كولونيا الـ 555 التى سددت ديون مصر.. وتسببت جلطة فى انهيارها
السبت 19/مايو/2018 - 09:01 ص
مريم مرتضى
طباعة
لا تكاد تخلو منها أي مناسبة في مصر، جمعت بين الأحزان والأفراح، تجدها في الحفلات والمستشفيات، ساكنة بين طيات ملابسك بالدولاب، وموضوعة داخل صيدلية منزلك بالحمام، ومنتصبة فوق أرفف التسريحة ومحل الحلاقة، إنها كولونيا الـ 555 التي لطالما ساهمت في افراح وأمراض وحتى إغماءات الشعب المصري، كيف كانت تلك الرائحة المصنوعة من شجر الليمون أن تكون سببًا في عدة أحاسيس متناقضة في نفس الوقت، فقد كانت هي الرائحة المميزة في الأفراح والمناسبات، وفي نفس الوقت هي الرئيسية في غسيل الأموات وتكفينهم؟!، من أين بدأت رحلة كولونيا 555، وكيف انتهت؟، يُجيب عن تلك الأسئلة الكاتب "عُمر طاهر" في كتاب "صنايعية مصر".
لماذا قرر عبدالناصر عدم تأميم مصنع الكولونيا ؟
مؤسسها "حمزة الشبراويشي" بدأ من الصفر قادمًا من قريته لا يحمل إلا موهبته الفريدة في صنع أسنسات العطور، وفتح محلًا في منطقة الحسين لبيع العطور، وتوسع المحل إلى عدة فروع في مناطق أخرى، ثم إلى مصنع في منطقة "دار السلام" وكلما توفر لديه المال، كان يشتري أراضي بجانبه لكي تتسع مساحة مصنعة، ومن هنا كانت بداية انطلاقة الكولونيا، وأحاط المصنع بأشجار الليمون التى كان يستخدمها في تصنيع الكولونيا، وبعد ذلك اتسع خط إنتاج مصنعه ليشمل بودرة التلك، وأغلب مستحضرات التجميل التي عرفها المصريون.
مؤسسها "حمزة الشبراويشي" بدأ من الصفر قادمًا من قريته لا يحمل إلا موهبته الفريدة في صنع أسنسات العطور، وفتح محلًا في منطقة الحسين لبيع العطور، وتوسع المحل إلى عدة فروع في مناطق أخرى، ثم إلى مصنع في منطقة "دار السلام" وكلما توفر لديه المال، كان يشتري أراضي بجانبه لكي تتسع مساحة مصنعة، ومن هنا كانت بداية انطلاقة الكولونيا، وأحاط المصنع بأشجار الليمون التى كان يستخدمها في تصنيع الكولونيا، وبعد ذلك اتسع خط إنتاج مصنعه ليشمل بودرة التلك، وأغلب مستحضرات التجميل التي عرفها المصريون.
ولكن بدأ الخوف يطارده عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم بعض المؤسسات والمصانع المصرية، وظل ذلك الهاجس يطارده، وحاول العديد من أعدائه الإيقاع به ودفعه إلى قائمة رجال الأعمال التي أُممت مصانعهم، ولكن عبدالناصر كان له رأي أخر، حيث كان يرى أن "الشبراويشي" رجل عصامي ويساهم مصر اقتصاديًا بشكل كبير، ففي هذه الفترة كانت ديون مصر تُسدد بشكل عيني من منتجات مصرية مثل ثلاجات إيديال، منسوجات قطنية، وهكذا، وكانت منتجات "الشبراويشي" تحتل جزءًا كبيرًا في هذه القائمة، لذلك كان عبدالناصر يستبعد إسمه دائمًا من قائمته.
سبب أخر حمى المصنع من التأميم أن الزعيم الراحل كان زبونًا لمنتجات الشبراويشي، حيث كانت كولونيا الثلاث خمسات لا تفارقه أبدًا، لذلك كان قراره نهائيًا بعدم تأميم المصنع.
سبب أخر حمى المصنع من التأميم أن الزعيم الراحل كان زبونًا لمنتجات الشبراويشي، حيث كانت كولونيا الثلاث خمسات لا تفارقه أبدًا، لذلك كان قراره نهائيًا بعدم تأميم المصنع.
عبد الناصر يأمر بتأميم المصنع
أًصيب "حمزة الشبراويشي" بجلطة، وسافر إلى سويسرا ليتلقى العلاج، وكان يُتابع أخبار تأميم المصانع، ووقتها لعب الخبثاء دورًا في إدخال الخوف إلى قلبه مرة أخرى، واقترح البعض عليه أن ينفد بجلده ولا يعود إلى مصر مرة أخرى، فقرر الذهاب إلى بيروت هربًا حتى لا يتم تأميم مصنعه، وهناك قام بإفتتاح مصنع صغير لتصنيع العطور، ولكن الشائعات كانت قد سبقته إلى مصر وساهم البعض في اشتعالها وقيل إنه هرب إلى بيروت لتصفية أعماله في مصر، وسحب أمواله، وفورًا صدر قرار بفُرض الحراسة على جميع ممتلكاته، وتم عرضها للبيع، وعلم "حمزة الشبراويشي" الخبر وفهم أنه لا مجال للعودة، واستمر فى لبنان ينتج ويواصل نجاحه حتى توفي مع نهاية الستينيات، وتم دفن جثمانه في مصر حسب وصيته، وكانت هذه بداية الإنهيار حيث استمرت الثلاث خمسات لعدة سنوات، ولكنها في النهاية تلاشت كما يطير السبرتو في الهواء.
أًصيب "حمزة الشبراويشي" بجلطة، وسافر إلى سويسرا ليتلقى العلاج، وكان يُتابع أخبار تأميم المصانع، ووقتها لعب الخبثاء دورًا في إدخال الخوف إلى قلبه مرة أخرى، واقترح البعض عليه أن ينفد بجلده ولا يعود إلى مصر مرة أخرى، فقرر الذهاب إلى بيروت هربًا حتى لا يتم تأميم مصنعه، وهناك قام بإفتتاح مصنع صغير لتصنيع العطور، ولكن الشائعات كانت قد سبقته إلى مصر وساهم البعض في اشتعالها وقيل إنه هرب إلى بيروت لتصفية أعماله في مصر، وسحب أمواله، وفورًا صدر قرار بفُرض الحراسة على جميع ممتلكاته، وتم عرضها للبيع، وعلم "حمزة الشبراويشي" الخبر وفهم أنه لا مجال للعودة، واستمر فى لبنان ينتج ويواصل نجاحه حتى توفي مع نهاية الستينيات، وتم دفن جثمانه في مصر حسب وصيته، وكانت هذه بداية الإنهيار حيث استمرت الثلاث خمسات لعدة سنوات، ولكنها في النهاية تلاشت كما يطير السبرتو في الهواء.