ما بين الست كوم والتركي.. الدراما المصرية حائرة في طابور التقليد
السبت 19/مايو/2018 - 11:35 م
مريم مرتضى
طباعة
البيت الكبير
بعد رواج سوق المسلسلات التركية والهندية التي يزيد عدد حلقاتها على الـ 100 في مصر، ونجاحها في جذب المشاهدين لها، قرر صُناع الدراما المصريين أن يقوموا بالمغامرة ويخوضوا تجربة إنتاج مسلسلات طويلة ذات الـ 60 أو 70 حلقة، وبالفعل تم تقديم عمل أو اثنين كتجربة مثل مسلسل "سلسال الدم"، ولاقت التجربة قبولًا كبيرًا من الجماهير، مما شجع على تقديم وإنتاج المزيد منها، وقد تم عرض 4 مسلسلات طويلة في الموسم الموازي لدراما رمضان 2017 وهم:
مسلسل "البيت الكبير"..
مسلسل من نوعية الـ 60 حلقة، يعود للدراما الصعيدية، وعادات أهل الجنوب، وصراع الأجيال بين العائلات، وبعض السلوكيات الاجتماعية الجديدة على مجتمع الصعيد المحافظ، من بطولة "أحمد بدير"، "منذر رياحنة"، و"لوسي"، ومن تأليف "أحمد صبحي" وإخراج "محمد النقلي".
مسلسل "البيت الكبير"..
مسلسل من نوعية الـ 60 حلقة، يعود للدراما الصعيدية، وعادات أهل الجنوب، وصراع الأجيال بين العائلات، وبعض السلوكيات الاجتماعية الجديدة على مجتمع الصعيد المحافظ، من بطولة "أحمد بدير"، "منذر رياحنة"، و"لوسي"، ومن تأليف "أحمد صبحي" وإخراج "محمد النقلي".
عائلة الحاج نعمان
مسلسل "عائلة الحاج نعمان"..
دراما اجتماعية مكونة من 60 حلقة، تدور حول عائلة كبيرة يقودها الأب "نعمان"، ويبرز المسلسل صراعات العائلة الواحدة والخلافات على الميراث، وهو من بطولة "تيم حسن"، و"صلاح عبد الله"، وتأليف "مجدي صابر"، وإخراج "أحمد شفيق".
دراما اجتماعية مكونة من 60 حلقة، تدور حول عائلة كبيرة يقودها الأب "نعمان"، ويبرز المسلسل صراعات العائلة الواحدة والخلافات على الميراث، وهو من بطولة "تيم حسن"، و"صلاح عبد الله"، وتأليف "مجدي صابر"، وإخراج "أحمد شفيق".
بيت السلايف
مسلسل "بيت السلايف"..
تدور قصته في إطار اجتماعي يناقش التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري في السنوات الأخيرة، وهو من بطولة "بوسي"، و"منة فضالي"، و"عبير صبري"، من تأليف "حسين مصطفى محرم"، وإخراج "محمد عبد الخالق".
تدور قصته في إطار اجتماعي يناقش التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري في السنوات الأخيرة، وهو من بطولة "بوسي"، و"منة فضالي"، و"عبير صبري"، من تأليف "حسين مصطفى محرم"، وإخراج "محمد عبد الخالق".
مسلسل "السر"..
تدور أحداثه حول علاقة رجل أعمال بمحامية، وتحدث جريمة قتل تتصاعد بعدها الأحداث لكشف سرّها، كما يتناول العمل عالم المصحات العلاج النفسي وما يتعرض له النزلاء فيها، وهو من بطولة "حسين فهمي"، و"نضال الشافعي" و"دينا" و"مايا نصري"، وتأليف " حسام موسى "، وإخراج "محمد حمدي" بعد نجاح تجربتهما معًا في مسلسل "شطرنج".
تدور أحداثه حول علاقة رجل أعمال بمحامية، وتحدث جريمة قتل تتصاعد بعدها الأحداث لكشف سرّها، كما يتناول العمل عالم المصحات العلاج النفسي وما يتعرض له النزلاء فيها، وهو من بطولة "حسين فهمي"، و"نضال الشافعي" و"دينا" و"مايا نصري"، وتأليف " حسام موسى "، وإخراج "محمد حمدي" بعد نجاح تجربتهما معًا في مسلسل "شطرنج".
وبالطبع فإن عرض 4 مسلسلات من نوعية الـ 60 حلقة في موسم واحد، يؤكد أنها أصبحت ظاهرة تسيطر على سوق الدراما المصري، فما هي إيجابيتها وسلبياتها؟ وهل تستمر أم تندثر بمرور الوقت مثلما اندثرت العديد من الظواهر قبلها؟، وهل هي بديل لمسلسلات الست كوم مثل "راجل وست ستات"؟، كل هذه الأسئلة يُجيب عنها عدد من النقاد الفنيين بمصر في تصريحات خاصة لـ "بوابة المواطن":
الناقد الفني "كمال القاضي" أوضح رأيه قائلًا: "بعد سيطرة المسلسلات التركية والهندية على سوق الدراما في مصر، اعتقد بعض صناع الدراما أنهم قادرين على المنافسة لمجرد إنتاجهم عدد حلقات أكثر، ولكن بالطبع هذا ليس في مصلحتهم، فنجاح تلك الأعمال معتمد على ضخامة الإنتاج وعناصر الإبهار في التصوير بالأماكن السياحية الخلابة، وإذا امتلك المنتجين المصريين نفس العوامل وقتها فقط سيكون بإمكانهم المنافسة مع تلك الأعمال، أما الإعتماد على عدد الحلقات والمط في الموضوع فقط، يتسبب في فشل تلك الأعمال".
وأضاف أن نوعية مسلسلات الست كوم كانت موجة، وهي جنس درامي غير أصيل، ومن الطبيعي أن تفشل لأن الجمهور بحاجة إلى التجديد ويمل من التكرار، خاصة أنها تقدم موضوعات غير ذات قيمة، وأوضح أن مسلسلات ذات الـ 60 حلقة ظاهرة وليست موجة، وستستمر لمدة طويلة ولن تنتهي بسهولة، وعن أهم أسباب فشلها أوضح أنه سيكون التكلفة الإنتاجية العالية للغاية وأجور الممثلين.
أما عن الناقدة "حنان شومان"، فترى أن الجمهور هو من فرض تلك الظاهرة على المنتجين، بعد أن انجذب العديد إلى المسلسلات التركية والهندية، ولكن ما يتحكم في نجاح أو فشل تلك الأعمال هو موضوع العمل نفسه وهل يتحمل فكرة التطويل أو لا، فيجب أن يتم صناعة تلك الأعمال بإحترافية شديدة تراعي المتفرج في الأساس، لأن مثل تلك الأعمال لا تحتمل الخطأ نظرًا لتكلفتها العالية.
وأضافت "شومان" قائلة: "ظاهرة الست كوم كانت ناجحة بكل المقاييس، ولكنها فشلت بسبب التكرار، فبعد أن لاقت التجربة نجاحًا، استغل العديد ذلك النجاح ورخص الإنتاج، وقاموا بالتقليد والتكرار حتى فشلوا جميعًا".
الناقد الفني "كمال القاضي" أوضح رأيه قائلًا: "بعد سيطرة المسلسلات التركية والهندية على سوق الدراما في مصر، اعتقد بعض صناع الدراما أنهم قادرين على المنافسة لمجرد إنتاجهم عدد حلقات أكثر، ولكن بالطبع هذا ليس في مصلحتهم، فنجاح تلك الأعمال معتمد على ضخامة الإنتاج وعناصر الإبهار في التصوير بالأماكن السياحية الخلابة، وإذا امتلك المنتجين المصريين نفس العوامل وقتها فقط سيكون بإمكانهم المنافسة مع تلك الأعمال، أما الإعتماد على عدد الحلقات والمط في الموضوع فقط، يتسبب في فشل تلك الأعمال".
وأضاف أن نوعية مسلسلات الست كوم كانت موجة، وهي جنس درامي غير أصيل، ومن الطبيعي أن تفشل لأن الجمهور بحاجة إلى التجديد ويمل من التكرار، خاصة أنها تقدم موضوعات غير ذات قيمة، وأوضح أن مسلسلات ذات الـ 60 حلقة ظاهرة وليست موجة، وستستمر لمدة طويلة ولن تنتهي بسهولة، وعن أهم أسباب فشلها أوضح أنه سيكون التكلفة الإنتاجية العالية للغاية وأجور الممثلين.
أما عن الناقدة "حنان شومان"، فترى أن الجمهور هو من فرض تلك الظاهرة على المنتجين، بعد أن انجذب العديد إلى المسلسلات التركية والهندية، ولكن ما يتحكم في نجاح أو فشل تلك الأعمال هو موضوع العمل نفسه وهل يتحمل فكرة التطويل أو لا، فيجب أن يتم صناعة تلك الأعمال بإحترافية شديدة تراعي المتفرج في الأساس، لأن مثل تلك الأعمال لا تحتمل الخطأ نظرًا لتكلفتها العالية.
وأضافت "شومان" قائلة: "ظاهرة الست كوم كانت ناجحة بكل المقاييس، ولكنها فشلت بسبب التكرار، فبعد أن لاقت التجربة نجاحًا، استغل العديد ذلك النجاح ورخص الإنتاج، وقاموا بالتقليد والتكرار حتى فشلوا جميعًا".
بينما أوضح الناقد "وليد سيف" رأيه قائلًا: "أن هذه ظاهرة لا تحقق نجاحًا إلا في ظل الموضوعات ذات الطابع الملحمي التي تعتمد على الحبكات المنفصلة المتصلة، وبالتأكيد ليست جميع الموضوعات تصلح لتلك النوعية من الأعمال".
وهكذا بين ظاهرة الست كوم وظاهرة الـ 60 حلقة، تبقى الدراما المصرية حائرة في صفوف التقليد الأعمى، بعد أن كانت هي المصدر الأساسي لجميع الظواهر الفنية.