فلسطين مرت بسلسلة من الأحداث الأخيرة التي تمر بها فلسطين، علاوة على ما شاهده أبناء قطاع غزة، يوم مسيرات العودة، التي جاءت قبل ذكرى الـ 70 لنكبة فلسطين، تلك الطعنة التي قتلت العرب كافة، ذلك اليوم الذي شهد سيل من دماء مئات الأبرياء من أبناء غزة، كل هذه الأحداث تمكنا وبجدارة، أن نصف تركيا بأنها دولة مقسمة لجزأين ، الأول يتعلق بممثلي الحكم والسلطة، أما الأخر فهو مرتبط بالشعب، لا تتعجب عزيزي القاريء، أعلم أنك تتساءل وتقول، "ترى ما هو السر الذي جعلها تربط بين تركيا وأحداث غزة وفلسطين؟"، حاول أن تتحلى بالصبر بعض الشيء، سيدي القاريء، وخلال السطور المقبلة سأكشف لك سر الإجابة على ما يدور ببالك.
هجوم تركيا على عفرين
حرص الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على إرسال جحافل من جيوشه، إلى كل عفرين الكردية، أمر بقتل الأبرياء من أكراد سوريا، سفك دماء الأطفال، أمر أستحى الأرواح، دون أن يفكر في عقاب الله وجزاءه، هدم المنازل، وشرد الشيوخ والنساء، وكل ذلك فقط لمزاعم حرص على ترويجها، وهي أن هؤلاء ينتمون لـ"حزب العمال الكردستاني"، ذلك الحزب الذي يحاول أن يقنع العالم بان كل من ينتمي له أو يؤيده، هو إرهابي يريد أن يسقط تركيا، ويزعزع استقرارها.
مزاعم واهية
يعد كل ما يروجه، أردوغان عبارة عن مزاعم واهية لا أساس لها من الصحة، وحتى إذا صدقنا أن "حزب العمال الكردستاني" يشكل خطورة حقيقية، على تركيا، فما هو الذي قاموا به حقا، ويمكن أن نصفه بأنه كارثة أضاعت تركيا، فحتى هذه اللحظة هذا الحزب، لا يزيد عن كونه حزب يمثل المعارضة، لكن هناك غاية ما، تجعل أردوغان يتصدى لهذا الحزب بالتحديد.
إعتماد على حقائق
من المعروف أن "حزب الشعب الجمهوري"، من أبرز أحزاب المعارضة في تركيا، لكن ما يعد بارزا أيضا هو "حزب العمال الكردستاني"، والأهم هو أن ممثليه، يرصدون أهم السلبيات والانتقادات، التي يقوم بها ممثلي السلطة التركية، ولأنهم يهتمون بكل نقطة يقوم بها أردوغان، وسلبياته حيال البلاد، والشعب، أعتبر الرئيس التركي، أن ملاحقتهم واجب قومي، والأهم هو أن هذا الحزب، يمثل الأكراد، الذين سلب منهم حقهم في الشعور بأن يتمتعوا بالعيش كمواطنين من الدرجة الأولى، علاوة على تعذيبهم بشكل وحشي، وإهدار كرامتهم، بشكل متعمد، ومنعهم من الحديث بلغتهم الكردية، فأعتبر أردوغان أن قتلهم هو الحل الأمثل للتخلص منهم، لا لكونهم يشكلون خطورة، وإنما لأنه مجرد من كل معاني الإنسانية والرحمة.
سر العلاقة
لا زالت تتساءل عزيزي القاريء عن سر العلاقة التي تربط كل ذلك بم شهدته القدس يوم مسيرات العودة، والتي تأتي بالتزامن مع ذكرى النكبة الـ70، أجيبك يا عزيزي، لكن أسمح لي أن إجابتي ستكون في صورة تساؤلات.
أين جحافل جيوش أردوغان، التي توغلت في "عفرين" السورية، التي يقطنها أبرياء الأكراد، أين جحافل الجيوش التي لا يزال يصر الرئيس التركي، على الإعتماد عليها لفرض سيطرته على كل أرجاء سوريا، لما لم يحاول الرئيس التركي، أن ينصر أبناء غزة بجيوشه ليقفوا أمام قوى الإحتلال الإسرائيلي.
بين الأقصى ودماء الأبرياء
ولتسمح لي عزيزي القاريء أن تبحر معي في تساؤل هام، ألم يكن من الأولى لجيوش أردوغان، أن تعزز من صورتها وأن تكون رمز يحتذى بها، بقتل قوات تعتدى على الأبرياء، رغبة منها في محو المسجد الأقصى أكبر وأهم رمز من رموز الإسلام، بدلا من أن تغرق أبرياء في بحر من دماءهم، فقط لكونهم أكراد، لم يرتكبوا أي ذنب في حياتهم، أبرياء يبحثون فقط عن الحياة بسلام، بدلا من فرض السيطرة والسطو على خيرات دولة أخرى.
رسالة لك
كل عربي رجل كان أو فتاة، لن يبالى الموت، طالما أن ذلك سيكون فداء لتراب زهرة المدائن، ونصرة للقدس، لكن لا يسعني الآن سوى بعث رسالة لمن يعتبر نفسه رئيس لدولة، ذات مكانة على المنطقة الإسلامية، توقف عن التظاهر بأنك رئيس، توقف عن التظاهر بأنك تفكر في حال المنطقة، توقف عن التظاهر بالشجاعة وبأنك قادر على مواجهة قوى الظلم والإحتلال، إعترف بماهيتك بحقيقتك، مجرد قاتل يبني كينونة سيادته إعتمادا على دماء الأبرياء.