"بوابة المواطن" تكشف مافيا "الشاي".. تحرم مصر من توفير 3 مليارات جنيه سنويا
الأحد 20/مايو/2018 - 09:11 ص
نور محمود
طباعة
"الشاي" من المشروبات الساخنة التي لا يمكن الاستغناء عنها في مصر، في المنازل والمقاهي ومقرات العمل، حتى العمال في أراضي الزراعية والمصانع والشركات، وكذلك في الأفراح والمآتم، لكن على الرغم من ذلك لا يوجد اهتمام في مصر بزراعة هذا المحصول، والذي تناسبه الأراضي المصرية.
وتحتل مصر المرتبة الثانية، في استيراد الشاي، من الخارج، بعد دولة باكستان، ما يزيد من أزمة مصر الاستيرادية في توفير العملة، ولم يتجه التفكير في الماضي إلي زراعته في مصر بدعوي أنه محصول يحتاج إلي مناخ موسمي حار وأمطار غزيرة ونحن لا يتوافر لدينا هذا المناخ".
بداية تجارب زراعة الشاي
بتشجيع من الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الأسبق، بدأت محاولات الحصول علي شتلات وعقل وبذور للشاي من الدول المنتجة له، لكن الأمر لم يكن سهلا، لأن إحدى الدول أرسلت البذور بها أجنة ميتة ودولة أخري رفضت الإرسال بدعوي الجو الحار في مصر، أما الأرجنتين فأرسلت 800 كجم من البذور، وكانت بمثابة بارقة الأمل في إمكانية زراعة الشاي في مصر".
وبعد ذلك جرت محاولات للتعاون مع إحدى الولايات الأمريكية، لكنها لم تكتمل بسبب موت 40% من النباتات التي تمت زراعتها، وأمام تصميم خبراء وزارة الزراعة علي تحدي صعاب زراعة الشاي في مصر، نجحت جهودهم في التغلب علي كل مشاكل زراعة الشاي في التربة المصرية، وأمكن زراعة سلالات جديدة من الشاي واستنباط أصناف تلاءم البيئة المصرية.
إهدار 23 مليون جنيه في تجربة فاشلة لزراعة الشاي في مصر
حسب مزارعون جربوا زراعة الشاي، فإن تجربة وزارة الزراعة، في زراعة شجيرات الشاي، والتي نفذها معهد بحوث البساتين بـ"بشتيل" بالجيزة انتهت بالفشل، بعد أن تكلفت ما يقرب من 23 مليون جنيها، لعدم استعانته بالخبراء والأخصائيين في زراعة هذا المحصول".
عبد الرحمن الركيبات، أحد مزارعي الشاي في الفيوم، قال إنه بدأ في زراعة شجيرات الشاي، منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، بزراعة 100 شتلة، وأنه حاليا وصلت الشتلات التي يزرعها إلى أكثر 300 شتلة، لافتا إلى أن هناك رجل أعمال بمحافظة الفيوم يدعى محمد عبد الفضيل، قام بتجربة كبيرة لزراعة الشاي في مصر، ويمتلك شهادة منشأ، ويصدر للخارج، ولكن وزارة الزراعة لم تقف بجانبه في تجربته ورفضت التعامل معه تجاريا، لأن الشاي الذي يمكن زراعته في مصر هو الشاي الطبي".
وأضاف أن وزارة الزراعة أنفقت 23 مليون جنيها في تجربة زراعة الشاي في "بشتيل الجيزة"، إلا أنهم فشلوا في تسميدها والعناية بها، وتعمدوا ذلك لصالح مستوردي الشاي في مصر، وأنه عندما حاول رجل الأعمال محمد عبد الفضيل، تعرض لهجوم من وزارة الزراعة، بحجة أن الشاي الذي ينتجه لا يصلح للسوق المصري".
وعن كيفية زراعة الشاي قال "الركيبات": زراعة الشاي أبسط مما تتخيل، وتصلح للزراعة في أي مكان لكنها تحتاج إلى نظام تسميد معين، ونسبة تبريد معينة، ونسبة ماغنسيوم، وأكبر دليل على ذلك وفقا له زراعته للمحصول ونجاحها، وأن رجل الأعمال محمد فرج عامر أيضا عنده مزرعة مساحتها 125 فدان في العامرية مزروعة بالشاي".
وأكد خبراء وزارة الزراعة نجاح تجارب زراعة الشاي في مصر، حيث حدد الدكتور حسين سيد طه، أستاذ مساعد تكنولوجيا الحيوية النباتية، شعبة الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي بالمركز القومي للبحوث، إن زراعة الشاي في محافظات الشرقية والإسماعيلية وشرق العوينات وجبل علبة وحلايب وشلاتين، لأن الجو هناك مناسب من حيث التربة الرملية وعدم وجود قلوية شديدة بها".
وأضاف " كانت المعتقدات القديمة تؤكد أن أشجار الشاي لا تصلح لإنتاج إلا علي سفوح الجبال، ولكن ثبت العكس بعد ذلك، وهذا يعني أن المناطق السهلة المستوية يمكننا من وضع برنامج للزراعة يعطي أعلي وأفضل إنتاجية".
وتابع " وفي مصر فان الأرض رملية وبعضها أرض صفراء خفيفة، ويجب أن نختار المزرعة في أرض معتدلة وعدم زراعة الأراضي القلوية بأشجار الشاي، مؤكدا على أن أصناف الأسمدة البلدية والمواد النباتية كافية لأن تعطي أفضل نتائج، وأن أفضل أنواع الشاي نحصل عليه في المناخ الذي تتوفر فيه رطوبة 85% في معظم شهور السنة وبالرجوع إلي الرطوبة النسبية علي مدي السنة نجد أن هناك كثيرا من المحافظات نجد الرطوبة النسبية العليا فوق 85%، ولكن درجة الرطوبة النسبية الصغرى تكون أقل، مع ملاحظة أن الرطوبة النسبية العظمى تكون في المناطق القريبة من النيل، بينما تقل في المناطق المتاخمة للصحراء، ولهذا يراعى أن تتم الزراعة في المناطق القريبة من النيل".
مصر تستورد بـ 3 مليارات جنيه من الشاي سنويا
وفقًا لنشرة الصادرات والواردات لعام 2016 الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، تستورد مصر شاى بـ 3 مليار جنيه تقريبًا، بينما قامت بتصديره بـ 182 مليون جنيه، على الرغم وفقا لخبراء من أن مصر تستطيع وبسهولة زراعة الشاي وبأنواع جيدة جدا، لأنها تقع في حزام زراعة الشاي ما بين خط عرض23 و28 درجة مئوية".
مدير معهد البساتين: مصر لا تزرع محصول الشاي لعدم وجود بيئة مناسبة
قال الدكتور محمد محمود مدير معهد بحوث البساتين السابق، التابع لمركز البحوث الزراعية، إن مصر لا تزرع محصول الشاي لعدم وجود بيئة مناسبة، تتلاءم مع المحصول، لافتا إلى أن الدول الرائدة في زراعته، تتماشي طبيعتها الجغرافية، بوجود مرتفعات جبلية، مثل "الهند والسودان".
وأكد أن هناك تجارب، تُجرى الآن، من قبل خبراء بجهات بحثية متعددة، ولكن معظمها فشل في الوصول إلى حل للتناسب مع طبيعة البيئة المصرية، لافتا إلى أن وجود دراسة من قبل أحد الباحثين، عن تكاثر شجيرات الشاي عن طريق الأنسجة، لأول مرة في مصر".
وتحتل مصر المرتبة الثانية، في استيراد الشاي، من الخارج، بعد دولة باكستان، ما يزيد من أزمة مصر الاستيرادية في توفير العملة، ولم يتجه التفكير في الماضي إلي زراعته في مصر بدعوي أنه محصول يحتاج إلي مناخ موسمي حار وأمطار غزيرة ونحن لا يتوافر لدينا هذا المناخ".
بداية تجارب زراعة الشاي
بتشجيع من الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الأسبق، بدأت محاولات الحصول علي شتلات وعقل وبذور للشاي من الدول المنتجة له، لكن الأمر لم يكن سهلا، لأن إحدى الدول أرسلت البذور بها أجنة ميتة ودولة أخري رفضت الإرسال بدعوي الجو الحار في مصر، أما الأرجنتين فأرسلت 800 كجم من البذور، وكانت بمثابة بارقة الأمل في إمكانية زراعة الشاي في مصر".
وبعد ذلك جرت محاولات للتعاون مع إحدى الولايات الأمريكية، لكنها لم تكتمل بسبب موت 40% من النباتات التي تمت زراعتها، وأمام تصميم خبراء وزارة الزراعة علي تحدي صعاب زراعة الشاي في مصر، نجحت جهودهم في التغلب علي كل مشاكل زراعة الشاي في التربة المصرية، وأمكن زراعة سلالات جديدة من الشاي واستنباط أصناف تلاءم البيئة المصرية.
إهدار 23 مليون جنيه في تجربة فاشلة لزراعة الشاي في مصر
حسب مزارعون جربوا زراعة الشاي، فإن تجربة وزارة الزراعة، في زراعة شجيرات الشاي، والتي نفذها معهد بحوث البساتين بـ"بشتيل" بالجيزة انتهت بالفشل، بعد أن تكلفت ما يقرب من 23 مليون جنيها، لعدم استعانته بالخبراء والأخصائيين في زراعة هذا المحصول".
عبد الرحمن الركيبات، أحد مزارعي الشاي في الفيوم، قال إنه بدأ في زراعة شجيرات الشاي، منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، بزراعة 100 شتلة، وأنه حاليا وصلت الشتلات التي يزرعها إلى أكثر 300 شتلة، لافتا إلى أن هناك رجل أعمال بمحافظة الفيوم يدعى محمد عبد الفضيل، قام بتجربة كبيرة لزراعة الشاي في مصر، ويمتلك شهادة منشأ، ويصدر للخارج، ولكن وزارة الزراعة لم تقف بجانبه في تجربته ورفضت التعامل معه تجاريا، لأن الشاي الذي يمكن زراعته في مصر هو الشاي الطبي".
وأضاف أن وزارة الزراعة أنفقت 23 مليون جنيها في تجربة زراعة الشاي في "بشتيل الجيزة"، إلا أنهم فشلوا في تسميدها والعناية بها، وتعمدوا ذلك لصالح مستوردي الشاي في مصر، وأنه عندما حاول رجل الأعمال محمد عبد الفضيل، تعرض لهجوم من وزارة الزراعة، بحجة أن الشاي الذي ينتجه لا يصلح للسوق المصري".
وعن كيفية زراعة الشاي قال "الركيبات": زراعة الشاي أبسط مما تتخيل، وتصلح للزراعة في أي مكان لكنها تحتاج إلى نظام تسميد معين، ونسبة تبريد معينة، ونسبة ماغنسيوم، وأكبر دليل على ذلك وفقا له زراعته للمحصول ونجاحها، وأن رجل الأعمال محمد فرج عامر أيضا عنده مزرعة مساحتها 125 فدان في العامرية مزروعة بالشاي".
وأكد خبراء وزارة الزراعة نجاح تجارب زراعة الشاي في مصر، حيث حدد الدكتور حسين سيد طه، أستاذ مساعد تكنولوجيا الحيوية النباتية، شعبة الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي بالمركز القومي للبحوث، إن زراعة الشاي في محافظات الشرقية والإسماعيلية وشرق العوينات وجبل علبة وحلايب وشلاتين، لأن الجو هناك مناسب من حيث التربة الرملية وعدم وجود قلوية شديدة بها".
وأضاف " كانت المعتقدات القديمة تؤكد أن أشجار الشاي لا تصلح لإنتاج إلا علي سفوح الجبال، ولكن ثبت العكس بعد ذلك، وهذا يعني أن المناطق السهلة المستوية يمكننا من وضع برنامج للزراعة يعطي أعلي وأفضل إنتاجية".
وتابع " وفي مصر فان الأرض رملية وبعضها أرض صفراء خفيفة، ويجب أن نختار المزرعة في أرض معتدلة وعدم زراعة الأراضي القلوية بأشجار الشاي، مؤكدا على أن أصناف الأسمدة البلدية والمواد النباتية كافية لأن تعطي أفضل نتائج، وأن أفضل أنواع الشاي نحصل عليه في المناخ الذي تتوفر فيه رطوبة 85% في معظم شهور السنة وبالرجوع إلي الرطوبة النسبية علي مدي السنة نجد أن هناك كثيرا من المحافظات نجد الرطوبة النسبية العليا فوق 85%، ولكن درجة الرطوبة النسبية الصغرى تكون أقل، مع ملاحظة أن الرطوبة النسبية العظمى تكون في المناطق القريبة من النيل، بينما تقل في المناطق المتاخمة للصحراء، ولهذا يراعى أن تتم الزراعة في المناطق القريبة من النيل".
مصر تستورد بـ 3 مليارات جنيه من الشاي سنويا
وفقًا لنشرة الصادرات والواردات لعام 2016 الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، تستورد مصر شاى بـ 3 مليار جنيه تقريبًا، بينما قامت بتصديره بـ 182 مليون جنيه، على الرغم وفقا لخبراء من أن مصر تستطيع وبسهولة زراعة الشاي وبأنواع جيدة جدا، لأنها تقع في حزام زراعة الشاي ما بين خط عرض23 و28 درجة مئوية".
مدير معهد البساتين: مصر لا تزرع محصول الشاي لعدم وجود بيئة مناسبة
قال الدكتور محمد محمود مدير معهد بحوث البساتين السابق، التابع لمركز البحوث الزراعية، إن مصر لا تزرع محصول الشاي لعدم وجود بيئة مناسبة، تتلاءم مع المحصول، لافتا إلى أن الدول الرائدة في زراعته، تتماشي طبيعتها الجغرافية، بوجود مرتفعات جبلية، مثل "الهند والسودان".
وأكد أن هناك تجارب، تُجرى الآن، من قبل خبراء بجهات بحثية متعددة، ولكن معظمها فشل في الوصول إلى حل للتناسب مع طبيعة البيئة المصرية، لافتا إلى أن وجود دراسة من قبل أحد الباحثين، عن تكاثر شجيرات الشاي عن طريق الأنسجة، لأول مرة في مصر".