دولابا و24 عدة، وآلات تجهيز القطن، وتدور هذه الالات كما في فابريقة الخرنفش بواسطة أربعة عشر طنبورا تحركها ثمانية من الثيران، وكل دولاب يشتغل عليه رجل وثلاثة أطفال يعقدون الخيوط التي تقطعها حركة العدة، ويبلغ عدد الأنوال في فابريقة مالطة 200 نول تنسج خيوط القطن ويصنع منها البافتة والبصمة والباتست والموسلين.
لافتة شارع الخرنفش
كانت في فابريقة مالطا ورشة تحتوي عمالا من سائر الحرف معدين لإصلاح آلاتها وإصلاح آلات مصانع الوجهين البحري والقبلي، وفيها ورشة للنجارة يشتغل فيها صناع فرنسيون وأروام يصنعون نماذج وأشياء اخرى دقيقة الصنع، وفيها أيضا ورشتان للخراطة بكل منها آلة ضخمة تحركها ثمانية من الثيران، وإحدى هاتين الورشتين إذا تحركت دواليبها تتحرك لها صواني وأقلام من الفولاذ للتضليع والتخريم والتثقيب ومحافر ومناشر لنشر الخشب والنحاس، ومخارط عديدة، وفي الورشة الأخرى مخرطة كبيرة ومرازب ومطرقة ومنفاخان كبيران.
مصنع كسوة الكعبة في الخرنفش الآن
كان بالقرب من فابريقة مالطة ثمانون ورشة حدادة لصنع مراسي المراكب وكل ما يلزم لبناء السفن وما يستهلك من الحديد والفحم في هذه الورش عظيم جدا، ويلحق بالفابريقة معمل لسبك الحديد، وقد لاحظ عليه المسيو مانجان بعض العيوب فقال أن أفرانه ليست محكمة الوضع وتستهلك من الوقود أكثر مما يلزم، والرمل المستعمل لم يكن مدقوقا دقا جيدا، وفي غالب الأحيان كان يفسد العمل لإهمال العمال ولكونهم لا يدعون القوالب تجف الجفاف المطلوب، وفي هذا المسبك ثمانية أفران كانت تعمل باستمرار، وعمالها مصريون يعملون تحت إدارة رؤساء من السوريين.